الاتصال الجماهيري من المفاهيم المرتبطة بوسائل الإعلام, فهو يعبر عن عملية توصيل الرسائل, والمعلومات, والأخبار لأكبر قدر ممكن من الجمهور باستخدام وسيلة إعلامية قادرة علي ذلك, كما تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي إحدي تلك الوسائل الهامة لتبادل المعلومات بين الناس دون أي عقبة, حتي أنها جعلت الاتصال الجماهيري عبر العالم كله في متناول أيدينا, لذلك تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لكافة الدول فلا يمكن لأحد اليوم قضاء مصالحه دون الاعتماد علي وسائل الاتصال, بل إن أغلب الناس يعتمدون عليها بشكل كبير جدا, ولا يمكنهم الاستغناء عنها. ولكن وسائل التواصل تعتبر سلاحا ذا حدين لأنه بالرغم من تعدد مميزاتها إلا أن لها عيوبا في غاية الخطورة.
دعنا أولا نسرد مميزات وسائل الاتصال الحديثة حيث ساهمت في نشر الوعي والثقافة بين الناس, فأصبحت المعلومات متاحة في كل المجالات وفي أي وقت, فهي بذلك تنمي ثقافتهم واهتماماتهم, وأيضا تسهم في محاربة الاكتئاب, والتخلص من الضغوط التي يعاني منها بعض الأفراد, وذلك لأنها تسهم في نشر البهجة والمرح وتفتح باب الترفيه والتسلية أمام الناس ليتخلصوا من الضغوط التي يعانون منها, ويمكن أيضا للفرد الاعتماد علي وسائل الاتصال في إنجاز المهام والأعمال من خلال الهواتف الذكية, وهذا ما يوفر له الوقت والجهد, بالإضافة إلي تقديم الخدمات التسويقية فأصبح من الممكن شراء المنتجات والحصول علي الخدمات من خلال المواقع الإلكترونية المختلفة, وبذلك تكون وسائل الاتصال قدمت خدمة للمنتج لأنه قام من خلالها بعرض منتجاته, وللمستهلك لأنها وفرت وقته وجهده.
أما بالنسبة لعيوب وسائل الاتصال فهي متعددة نذكر منها أهم نقطة وهي خلق التباعد بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأفراد في المجتمع وذلك لأن التعامل مع وسذل الاتصال الحديثة يسبب ضياع جزء كبير من الوقت فأصبح الفرد لا يملك وقتا لقضائه مع أسرته, ومع أقرانه وهذا ما نتج عنه الكثير من الخلافات بين الآباء والأبناء ووقوع الأفراد الذين يستخدمون بعض المواقع الإلكترونية في مشكلات خطيرة, وذلك لانعدام الخصوصية والأمان مما يؤدي إلي تسرب المعلومات الشخصية وتعرضهم لخطر سوء الاستغلال أو غيره, كما تعد أيضا عبئا ماليا علي مستخدميها والتعرض للإصابة ببعض الأمراض مثلا كآلام الظهر, والرقبة والصداع, بسبب البقاء لساعات طويلة أمام شاشات الحاسب الآلي أو الهاتف, كما تصيب الأطفال بالتوحد والانفصال عن العالم, وأخيرا التعرض لمواقع غير مرغوب فيها وبالأخص الأطفال والمراهقين, هذا فضلا عن الوقوع ضحية حشد من المعلومات المغلوطة وغير المؤكدة مع فقدان القدرة علي تحري دقتها أو مصداقيتها.