كلما يتعرض الإنسان لمشكلة أو محنة يردد البعض من المتخلفين والجهلة هذه العبارة.. ابحث عن المرأة؟ وهم يقصدون بذلك أن المرأة هي سبب كل المشاكل والمحن. ذلك لأن هؤلاء الرجال لم يستطيعوا حتي الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يعرفوا أو يستوعبوا أن المرأة مثل الرجل تماما, مساوية له في كل شيء. لقد خلق الله الإنسان رجلا وامرأة, ولأن الله هو العدل والعدالة فقد خلقهما متساويين تماما, لا فرق بينهما إلا في عملية الخلقة والإنجاب وهذا الاختلاف البسيط من أجل استمرار البشرية وبقاء الحياة, ودون ذلك فالإنسان هو الرجل والمرأة, الحياة لا تستمر أو تنتظم أو يكون لها طعمها أو سعادتها إلا بوجود الاثنين معا, لكن الرجل الذي شعر بقوته وتميزه وتفوقه الكاذب والوهمي علي المرأة أراد أن يخضعها له لسيادته حتي تكون مطيعة له, فقد توهم أنها خلقت للطاعة وخلق الرجل للسيادة, كما كان يؤمن ويقول مفكرنا الكبير عباس محمود العقاد للأسف!!
ولما كان بعض الرجال ـ أو معظمهم ـ يؤمنون بذلك فقد أطلقوا هذه المقولة السيئة والخطأ وهي.. ابحث عن المرأة. ليحملوا المرأة كل أخطائهم وخطاياهم, لأنهم معصومون من الخطأ, مع أنه لا يوجد إنسان في الدنيا معصوم من الخطأ! هكذا عانت المرأة, ومازالت, من جهل وبطش الرجل وإهانته النفسية والجسمية والجسدية والاجتماعية لها. وإذا توخينا الحقيقة وبحثنا عنها فإننا نستطيع أن نعرف أن هذه العبارة.. ابحث عن المرأة؟ هي عبارة صحيحة وحقيقية يمكن أن نستخدمها في مصلحة المرأة ومعرفة دورها الإنساني المهم والخطير والضروري في الحياة..
* المرأة هي أم الدنيا…
* المرأة نور للرجل وبغيرها تصبح حياته ظلاما كما قال شكسبير.
* المرأة أم الرجال والأجيال الجديدة, والجنود البواسل والعلماء والفنانين والفلاحين والمخترعين والعباقرة.. هي أم المجتمع كله. ونحن نتحدث عن المرأة السوية التي تعرف رسالتها جيدا في التربية والتعليم وبناء المجتمع.
* دور المرأة في الحياة أكبر وأهم من دور الرجل, ليس هذا تعصبا للمرأة, فكاتب هذا المقال رجل لكنه يبحث عن الحقيقة, ثم ليس معني هذا أن المرأة أفضل من الرجل فالحقيقة أنه لا فضل للرجل علي المرأة ولا فضل للمرأة علي الرجل. فهما متساويان تماما كما خلقهما الله, وهما مكملان لبعض, ولا يمكن أن يستغني أحدهم عن الآخر, لأن الحياة رجل وامرأة ودون تعصب امرأة ورجل, دون ذلك يحدث خلل في الطبيعة والحياة.
أريد أن أقول إذا بحثت عن المرأة ستجد أنها الحياة السليمة, وكنز الحب, وصبر أيوب, أمل كل تائه أو فاقد الوعي, وهي السعادة كما يجب أن تكون, وهي الخير والحق والجمال, ولأنني أؤمن بذلك فقد أحزنني جدا ما يحدث للمرأة من إهانة وضرب وإساءة بل وقتل وتعذيب.. إنها مصيبة المصائب, وخطية لا يرتكبها أخطر المجرمين أن يعاني المجتمع المصري في أسبوع واحد ثلاث حوادث ذبح نساء, تماما كما نذبح الدجاج والبقر والجاموس, تحول بعض الرجال إلي بقر بعد أن كانوا بشرا, تحولوا إلي بقر يذبحون البشر! كاتب هذه السطور يتعجب من هذه الحوادث, ومن الإنسان الذي يتجرأ ويذبح إنسانا مثله! إنه كفر بالله وبكل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية التي عرفها البشر!
لكن القانون, والحمد لله أخذ مجراه ومازال, مع هؤلاء الذين فقدوا عقولهم وإنسانيتهم وارتكبوا هذه الحوادث.
يزداد حزني, لدرجة عدم التصديق, من دفاع بعض النساء عن الرجال القتلة الذين لا يستحقون لقب رجال, فالرجولة الحقيقية هي الدفاع عن المرأة. أتعجب من النساء الذين يقولون إن الشهيدة نيرة أشرف كان عليها أن تتزوج القاتل! وأنها كان عليها أن ترتدي ملابس أكثر حشمة! أتعجب لأن كلامهم هذا فيه عدم احترام لأنفسهن وأنوثتهن وشخصيتهن لأنهن نسين أن المرأة لها شخصيتها المستقلة ومن حقها أن ترفض أو تقبل من يتقدم للزواج منها. فالزواج مشاركة والمرأة حرة ـ كما خلقها الله ـ في أن تقبل العريس أو تختلف معه فترفضه. بل أن كل الرسالات السماوية, المسيحية والإسلام وغيرها تطلب قبول المرأة للزوج وتشترط ذلك قبل كتابة العقد.. ما الذي تطالب به بعض النساء؟ أيردن أن نعود إلي العصور القديمة والوسطي والجهل مرة أخري؟ ما الفرق إذن بين زواج الإنسان والحيوان إذا كانت المرأة تقبل أي رجل للزواج دون تفكير أو معرفة أو اختيار؟! حزني شديد علي النساء اللاتي يهاجمن الشهيدات من النساء المقتولات والمذبوحات كالحيوانات.. ولنا الله..
إلي اللقاء..