أين انت إلهي فاني احتاج إليك.. ابحث عنك مثل طفل تائه يبحث عن امه.. احتاج إليك إلهي فقد فشل الجميع في معالجة نفسي.. وعجز آباء الاعتراف.. فلا يوجد أمامي سوى الخوف من يوم الدينونة.. وخطية تتكرر كل يوم.. وضمير حساس يصرخ في وجهي من الحين إلى الأخر.. وعقل ارهقته هموم الحياة واتعبه الجهاد الروحي فلا يزال القلب شرير والمشاعر مريضة..
تعالى إلهي أملك على هذا القلب المسكين فلو انصلح القلب سوف ينصلح الإنسان كله..
تعالى إلهي أصرخ بصوتك المهيب وقول لقلبي هلم خارجاً بعد ان مات وانتن منذ آلاف السنين..
تعالى إلهي إلمس اليد اليابسة لتصير صحيحة وقادرة على عمل الخير..
تعالى إلهي قولي لا تخف فيطمئن قلبي بعد أن غاب عنه الأمان منذ ان كان طفل صغير يلهو في حضن امه.. فلا خوف فيزعجني.. ولاماضي يطاردني.. ولا حاضر يحاصرني.. ولا مستقبل يثور فيقلقني..
تعالى إلهي فإني احتاج إلى حنانك في وسط عالم قاسي ليس لديه إلى الصراخ (إرجمه..إرجمه )..
احتاج إليك فأنا لا املك سوى قلب صغير ينادي عليك ويصرخ بكل قوته كصرخة غريق أحاطت به الأمواج، وانهارت قوته واشتم رائحة الموت..
احتاج إليك فاني لست املك سوى قلم مكسور لكي أكتب لك بعض الحروف البسيطة فتأخذها نعمتك وتجعلها أبيات شعر جميلة..
لست أملك سوى وتر مقطوع لأعزف لك لحن قد يبدو عند الكثيرين أنه قبيح فتأخذه يدك الحانية وتحوله إلى سيمفونية رائعة..
لست املك سوى نقطة دموع سالت على خدي منذ سنين طويلة عندما شعرت بصغر نفسي أمام الشيطان، فاقتربت يدك إلى عيني ومسحت هذه الدمعة ووضعتها في جنبك المجروح لتقول لي: “لا تخف فأنا شاعر بضعفك”