كثير من القارءات العزيزات والقراء الكرام ومن يتحدث معي عن المرأة يعبرون لي عن صعوبة تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة,بل أن بعضهم يعتقد أن هذا لن يحدث أبدا, لأسباب كثيرة الفهم الخاطئ للأديان المختلفة والعادات والتقاليد والتربية والعرف والقانون. الواقع أن المساواة الكاملة صعبة التحقيق ولكنها ممكنة إذا أراد المجتمع العالمي أن يحققها فعلا ويعدل الميزان الغير عادل للمرأة طوال حياتها, ويجعلها قوة فعالة نشطة تساهم في بناء المجتمع.
نشرت الصحف في الأسبوع الماضي تصريحا لوكالات الأنباء من نيويورك يقول, في تقرير دولي صادم, أعربت الأمم المتحدة عن أسفها من أن تحقيق المساواة بين النساء والرجال لايزال يحتاج إلي نحو ثلاثمائة سنة في ظل استمرار وجود قوانين تميزية, وتفاوت في تولي مواقع المسئولية وفي المستوي المعبشي, ولاحظت الأمم المتحدة أن الأزمات الحالية فاقمت الفوارق بين الجنسين, ورأت هيئة الأمم المتحدة للمرأة وإدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة أن سد الثغرات في الحماية القانونية واذالت القوانين التمييزية سيستغرق ما يصل إلي 286 عاما استنادا علي الوتيرة الحالية للتقدم, وتوقعت الوكالتان أن يستغرق تمثيل المرأة علي قدم المساواة في مناصب السلطة والقيادة في مكان العمل 140 عاما, وأن يستلزم تحقيق التمثيل المتساوي في البرلمانات الوطنية مالا يقل عن أربعين عاما, وهذه التوقعات بعيدة جدا عن الموعد الذي حددته أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لتحقيق المساواة بين الجنسين وهو عام .2030هذه التصريحات لاتنشر بالخير, وتعبر عن أن عالمنا مازال متأخرا ومتخلفا وجاهلا بمعرفة نفسه, لأن الواقع والحقيقة تقول لنا أن الله خلق الإنسان رجلا وأمرأة وأنه خلقهما متساويين ليعمرا العالم, وحاشا لله القدير العادل أن يخلق شيئا أو إنسانا ناقصا أو لأننا لم نستوعب إرادة الله اعتقدنا خطأ أن المرأة أقل جسميا وعقليا من الرجل, والحقيقة أنها مساوية تماما في كل شيء, وقد أثبتت العلم والتجارب المعملية ذلك, وهو ما يتفق مع إيماننا بعدالة الخالق العظيم, لكن الرجل استمرأ هذه الفكرة الخاطئة ووجد فيها راحته وتحكم في المرأة وسجنها في البيت وأوصي لها أن الله خلقها لذلك, المصيبة أن بعض النساء صدقن ذلك وعشن في خدمة الرجل,بين أربع حيطان ولم يتعلمن ويكتسبن خبرات الحياة, وكانت النتيجة أن المجتمع العالمي خسر خبرات وعمل لإنتاج المرأة وهي علي أقل تقدير نصف المجتمع إن لم تكن أكثر, خسر العالم الكثير, وتخيل عزيزي وعزيزتي لو أن المرأة قد خرجت إلي العمل وتعلمت وساهمت مع الرجل يد بيد في اعمار العالم منذ وجود الإنسان علي الأرض مازال كانت النتيجة وما هو التقدم والرخاء والسعادة التي كان الإنسان يعيش فيها الآن؟ ولكن غرور الرجل وجهله بمساواة المرأة تماما له هو الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه من مشاكل إذ أن الشلل الذي عاناه المجتمع العالمي من حبس المرأة وعدم عملها والمشاركة في الإنتاج أوصلنا لكل المشاكل التي نعاني منها, حيقة أن المساواة الآن صعبة بين الرجل والمرأة, علي الرغم من التقدم الكبير وحضارة القرن الحادي والعشرين لكنها ممكنة بل وضرورية إذا كنا نريد أن نعيش في عالم متحضر متمدين وسعيد.
العالم مع المساواة الكاملة سيكون أفضل بكثير
سيكون الإنتاج أكثر والعمل مستمر وبالتالي ستحل المشاكل الاقتصادية أو علي الأقل ستقل وطأتها ونجد لها حلا سيتجه العالم إلي حل مشاكله النفسية ويصبح معظم الناس أسوياء الشخصية, ولن تشعر المرأة أنها أقل أو تعامل بل ستنال كل الاحترام ويحترمها الرجل كما يحترم نفسه ستنشأ أجيال جديدة من الأبناء أولا وبنات, يحترم بعضه ولا يجد فارقا بين الولد والبنت, بل كل منهما يحتاجه المجتمع, وكل منهما يحتاج الآخر, ويتقبل الولد عندما يكبر ويشيب أن يساعد زوجته في كل شيء في المنزل وستسارع البنت في القيام بدورها في البيت وخارج البيت لتسعد زوجها الإنسان المساوي لها تماما, تحقيق المساواة يفيد المجتمع الإنساني كله. المساواة تفيد الإنسانية كلها وهي ممكنة, وكانت موجودة في مصر القديمة, فقد عرفها شعب مصر أهل الحضارة والذي قدم العلوم والفنون والآداب لكل شعوب العالم, كانت المرأة المصرية القديمة طبيبة وموظفغة وملكة بل وإلهه, هكذا عرف المصريون القدماء احترام المرأة ومساواتها بالرجل وكانوا يرسمون علي البيوت والمعابد المرأجة والرجل متساويين في الحجم تعبيرا عن هذه المساواة.
وإذا كانت التجربة المصرية قد أثبتت أنه يمكن المساواة بين الرجل والمرأة فلماذا لايمكن تنفيذ ذلك الآن؟ المهم أن يتخلص الرجال من الفكر الرجعي المتخلف بأن المرأة أقل منهم وساعتها سيعملوا علي المساواة وسينعمون بنتائج ذلك بالمجتمع الإنساني الجديد الذي تتساوي فيه المرأة مع الرجل كما خلقهما الله.
إلي لقاء..