كلمة الزواج تعني الاقتران, أي أن يصبح رجل وامرأة منصهرين مع بعضهما البعض ويصيران واحدا في إطار العلاقة التي تربط بينهما بهدف تكوين أسرة وإنجاب الأطفال للحفاظ علي الجنس البشري. وهي علاقة مقترنة عند الشعوب والثقافات بعادات وتقاليد تخص كل ثقافة علي حدة, وتجمع بين اثنين تحت مظلة الشرع والقانون والعادات والتقاليد.
تعددت تعريفات الزواج كما ذكرها الأستاذ يسري مصطفي في مقال بهذا العدد تحت عنوانفي معني الزواج, ولكن يبقي للزواج تعريف واحد وهو كما جاء في الكتاب المقدس في(تكوين2:42),لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا, وجاء أيضا في القرآن الكريم, حيث يقول الله سبحانه وتعاليومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
ولكن عندما نذكر كلمة زواج للبعض يصرخ ويقول:لا للمسئولية الكبيرة, لا لتقييد الحريةولكن الزواج ليس بالأمر الصعب, فالزواج يحمل في طياته الحب بين طرفين تولدت لديهما الرغبة في الاندماج في حياة واحدة مستمرة دائمة,والزواج مثل أي مشروع يجب أن يكون له هدف يؤمن به الشريكان اللذان يقدمان عليه ويعملان جاهدين علي تحقيقه وينشأ بينهما نوع من التناغم والإخلاص والتعاون الإيجابي والتوافق في القيم الروحية والأخلاقية, فيكون كل منهما راغبا في العيش مع الآخر وشاعرا بحاجته إلي الآخر في النواحي الفكرية والعاطفية والنفسية والجسدية, ومؤمنا بأنه في عون الطرف الآخر ودعمه وتبادل الخدمات معه ومشاركته للحياة بوجه عام, فالزواج ارتباط يؤدي إلي اتحاد كامل بين شخصين متعادلين لكنهما مختلفان, ولابد وأن يكون هذا الاتحاد دائما بطبيعته وهذا هو ما يجب أن تكون عليه نية كل من الزوجين منذ بداية التخطي لمشروع الزواج.
أخيرا فإذا تعرف الزوجان علي طبيعة الزواج وأسبابه فسوف يكون هناك اقتناع تام به وسوف يكون هناك استعداد لتقبل الالتزامات والتبعات التي تترتب عليه.
[email protected]