الحديث عن المرأة لا ينتهي فهو حديث الحياة والحب والأمل والسعادة والفرح. لكنه أيضا حديث ذو شجون فرحلة المرأة في الحياة لم تكن سهلة, أو سعيدة مريحة كلها بل كانت هناك منغصات وعقبات في طريقها. من الطبيعي أن الرجل قابل في حياته أيضا عقبات ومشاكل ثيرة مثل المرأة لكن المشكلة أن الرجل عندما كان يضيق بالحياة ومشاكلها كان كل ذلك بنعكس ـ للأسف ـ علي معاملته لزوجته وأهل بيته من النساء, ذلك لأنه يعلم حبها لبيتها وأسرتها وحنانها وتضحياتها من أجل الجميع وصبرها الذي لا يحد, وحتي الآن يحدث ذلك!
ونري ازواجا يسيئون لزوجاتهم إساءات ممقوتة لا إنسانية يعاقب عليها القانون, ونسي هؤلاءأن المرأة مساوية لهم تماما ولا فرق كما يقول العلم بين الرجل والمرأة إنسانيا وجسديا وروحيا وعقلا وتفكيرا يقول الدكتور عبدالهادي مصباح في كتابه: (العبقرية والذكاء والإبداع) و(طريقك إلي النبوغ والعبقرية) الدار المصرية اللبنانية, من خلال العديد من الدراسات تبين أن متوسط حجم مخ المرأة يقل عن متوسط حجم مخ الرجل, ولكن وقبل أن يفرح الرجال ويهللوا.. هذا ليس معناه أن الرجل أذكي من المرأة, لأن الدراسات التي أجريت من خلال فحص المخ المقطعي PET البوذيترون, الذي يظهر مركازك المخ المختلفة وهي تعمل, أثبت أن كمية المادة الرمادية, وهي الجزء المسئول عن ا لذكاء والتفكير والتميز في المخ, لا يوجد فرق واضح في كميتها عند كل من المرأة والرجل..
ويخرج المؤلف من هذا بنتيجة أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في الجسم والخلقة وأنهما متساويات تقريبا لأن وزن المخ ليس له أهمية في الذكاء والعبقرية بل التجاعيد والشقوق في داخله هي التي تمثل الذكاء والنبوغ بالإضافة إلي المادة الرمادية المتساوية بين الاثنين تقريبا. والمخ هو أهم جزء في جسم الإنسان وهو الذي يدير كل طلبات الجسم ويوجهها فهو الذي يصدر الأوامر لكل أجهزة الجسم, وعلي ذلك فالرجل والمرأة مستاويان فعلا والذي يقول بغير ذلك هو جاهل لا يستخدم عقله!
يذكر الدكتور عبدالهادي مصباح أيضا في كتابيه السابقين أرقاما طريفة تثبت مساواة الرجل والمرأة فيقول أن متوسط حجم مخ الإنسان 1400 جراما, وأن المرأة أخف شيئا ـ يقدرها الدكتور الصاوي الصاوي أستاذ الفلسفة بجامعة قناة السويس بأن المرأة يقل مخها عن الرجل بمائة جرام ـ وتأتي الدهشة عندما نعلم أن مخ عالم العلماء العالم ألبرت أينشتاين 1879 ـ 1955م كان وزنه 1230 جراما, أي أقل من الرجل العادي بمائة وسبعون جراما, وهذا خير دليل علي أن وزن المخ ليس هو المهم في التفكير والعبقرية وإنما تجاعيد الخبرة والعلم بداخله وكذلك كثافة وتركيز الخلايا العصبية وتشابك نهايتها هو العامل الأكثر تأثيرا.. وعلي ذلك فإننا عندما نقول أن فلانا مخه كبير ونريد بذلك أن نصفه بالذكاء والحصافة فإننا نخطئ في الوصف!
هكذا يثبت العلم والأبحاث والدراسات مساواة الرجل والمرأة جسميا وعقليا ونفسيا وروحيا. في مجال العبقرية أيضا أثبتت المرأة تفوقها وأنها ليست أقل من الرجل في شيء. هل نذكر العالمة, ماري كوري 1867 ـ 1934 مكتشفة مادة الراديوم الذي يعالج مرض السرطان وله استخدامات أخري, وقد حصلت علي جائزة نوبل مرتين ثم حصلت ابنتها بعد ذلك علي نوبل أيضا. إنني أتمني أن تدرس كل بنت وطفلة وطالبة حياة ماري كوري وتعرف كيف عاشت حياة فقيرة جدا وحرمت نفسها من كل شيء حتي من الطعام لكي تحقق للإنسانية انجازا علميا يعالج أخطر الأمراض؟
إنها نموذج المرأة العبثرية المساوية للرجل, بل المتفوقة علي كثير من الرجال.. وعندنا في مصر عالمة كبيرة هي الدكتورة سميرة موسي 1917 ـ 1952م التي تفوقت علميا وعالميا في علم الذرة وكانت تريد أن تستخدمه في علاج المصريين لكنها رحلت شهيدة في أمريكا في رحلة غامضة.
سميرة موسي فتاة مصرية استطاعت في عمر الشباب أن تكون عالمة ذرة بشهادة علماء العالم, وقد طلبت الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيش ناك ليستفيدو بعلمها لكنها قالت: بلدي مصر أولي بي, وكانت تريد أن تنهض علميا بمصر لكن القدر لم يمهلها ولا نعلم بالضبط إن كانت قد قتلت في الحادث بفعل فاعل أو قضاء وقدرا لكنها في كل الأحوال شهيدة علمها وتفوقها ونبوغتها. وقد أرسل عالم النسبية ألبرت أينشتاين برقية عزاء لمصر في رحيلها, وكان الجميع يطلقون عليها ماري كوري المصرية.
* وما دمنا نتحدث عن العبقريات النسائية الت يخدمت الإنسانية, وهن كثيرات, فإنه يجب أن نذكر العالمة البريطانية (دوذاليند فرانكلين) التي رحلت في ؟؟ الشباب, عاشبت بين السنوات 1620 ـ 1958م وهي معاصرة لعالمتن المصرية سميرة موسي ورحلت شابة أيضا. تخرجت من حامعة كامبردج عام 1941م في الكيمياء, وقبل أن تتسلم وظيفتها أسهمت بالكثير في التعرف علي التكوينات الكربونية ومكوناتها, كما قامت بدراسات علي صفات الامتصاصية في الفحم, وبحلول عام 1952 كانت روذاليندا قد توصلت إلي تكوين الحامض النووي علي وجه اليقين, وقبل أن تعلن عن اكتشافها تمكن زميل لها من إطلاع عالمين من كامبردج هما: واطن وكرج علي ما توصلت إليه من نتائج, وسرعان ماتمكن العالمان من معرفة تكوين الحامض والإعلان عن اكتشافهما وفازا بجائزة نوبل, رحلت عالمتنا الشابة في الثامنة والثلاثين من عمرها بمرض السرطان بعد الخيانة التي تعرضت لها. ويضيق المجال لذكر أسماء كثيرات من العبقريات النسائية, وهل تطكرون معجزة القرن العشرين هيلين كيلر 1880 ـ 1968م الت اشت تعاني من ثلاث مشاكل وهي عدم الكلام والسمع والنظر ومع ذلك تعلمت وتفوقت وحصلت علي ثلاث درجات للدكتوراة وعاشت تدافع عن أصحاب الحالات الصعبة في العالم.
المرأة مساوية تماما للرجل في كل شيئ ونستكمل في المقال القادم إن شاء الله.