هناك مناقشات ومحاورات ومحاولات فاشلة تجري الآن عن المرأة ومساواتها بالرجل وكيف يمكن تحقيق هذه المساواة في الزسرة كبداية؟ هذه المناقشات نقرأها في الصحف ونسمعها في الإذاعة وتشاهدها في التليفزيون وأشعر بخجل عندما أتابع تلك المناقشات فالمذيعين الذين يجرون هذه المحاورات نظرتهم متدنية للمرأة ويعتبرها أقل من الرجل وليست مساوية له, وبالتالي فهذه المحاورات ناقصة فهم ووعي, ثم بعض هذه المحاورات عقيمة وأسألتها تافهة ولا تؤدي إلي نتائج عملية مفيدة بالطبع.
من هذه الأسئلة الغريبة العبيطة مثلا هو ضرورة أن تأخذ الأم أجرا علي رضاعة طفلها أو تتوف عن الرضاعة! فهل هذا كلام عاقل أو عملي؟ وما ذنب الطفل في ذلك.
إن الأم الحقيقية تجري وتهرول لكي ترضع رضيعها ولا تنتظر من يطلب منها ذلك. إن الحيوانات نفسها تفعل ذلك وهي لا تملك العقل فكيف يناقش للإنسان رجلا كان أو امرأة ذلك اللهو والتخريف؟!
أقول لكم حقيقة خرجت المناقشات بين الرجل والمرأة عن مرحلة العقل ويساهم فيها البعض كنوع من التسلية وقضاء الوقت وعدم احترام الرجل حقيقة للهدف منها. إنه عاد علي مجتمعنا أن يقيم هذه المناقشات الآن والمفروض أن مجتمعنا ثابت وإن نظام الأسرة قديم راسخ ونحن في مصر عرفنا هذا النظام منذ آلاف السنوات فما سبب هذا التراجع والتخلف الذي نعيش فيه؟! هناك اقتراح غريب عجيب هو أن تأخذ المرأة الزوجة مرتبا عن عملها في المنزل.. إعداد البيت ونظافته, وطهي الطعام, وتربية الأطفال, والاهتمام بزوج. وهذه الأعمال هي أعمال جليلة كبيرة متعبة فما هو الأجر المناسب لذلك؟ وعندما تأخذ المرأة مرتبا عن عملها كزوجة تصبح موظفة عند زوجها فهل سيؤمن عليها, وهل سيعاقبها إن لم تقم بعملها جيدا ويخصم من مرتبها و.. و.. و..؟
أيها السادة والسيدات والبنات والأولاد, وياكل الأبناء الزواج ليس مجرد وظيفة للمرأة الزواج حب إنساني بين الرجل والمرأة, يتنافس الجميع في التعبير عن هذا الحب والاهتمام بالآخر, والإيمان بأن الآر هذا إنسان كامل مثله تماما, وله كل الحقوق وعليه كل الواجبات.. إن الزوجة الحقيقية المحبة تجري وتنتفض من أجل زوجها المريض وتهرول ليلا ونهارا لتشتري الدواء لزوجها لتخفف آلامه, وهي في ذلك ترضي أنانيتها ودورها الحقيقي كزوجة, فهي تشعر أنه رجلها وأملها في الحياة, وأن حياتها مرتبطة بوجوده كإنسان, وهي تفعل ذلك دون رهبة أو خوف منه بل خوف عليه ونفس الشعور بالنسبة للزوج المحب الذي يعرف معني الزواج وتأسيس بيت وخلفة أبناء يهديهم للمجتمع محتي يتقدم هذا المجتمع وينهض. هناك أمثلة كثيرة لرجال وقفوا بجانب زوجاتهم, وسهروا ليل نهار من أجل صحتهم وتطبيبهم حتي تم شفائهن. الزواج ليس مجرد إنسان تقضي معه وقتا وتتسلي معه ثم تتركه وقت ما تمله! الزواج ليس لعبة الزواج الحقيقي حب ومسئولية وأمل في تكوين أسرة لبناء المجتمع, تعالوا نقرأ معا بعض كلمات الدكتور عادل صادق التي جاءت في كتابه أو رائعته تحت عنوان: روعة الزواج.. يقول العالم الدكتور عادل الأستاذ الأسبق بكلية الطب جامعة عين شمس: الحب هو الزواج, والزواج هو الحب, أروع زواج بتحقيق حين نقول: أريد أن أعيش مع هذا الإنسان حتي آخر العمر, حين لا تقوي أن تعرف إنسان غيره, حين تشعر أن علاقتك بهذا الإنسان هي علاقة ثابتة ومستقرة وخالدة جوهرها الوفاء والإخلاص وأساسها الحب.
الإنسان السوي الشخصية لا يتزوج أبدا إنسانا لا يحبه, ولا يستطيع أن نتصور إنسانا يقدم علي الزواج وهو يعرف أنه سينتهي بعد وقت محدد أو أن بقاؤه مهدد بالفرقة, هذا الزواج باطل. الزواج الحقيقي لا يمكن أن يحدد بمدة زمنية وهو أبدي. وكما أن الحب عطاء فالزواج أيضا عطاء, وكل من الرجل والمرأة يحتاج لعطاء وحنان الآخر. الرجل يحتاج من المرأة أن تشعر بأهميته, بأنها تقدر عمله وتعجب به بل تفخر به, وتشجعه وتحفزه علي المزيد من العمل والإبداع, وكذلك المرأة تحتاج من الرجل أن يقف بجانبها بكل إمكاناته ويحيمها ويدافع عنها ويوفر لها الحياة المريحة الآمنة, كماتحتاج منه أيضا أن يشعرها بأنوثتها ويغار عليها. الحب الحقيقي هو أساس هذه المشاعرالمتبادلة, وأعظم نعم ومزايات وضروريات الزواج, أن يكون معك شخص أمين حبيب ناضج مسئول واع ملتزم مضح كريم ليس أنانيا, يعرف معني الحب فالحب عطاء مطلق بال حدود.. الزواج يحتاج إلي مواجهة والمواجهة تحتاج إلي توازن نفسي, الإنسان المتوازن لا يسقط أخطاءه علي الاخرين, لا ينتقد ولا يجرح ولا يسخر ولا يتهكم, إنما هو الذي يوجه بحب. ينصح بمودة, يعاتب برقة.
اكتفي بهذه المعاني الجميلة عن الزواج, والتي لا أجد أي منها في المحاورات والمناقشات الدائرة الآن في المجتمع المصري, فشبابنا الذي يشكل الرجل والمرأة لا يعرف أحدهم معني الزواج الحقيقي, وهم في حاجة إلي هذه المعرفة, وهنا أقول أن معظم الكتاب ورجال الدين لا يلعبون الدور الواجب عليهم, بل اهتم معظمهم بالميديا والإعلام والظهور والحديث عن قائمة العفش ومؤخر الصداق والنفقة, أما السؤال الغريب فهو هل يضرب الرجل المرأة أم لا وكيف؟ ونسي هؤلاء المغيبون عن الوعي أن العالم المتمدن منع ضرب الحيوان ويعتبره جريمة ومازلنا نحن في تخلفنا نفكر هل نضرب المرأة وكيف؟!
المفروض أن يهتم العروسان بمستقبلهما ويعدان للسعادة التي تنتظرهما والارتباط الأبدي بالزواج وانتظار الأبناء مستقبل حياتهما وأساس بهجتهما وفرحتهما. الزوج والزوجة يقول كل منهما للآخر.. يا أنا.. لأنهما بعد الزواج يكونان شخصا واحدا يكمل بعضهما بعضا إلي لقاء قادم