بينما أقرأ بتمعن مقال الأستاذ القدير يعقوب الشارونى وأدقق بين سطور قصصه الممتعة خلصت لنقطتين مهمين فى الحياة لابد أن نستوعبهما جيدًا، أولهما ضبط النفس والاحتفاظ بالصمت فى لحظات الانفعال والشجار والغضب، وثانيهما الإصغاء والاستمتاع للآخرين بفهم وتركيز، وأرى أن هاتين النقطتين تجعلان الشخص يتجنب الخطأ وتعطيك الفرصة للتروى والتفكير فى الأمر المطروح أمامك.
فى هذا المقام أود أن أشير إلى أنه علينا كأهل أن نعد أبناءنا على فهم الحديث والتفكير بعمق فى مجرى الكلام قبل الشروع فى الرد لأن هذا سيؤثر حتمًا على اتخاذ القرارات الخاصة بهم، وسيؤثر على نمط تفكيرهم وشخصيتهم وأيضًا مدى فهمهم للعالم المحيط بهم، وسوف يكون هذا أسلوب حياة يأتى فى البداية بشكل تدريجى ثم يعتاد عليه الشخص ويصبح من سمات شخصيته.
كثير من مشاكلنا التى تواجهنا هذه الأيام هى بسبب التسرع فى الرد عدم الإصغاء للآخر وفهم حديثه، عندما فكرت قليلاً فى بعض المواقف التى مررت بها شعرت أنى كنت على خطأ فى الحكم عليها أو اتخذت فيها قرارات خاطئة، فأدركت أننى لو كنت استمعت لخبرات الرفاق والأهل والأصدقاء أكثر كنت أخذت من خبراتهم أكثر، ولو لم أتسرع فى الكلام والرد لكان الحال الآن مختلفًا.