التعويض عن الخسائر والأضرار هو نقطة المفاوضات الأهم على الإطلاق في قمة المناخ السابعة والعشرين بشرم الشيخ، وهي الأهم لأن البلدان الغنية والمتقدمة، تحاول التنصل من عهودها ومسؤولياتها تجاه البلدان النامية والفقيرة التي هي ضحية الانبعاثات الصناعية الناجمة عن تنمية اقتصادية غير رشيدة ولا رحيمة بالطبيعة، في هذا الصدد جرت المفاوضات، وتزامنا معها تم رفع عدد من التقارير التي تدفع في اتجاه الضغط للتعويض.
صدر يوم الخميس الماضي، التقرير السنوي المعنون ب ” 10 رؤى جديدة في علوم المناخ” على هامش اعمال الدورة 27 لمؤتمر الاطراف للمناخ، والذي تزامن مع “يوم الشباب والعلوم” في COP2.
ويشير التقرير إلى أن التعويض ضرورة عالمية عاجلة، ويقدم التقرير تجميعا موجزا للنتائج الأكثر إلحاحا حول الأبحاث المتعلقة بتغير المناخ لإثراء مفاوضات مؤتمر الأطراف، ويسلط الضوء على أهمية التصدي للخسائر والأضرار، واصفاً ذلك بأن ” أكد العلماء أن الخسائر والأضرار تحدث بالفعل وستزداد بشكل كبير بناءً على نماذج المسارات الحالية.، وحذر مؤلفو التقرير من أنه “في حين يمكن حساب العديد من الخسائر والأضرار من الناحية النقدية، هناك أيضا خسائر وأضرار غير اقتصادية تحتاج إلى فهم وتقييم أفضل”، ودعا التقرير إلى استجابة سياسية عالمية منسقة “عاجلة” بشأن هذه القضية.
وثيقة الرؤى، التي جمعها برنامج أبحاث المناخ وبدعم من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تسلط الضوء أيضا على أن العديد من هذه العواقب التي لا يمكن تجنبها بتدابير التكيف فقط، وتشير إلى أن العمل بسرعة لتقليل الانبعاثات يعد خيارا أفضل بكثير.
وصرح رئيس اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل: “يقول التقرير إن إمكانية التكيف مع تغير المناخ ليست بلا حدود، ولن يمنع ذلك كل الخسائر والأضرار التي يمكننا رؤيتها الآن … إنني أحيي الأطراف على وضعها مسألة الضرر على جدول الأعمال هنا في COP27”.ومع ذلك، قال سيمون ستيل، إن استجابة البلدان ومساهمتها في تعويض الخسائر والأضرار لا يعني أنها لا يجب أن تخفض انبعاثاتها.وشدد على أن “إجراءات التكيف لا يمكن أن تحل محل إجراءات التخفيف الطموحة [لتقليل الانبعاثات، لأن التكيف هو التاقلم مع اثار تغير المناخ الحتمية التي لا مفر منها سواء كامت جوارث او جفاف او تصحر او فيضانات او تغير في التركيبة المحصولية، لكن التخفيف هو خفض الانبعاثات وتثبيتها عند قدر معين.
أما بالنسبة لمؤلفي التقرير، فإن حقيقة أن عشرات الآلاف من الناس يموتون من آثار تغير المناخ في الوقت الحالي، يجب أن تكون في قلب المفاوضات.، كما سلطوا الضوء على أن أكثر من 3 مليارات شخص سوف يسكنون “نقاط ساخنة” – وهي المناطق الأكثر عرضة للتأثر سلبا بالمخاطر الناجمة عن المناخ – بحلول عام 2050، أي ضعف ما هو عليه اليوم.، وتتضمن بعض الأفكار الأخرى الواردة في التقرير تحذيرات من تزايد الهجرة بسبب المناخ والمخاطر الصحية وقضايا الأمن القومي بسبب تغير المناخ.