إليكِ يا سيدتي أرسل تحياتي لتخترق السحاب وتصل إلى روحك الطاهرة التي إنطلقت إلى بارئها منذ آلاف السنين، تحياتي لك يا صاحبة الإرادة القوية فإنكِ لم تخجلي من ضعفك ولا من خطيتك ودخلتي بيت سمعان الفريسي، ذلك الرجل القاسي والمتكبر وإقتربتي من السيد المسيح لتمسكي برجليه وتبكي وتبللي قدميه بدموعك وتمسحيهما بشعر رأسك، ثم تسكبي عليهما الطيب. إنك لم تتكلمي كلمة واحدة ولكن تركتي دموعك تتكلم، فلغة الدموع أقوى من لغة الكلمات. قولي لي يا أمي حقًا: ما الذي دفعك إلى التوبة؟ ما الذي جعلك تتركي الماضي وتلقي بمشاعرك الخاطئة تحت أقدام المسيح؟ ما الذي جعلك تتخلصي من خطية قاسية مثل الزنا بعد أن إمتزجت بأعصابك وصارت تجري في دمائك؟ قولي لي يا أمي حقًا: ماهو إحساسك عندما تلامستي مع قدمي السيد المسيح؟ هل كنتِ تشكي له الأسباب التي دفعتك إلى الخطية؟ أم كنتِ تشكي له نفسك المكسورة التي أذلتها الخطية؟ هل كنتِ تشكي له قسوة الناس الذين لم يرحموا ضعفك فكانوا يضايقونك بكلامهم وأفعالهم؟ أم كنتِ تشكي إهمال الناس لك، فالكل قد تركك، وبقيتي في جهادك وحدك تصارعي الخطية والشيطان وأهواء نفسك، نعم فإنك لم تأتي إلى السيد المسيح صدفة ولكن بعد صراع مرير مع قوى الشر التي حاصرتك من كل ناحية.
قولي لي يا أمي حقًا: ما هو إسمك حتى نتشفع بك أيتها التائبة القوية؟ ما هو إسمك حتى نطلقه على كنائسنا؟ أنا لا أخجل أن أدعوكي أمي وأنتي التي مدحك السيد المسيح وقال (إيمانك خلصك، إذهبي بسلام)(لو٧: ٥٠). أسألك يا سيدتي أن تصلي لأجل كل إنسان ساقط ولم يمد أحد له يد العون والمساعدة ويقيمه من سقطته.