في ظل الصراع الدائر بين أكبر اقتصاديين في العالم أمريكا والصين والسباق والتنافس القائم بينهما في مجالات التسلح التكنولوجي, وأهمها صناعة الرقائق التي تعتبرها أمريكا بمثابة أمن قومي لمجابهة الطموحات الصينية أضحت أشباه المواصلات محددا مؤثرا في الحسابات الجيوسياسية والعسكرية في المشهد السياسي العالمي, واحتدم الصراع إلي أن من ستكون له الريادة فيها , وهو ما سنراه الفترة المقبلة لصناعة أشباه المواصلات, والتي تسعي مصر جاهدة منذ عامين لأن تحصل علي نصيب علي أرضها, وبدأت تجذب أكثر مما يزيد عن27 شركة عالمية لتوطينها في مدينة المعرفة في العاصمة الإدارية والتي تخص الصناعات التكنولوجية والأجهزة الكهربائية والسيارات والهواتف والذكاء الاصطناعي.
والجدير بالذكر أن الصراع لايزال محتدما بين أمريكا والصين بخصوص تايوان لإصرار بكين علي بسط نفوذها عليها لكي تثبت تبعيتها للصين, ومن أهم سبابها أيضا الشركة التايوانية المحدودة لتصنيع أشباه المواصلات تي.إس.سي بعتبر الأضخم عالميا في صناعة الرقائق الإلكترونية, والمنتجة لنحو 90 % من الرقائق الأكثر تطورا في العالم, المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة, فلا الصين ستتخلي عن مصدر النفود المستقبلي الأقوي لصالح الولايات المتحدة, ولا تايوان ستسمح للصين بإحكام قبضتها علي المصنع الرئيسي للرقائق لاسيما أن الشركات الأمريكية الكبري المستخدمة لهذه الرقائق, في منتجاتها لا غني لها عنها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت تصعيد الحرب التجارية بينها وبين الصين ورفع الرسوم الجمركية علي السيارات الكهربائية الصينية من25% حاليا إلي ما يزيد عن 100%, وتضاعف معدل التعريفة الجمركية علي أشباه المواصلات من25 إلي50% مطلع 2025, وهناك توقعات لزيادة الرسوم علي الصناعات الرئيسية بحجة أن الممارسات الصينية غير العادلة لنقل التكنولوجيا وتجاوز الملكية الفكرية تهدد الشركات والعمال في أمريكا, وأن الصين تغرق الأسواق العالمية بصادرات منخفضة السعر. فالحروب الحالية هي حروب اقتصادية وتكنولوجية وحروب علي الممرات الاقتصادية البرية والبحرية في المقام الأول وفي الوقت نفسه لأغراض أمنية بحتة تخص الأمن القومي مثل صناعة الرقائق الإلكترونية والتي تريد واشنطن بسط نفودها عليها, فهل سيتوقف الصراع عند هذا الحد؟ ستسارع بكين للرد بقرارات أخري لحماية مصالحها؟
Marcelle [email protected]