مع قدوم شهر سبتمبر من كل عام تبدأ الاستعدادات للعام الدراسي ويقوم الأهالي بتحضير مستلزمات المدارس فكل ما يشغل البال ##التعليم## فقط ويتناسي الأهل كيف يقومون بتهيئة الطفل لدخوله المدرسة لأول مرة؟ وتهيئته نفسيا لاستقبال أول عام دراسي في حياته؟ وما دور الأم والمدرسة وكيفية التنسيق بينهم؟ وما السن المناسبة لتعليم الطفل القراءة والكتابة؟
يقول الأستاذ الدكتور محمد معوض أستاذ الإعلام ووكيل معهد الدراسات العليا للطفولة لشئون المجتمع والبيئة جامعة عين شمس:
المشكلة توجد في طفل سنة أولي ابتدائي الذي لم يذهب للمدرسة من قبل فالعملية التعليمية تتطلب تكامل الجهود فالأم تستطيع أن تهيئ طفلها وتفهمه أن المدرسة امتداد للبيت ويمكنها الاستعانة بالطفل الأكبر في تهيئة أخيه لتقبل اليوم الدراسي,أما المعلم فهو يلعب أيضا دورا كبيرا خارج إطار الأسرة فالطفل يحتاج أن يري هذا العالم بنظرة جيدة فلا يجب أن يعامل بقسوة ويجب أن يتخلي المعلم عن بعض الأساليب التي يتبعها مع التلاميذ القدامي فالهدف هو كسب عضو جديد فالمعلم أصبح بديلا للأم ويوجد أشخاص آخرون لهم دور في جذب الطفل للمدرسة مثل الإخصائي النفسي والاجتماعي والإعلامي والأخير يعد برامج هدفها تهيئة الأطفال للانتماء للمدرسة ومواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها الطفل في أول أيام الدراسة فالإعلام المتواجد يحبب أن يوظف بالطريقة الصحيحة بحيث يكون له دور في جذب الطفل للمدرسة وحبها والاندماج والتكيف مع التلاميذ القدامي كما أن الإخصائي الإعلامي هو حلقة الوصل بين المدرسة والأطفال وأولياء الأمور وأيضا دور العامل الذي يتولي الشئون الخاصة بالطفل فيجب ألا يعامله بالتعنيف وكذلك الإداريين بالمدرسة وهؤلاء يجب أن يعاملوا الأطفال الجدد معاملة خاصة فهم كانوا في إطار عالم محدود لم يحدث له الاحتكاك بالعالم الخارجي.
تقول الدكتورة سامية عزيز أستاذة صحة الطفل العقلية بمعهد الدراسات العليا للطفولة -جامعة عين شمس:
دخول الطفل للمدرسة لأول مرة يتطلب قدرا من النضج النفسي للطفل يكتسبه في البيت وبذلك يكون قد حصل علي قدر كاف من الإشباع النفسي من حب ورعاية وذلك سينعكس علي ثقته بنفسه في إطار البيئة الخارجية وأوضحت أن علي الأم أن تصطحب طفلها إلي المدرسة قبل بدء الدراسة ببضعة أيام وتعريفه بالمدرسين بعيدا عن الجو الرسمي والازدحام وبالتالي مشاهدة المدرسة والأنشطة والألعاب فيخلق نوعا من التآلف للموقف.
وعن السن المناسبة لتقبل الطفل للعملية التعليمية: لا يوجد سن محدد فهي ترجع إلي استعداد الطفل نفسه ويجب أن يكون اليوم الدراسي في البداية قصيرا وألا يكون هناك طابور ويكتفي في البداية بالتعارف والأنشطة والألعاب,لذلك يجب التعامل مع الطفل بشكل تنموي لا يكون ترهيبيا ويجب ألا يكون بالتعنيف والقسوة,والتركيز علي الثواب أكثر من العقاب,كلما أخطأ الطفل فيجب أن يكون الدور توجيهيا إشرافيا أكثر من دور إلزامي وحثه علي عمل التجارب بنفسه كي تنمي لديه روح الاستكشاف والابتكار والإبداع.