عزيزي الرجل أنت مخلوق كإنسان, والإنسان هو رجل وامرأة, الاثنان متساويان تماما, بمعني أنه لا فضل للرجل علي المرأة, ولا فضل للمرأة علي الرجل. وخلق الله لكل منهما مهمة ومسئولية في الحياة. خلقهما معا حتي يكمل كل منهما الآخر, وتكتمل الحياة بهما. فالحياة دون الرجل مستحيلة وكذلك دون المرأة. فالسعادة كل السعادة في وجودهما معا والحب الذي يربطهما والمساواة التي تدفع كل منهما الاحترام الآخر. المشكلة ياعزيزي أنك شعرت بنوع من الغرور وأنك أفضل وأعقل من المرأة هذا جهل في جهل. ثم قل لي عزيزي الرجل.. ما فضلك في أنك رجل؟ هل لك فضل أو إرادة في ذلك؟ أنت مجرد مخلوق كالمرأة تماما. وقد أثبت العلم المساواة الكاملة بينكما. لكنك سيطرت عليها وحبستها بل سجنتها في البيت ومنعتها من التعليم وخبرات الحياة, وأوهمتها بأن الله خلقها لخدمة سيادتك فقط والبيت والأولاد.
وهذا خطأ وجهل حقيقي لأن المرأة أثبتت أنها تملك العقل الراشد إلي حد العبقرية والاكتشاف والاختراع كما فعل الرجل. لكنك علي الرغم من ذلك مازلت تحط من شأنها وتهينها وتسي إليها, بل تضربها وتنهي حياتها وتعطي نفسك حقوقا ليست لك. وهذه صدقني ليست الرجولة الحقيقية؟ الرجلة الحقيقية أن تحترم المرأة كما تحترمك وتساعدها كما تساعدك, وتحاول إسعادها كما تعمل هي دائما, وهذا لن يأتي إلا بالحب الذي يربط بينكما والذي هو عطاء دائم وتضحية مستمرة, واهتمام إنساني بالآخر. الرجولة الحقيقية هي أن تعتبر المرأة وهي زوجتك وأمك وأختك وابنتك وحفيدتك مساوية لك إنسانيا تماما, وتساعدها في البيت والشارع والعمل وتكون سندا حقيقيا لها. الرجولة الحقيقية أن تساعد زوجتك في أعمال المنزل بقدر الإمكان بالطبع, فمخاذا يمنع مثلا أن تحمل أطباق الطعام بعد تناوله من حجرة الطعام إلي حجرة المطبخ أو العكس؟ ماذا يمنع من أن تعد طبق السلطة بنفسك؟ إن هذا يشعرك بسعادة ما بعدها سعادة, وإسأل مجرب.. ماذا يمنع من أن تغسل الأطباق بعد تناول الطعام؟ الحياة الحديثة تحتاج إلي عمل الزوجين وال؟؟ معا في خدمة البيت, وهذا ليس عيبا لأن الشغالات أو مديرة البيت كما يسمين أنفسهن هذه الأيام أصبحن عملة صعبة, بل هناك شغالات تأتين من الخارج بالعملة الصعبة فعلا. ومن الطبيعي أن الموظف العادي لا يقدر علي مصاريفهن وبالتالي تكون المشاركة في عمل البيت ضرورة بين الرجل والمرأة هناك سيدات لا يجذبن مساعدة الرجال أو مشاركتهم, أو حتي دخول المطبخ, وهن أحرار في ذلك, لكن المهم أنك كرجل متحضر حاولت مساعدتها وتكون بذلك قدمت النوايا الحسنة. وبالمناسبة ليس هذا غريبا علي الرجال بل هناك علماء ومفكرون وقادة ورؤساء يفعلون ذلك ولا يخجلون بل يفتخرون بذلك.. الزعيم الهندي غاندي 1869 ـ 1949م قديس القرن العشرين. في أثناء انعقاد المؤتمر الوطني الهندي عام 1901م لم تعجبه نظافة دورات المياه فأمسك بالمكنسة ونظفها بنفسه, وكان يساعد زوجته في العمل المنزلي.. العالم [ألبرت أينشتاين] 1879 ـ 1955, صاحب نظريتي النسبية, كان يساعد زوجته في أعمال المنزل.. الرذيس عبدالفتاح السيسي صرح بأنه كان يساعد زوجته في المطبخ, واعترفت السيدة انتصار السيسي زوجته بأنه هو الذي علمها الطهي لأنه كضابط في الجيش كان يعتمد علي نفسه دائما.
عفوا عزيزي الرجل.. هل سمعت عن حملة:
.. لأني رجل.. التي زعلنها المجلس القومي للمرأة, الذي ترأسه الدكتورة مايا مرسي.. هذه الحملة حددت سبع رسائل للرجل لتنفيذها حتي تنال المرأة حريتها وتصبح حياتها عادية وسعيدة. هذه الرسائل هي:
أولا.. لأني رجل سأحميها من الختان.
ثانيا: سأحترم زميلتي في العمل.
ثالثا.. لأني رجل سأحميها من التحرش.
رابعا.. سأقف ضد كل أشكال العنف ضد المرأة.
خامسآ.. لأني رجل سأشجعها علي ممارسة الرياضة والتعلم.
سادسا.. سأدعم وصولها وترقيتها إلي أعلي المناصب.
سابعا.. أنا ضد الزواج المبكر, وسوف أساعدها داخل البيت وخارجه.
انطلقت مبادرة [لأني رجل] هذه عام .1917 وقد قامت جريدة وطني الغراء وقتها بعمل تحقيق صحفي كبير قامت به الزميلتان.. نادية برسوم, وناريمان يني. نحن نحتاج لمثل هذه المبادرات دائما حتي تعود للمرأة مكانتها اللائقة بها, وحتي يعزف الرجل ويؤمن أن المرأة مساوية له تماما في كل شيء, ويتعامل معها باحترام ويتقدم المجتمع, ويزهو بأبنائه من البنات والصبيان, أمل المستقبل وعدته.
عفوا عزيزي الرجل
هل يمكن أن تتردد هذه العبارة.. لأني رجل.. ثم تعمل بها وتصبح رجلا بمعني الكلمة..
أرجو ذلك
إلي لقاء قادم