يأتي عيد القيامة المجيد هذا العام في ظروف غريبة لم نمر بها من قبل.. وباء كورونا الذي اجتاح العالم وأجبرنا على العزلة في المنزل، وأدى إلى غلق الكنائس – حماية للمصلين من التجمع بأعداد كبيرة – خاصة وأن هذه الفترة من كل عام تشهد توافد أكبر عدد من المصلين، بل من لا يدخلون الكنائس طول السنة كانوا يحضرون صلوات الجمعة العظيمة، ولكن جاء الوباء بسط ستاراً أسود على احتفالات عيد القيامة في كل العالم.. وظهرت الكنائس خالية من المصلين.. في مشهد أقبض صدورنا.
وعيد القيامة تحديداً لم نعرف له طعماً من قبل إلا داخل الكنيسة التى تعيشنا قبله أحداث الآلام لحظة بلحظة بكل تفاصيلها الدقيقة ونشعر كما لو كنا عايشنا أحداث صلب السيد المسيح له المجد، وكما لو كنا جلسنا أمام القبر طول الليل في ليلة “أبو غلمسيس” إذ تمتزج مشاعرنا بالحزن على خطايانا التى صَلبت مخلصنا الصالح، وبفرحتنا بأننا متيقنين أنه الحي الذي لا يموت.. فلا ننام ومسيحنا مدفون في القبر ونسهر معه في تلك الليلة التى هي لمحة من السماء فعلاً يعرفها يقيناً من سهرها واختبر لذتها وجمالها.
حرمنا وباء كورونا من التمتع بالكنيسة في أقدس أيام السنة..لا صلوات البصخة المقدسة.. لا قداس خميس العهد ..لا صلوات الجمعة العظيمة ..لا قداس سبت النور وليلة العيد وتمثيلية القيامة التى كانت تُمثَّل بالنسبة لنا
كل العيد وقلبنا يرتجف عندما نسمع صوت الأب الكاهن يقول: ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك، من هو ملك المجد؟ ..الرب العزيز القدير القوي الجبار القاهر في حروب هو ملك المجد.. وزفة القيامة بألحانها وبهجتها وأيقونة القيامة والكنيسة المزينة بأعلام صور القيامة.
لماذا استدعي ذلك تفصيلاً؟ حتى نستشعر حجم ما حُرمنا منه بسبب الاجراءات
الاحترازية للوقاية من وباء كورونا، التى استوجبت علينا البقاء في المنزل وأغلقت أبواب الكنائس، حتى كنيسة القيامة التى ينبثق
منها نور السيد المسيح كل عام شاهداً متجدداً على قيامته.. هذه أيضاً أغلقت أبوابها!!
فهل يعقل اننا بعد أن حرمنا من كل ذلك نضيعه هباء بالخروج و
التنزه والزيارات يوم العيد أو يوم شم النسيم؟!!!
إن كنا ضبطنا أنفسنا من التمتع بأقدس الأيام لكي نحمي أنفسنا وأولادنا وأهلنا وذوينا، فليس من المنطق ألا نستطيع الضبط فيما هو أقل أهمية من المظاهر الاجتماعية والترفيهية المرتبطة بالأعياد.
لقد اجتزنا التحدي الأكبر وقت قداسات وصلوات الصوم الكبير – حتى قداس العيد الذي سنكتفي بمشاهدته عبر شاشة التليفزيون.. وبقي التحدي الجديد والأسهل وهو أن نلتزم بيوتنا ونكتفي بالتجمع الأسرى الصغير لأهل البيت الواحد ونؤجل التجمعات العائلية
الكبيرة خاصة وأنها تضم كبار في السن وهم أكثر الفئات الحساسة من فيروس كورونا.
فلنحترس وللننشر الوعي عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي.. ولنتكاتف معاً حتى يمر العيد علينا وعلى أحبائنا وعائلاتنا بسلام.. ” عيد في بيتك” هو شعارنا الأن .
أعجبت بما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بأننا عندما نشعر أننا محبوسين في البيت يوم عيد القيامة، نكون مشتركين مع
التلاميذ يوم قيامة رب المجد، إذ كانوا مغلقين الأبواب خوفاً ، وإذا بهم يبشرون مع المريمات بقيامة رب المجد فيتبدد خوفهم ويصيحون قائلين : المسيح قام.. بالحقيقة قام.. اخرستوس آنستي أليسوس آنستي.