يصنف هذا المؤلف ضمن الأدب النسائي المرتبط بقضايا المرأة، حيث تروي الشخصيات الرئيسية قصصها التي جرت في أماكن مختلفة لا تقتصر على دمشق فقط، بل يجري بعضها في محافظات مختلفة، لكن الشخصية الرئيسة فيها تصادف وأنها في هذه الجلسة العائلية اللطيفة حول مدفأة سوداء في غرفة معيشة ما ضمن العاصمة دمشق.
الكتاب من تأليف الكاتبة السورية “منى الصابوني” وتم نشره لأول مرة عام 2018، وهو عبارة عن مجموعة قصصية اجتماعية، صغيرة الحجم، يسلط الضوء فيها على حالة عائلية لمقاومة برد الحرب بإشعال نار مدفأة الحكايات والذكريات.
“حول المدفأة”..مجموعة قصصية كتبتها أنثى عاشت الحرب بسنواتها السبعة محاولة التمسك بحكايات عالم ما قبل الحرب كي تبقى على قيد الحياة، إنها المحاولة الأقرب والأصدق لاستعادة إنسانية ما قبل الأزمة، وتفاصيل السعادة الغائبة، وحكايات الزمن المغتال.
تخبرنا الكاتبة عبر لسان الشخصيات المتنوعة هموم الناس والعائلات في استمرار معيشتهم في ظل الظروف العنيفة التي تفرضها عليهم الحرب، ونراها تركز بشكل رئيسي على مشاعر النساء ومخاوفهن واهتماماتهن واستماتتهن في بعض المواقف للدفاع عن حريتهن الشخصية ومساحتهن الآمنة.
كما تحرص الكاتبة على نسج مناخ دافئ لطيف تتشارك فيه الشخصيات مختلف الأطعمة والمشروبات المحلية، فمشاركة الطعام فعل إنساني يجعل مودة وأنس بين الأصحاب.
ويمكن للقارئ أن يعيش أجواء جلسة السمر مع الشخصيات من خلال تخيل الأحداث الصغيرة التي تتداخل مع رواية القصص، كانقطاع التيار الكهربائي وانتشار رائحة القهوة، وسماع طرقات خفيفة على الباب، وبعض الغناء الشعبي اللطيف.
يغلب على القصص الطابع الاجتماعي الذي يعرض من خلاله وجهة نظر النساء من مختلف الأجيال، فهي لا تقتصر على جيل الأمهات فقط، بل تشاركهن الجدات والفتيات الميكروفون ليروين ما في جعبتهن.
فيبدو أن الذي يبقي نار المدفأة مشتعلة لطرد البرد عن الشخصيات هي القصص بما تحمله من آراء وأفكار وقيم وعواطف.
يبرز الحب ليكون بطلاً ضمن الأبطال المختلفة من الوطنية والخوف والشجاعة وضيق الحال المادي والفقدان، يكون حضور الحب ملحوظاً على اختلاف قصص الحب الممتدة بين أجيال مختلفة.
إلا أن في الكتاب بعض الأخطاء اللغوية والكثير من الأخطاء الطباعية التي تزعج القارئ، حتى أنه يبدو وكأنه لم يمر على مرحلة تدقيق لغوي، مما يجعله ضعيفًا من هذه الناحية، التي لو تم تفاديها لكان الناتج أفضل بكثير.
ويبدو أن ما سقط سهواً من التصحيح والتقويم قد أضعف النصوص للأسف، على الرغم من أن تلافيه لا يبدو أمراً صعباً، وأن القارئ يخرج من متعة القراءة إلى الرغبة في تصحيح هذه الكلمة أو تلك.
يناسب هذا الكتاب القراء المهتمين بقصص الأدب النسائي الاجتماعي، ويذكر أن تصنيفه على موقع goodreads هو 4.6 وهو موجود بشكل إلكتروني مجاني من خلال بعض المواقع الالكترونية.