بات ميدان التحرير شاهد عيان علي كل ما يرتكبه رجال الشرطة من حماقات واعتداءات تجاه المتظاهرين خاصة بعدما مارسوا العنف بنفس بشاعته التي أعادت لأذهاننا أحداث يوم الغضب 28 يناير الماضي وذلك فجر الأربعاء الماضي مع من يطالبون بأبسط الحقوق سواء بالقصاص العادل من رموز الفساد أو بمأوي يحميهم وأولادهم أو بحياة كريمة, ولكن ظلت كل هذه المطالب بمنأي عند الحكومة وكذلك ظلت الحكومة تتجاهل مطالب الشعب, ولكن كانت حكومة الثورة هي الأمل الأخير لكل هؤلاء حتي ترفع الظلم عنهم وترد الحقوق لأصحابها, إلي أن تحطم هذا الأمل فجر الأربعاء الماضي حينما ذهب أهالي الشهداء لوزارة الداخلية مطالبين بحقوق أبنائهم الشهداء غاضبين ومعتصرة أفئدتهم وما أن انضم إليهم معتصمو ماسبيرو للمطالبة بحقوقهم أيضا حتي نشبت مصادمات واعتداءات بينهم وبين الشرطة وبدأت موجة الشائعات بين الناس وتحليلاتهم تراوحت ما بين خوف ورعب مما هو قادم لذلك كان لنا الحوار التالي مع الخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل ليحلل لنا من وجهة نظره الأمر.
* ما تقييمك لما حدث مؤخرا في ميدان التحرير من صدامات بين متظاهرين ورجال الأمن؟
** لابد أولا أن نعترف بأن هناك حالة من عدم الثقة بين الشعب والشرطة, فالعلاقة بينهم أشبه بـالولادة المتعثرة, ولكن ما حدث مؤخرا بميدان التحرير كان نتيجة طبيعية لما يشهده الشارع من حالة فوضي وتخبط ونشوب هذه الأزمة كان سببه الحقيقي هو دخول بعض البلطجية بلطجية عابدين ضمن المتظاهرين وأهالي الشهداء حيث قاموا بالتراشق بالحجارة فيما بينهم وبين رجال الأمن المركزي والشرطة مما تسبب في حدوث تلك الأزمة.
* توجد روايات عن شهود عيان تقر بأن الشرطة استعانت بهؤلاء البلطجية؟
** هذا كلام غير منطقي لعدة أسباب أولها وأهمها أن جهاز الشرطة في مجمله يسعي لتهدئة الأمور وتحسين العلاقة فيها بينهم وبين الشعب لأن ذلك من مصلحتهم جمعيعا وهم يعلمون ذلك خاصة بعد وقوع سقوط عدد ليس بقليل من رجالها عقب أحداث الثورة قتلي وجرحي.
كذلك ما حدث فجر الأربعاء بميدان التحرير لم يكن مخططا له لا من قبل أهالي الشهداء والمتظاهرين المنضمين إليهم ولا من قبل رجال الشرطة أيضا إنها المصادفات.
ولم يكن أحد يعلم أن هناك تظاهرة من المواطنين سوف تتحرك تجاه وزارة الداخلية, فعنصر المفاجأة ينفي هذا القول تماما.
* ما تعليقك حول تصدي رجال الشرطة والأمن المركزي للمتظاهرين بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع – حسب شهود العيان؟
** لم نطلق رصاصة مطاطية أو حية وذلك علي مسئوليتي ولكن تخلل البلطجية بين صفوف المتظاهرين وتعديهم علي رجال الشرطة مع رشقهم بالحجارة وما قاموا به من أعمال تخريب كلها أمور أدت لتطور الموقف بسرعة بالغة مما دفع رجال الشرطة والأمن المركزي لإلقاء قنابل مسيلة للدموع علي المواطنين لتفريقهم.
حماقة أم…؟
* هذه التصرفات هي نفسها ما كانوا يرتكبونها قبل وأثناء الثورة, فما أشبه اليوم بالبارحة؟
** قد يصدر عن بعض رجال الشرطة وجهاز الأمن المركزي بصفة خاصة بعض الحماقة في التعامل مع مثل هذه التظاهرات, وكان عليهم أن يتفهموا أن الشارع المصري في حالة هياج وسخط وغضب خاصة أهالي الشهداء والمصابين, وما اتخذه اللواء عيسوي وزير الداخلية من قرار سحب قوات الشرطة من الميدان عقب هذه التصادمات كان قرارا حكيما ويحسب له.
إقالة عيسوي
* بعد ما حدث فجر الأربعاء هناك مطالب ملحة بإقالة عيسوي, ما تعليقك؟
** أري أنه ليس تغيير وزير الداخلية هو ما يؤدي لنزع فتيل الأزمة بين المواطنين ورجل الشرطة ولكن نحن في حاجة لتغيير السياسة العامة في التعامل مع المواطنين وتدريب الفرد الشرطي علي أنماط جديدة من التعامل والتكيف مع المستجدات التي طرأت علي المجتمع بعد الثورة حتي يستطيع أن يستوعب الحالة النفسية للمواطن بعد الثورة.
* بعض رموز الفساد من رجال حبيب العادلي وممن اشتركوا في قتل الثوار مازالوا يشغلون مناصبهم بالرغم من خضوعهم للتحقيقات؟
** هذا الأمر يدهشني كثيرا ولكنه أمر يخضع للتحقيقات والقضاء وأنا أثق في القضاء المصري.
* ما تعليقك حول ما يقال عن علاقة حكم القضاء الإداري بحل المجالس المحلية وما حدث من أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة والشعب؟
** قد تلعب الصدفة دورها في خلق مجموعة من الأحداث المتلاحقة والمتتالية في آن واحد فيتم الربط بينها, ولكن ما حدث فجر الأربعاء أري أنه كان وليد كم كبير من الشحن والكبت عند المواطنين خاصة بعد انضمام جميع المعتصمين عند مبني ماسبيرو للمتظاهرين من أهالي الشهداء والذين بدأ بهم التظاهر فأصبح كل منهم يعبر عما يشعر به من ظلم وإهدار لحقوقه من قبل المسئولين والحكومة.
ولكن أري أنه من الأجدي بدلا من البحث عن خلفيات ما حدث فجر الأربعاء أن تسعي الحكومة لرد المظالم لأصحابها حتي تنفض اعتصامات ماسبيرو وميدان التحرير.
——–
رأي فريق عمل بلا قيود !
بعد إتمام هذا الحوار مع الخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل وجدنا أننا حتي في تصريحات خبرائنا عدنا لخط الحياد مرة أخري إلي ما قبل 11 فبراير فهل فقدنا روح الثورة أم مل الثوار ولا عزاء للغلابة.