جاء وقت صلب وآلام, ثم قيامة اوانتصار للكلمة المتجسد, لنبدأ حياة جديدة, حتي انقسم زمن الحياة علي الأرض, وأصبح زمن (ق.م), وآخر بعد الميلاد (م), تأكيدا أن كلمة الله فاعلة ومحبيه, فالكلمة صار جسدا, وعبر من الموت إلي الحياة, منتصرا علي الموت ومعلنا أين شوكتك ياموت؟؟ أين غلبك ياهاوية (1كو 15:55).
فيسوع المسيح, مولود بيت لحم, والفقير, والجائل في شوارع فلسطين القديمة يصنع خيرا, ومصلوب الجلجثة, والقائم من بين الموات, فهو بميلاده, ونموه, وحياته, وصلبه, وموته, وقيامته, يعطينا أن نجد المعني الحقيقي, لحياتنا بعد القيامة (آدم الجديد),, أي الإنسان الحقيقي, والكامل, والجديد, من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم, وبالخطية الموت, وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع. (رومية 5:12), وهذكا حتي كما ملكت الخطية في الموت, هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا (5: 21), وبمناقشة هادئة إن كان الموتي لا يقومون, فلا يكون المسيح قد قام, وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم (1كو 15: 17ـ16),, وإن كان الأموات لا يقومون, فلنأكل ونشرب غدا نموت!!, ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الرافدين,,, وهكذا مكتوب أيضا: صار آدم الإنسان الأول نفسا حية, وآدم الأخير روحا فالإنسان الأول من الأرض ترابي, والإنسان الثاني الرب ممن السماء, وكما لبسنا صورة الترابي ستلبس أيضا صورة السماوي. هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا ولكن كلنا نتغير (1كو 15:51).. شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.
وفي هذا يقول الفيلسوف بسكال: ليس فقط لا نعرف الله إلا بيسوع المسيح, وإنما أيضا لا نتعرف علي أنفسنا ذاتها إلا يسوع المسيح, ولا نعرف الحياة ولا الموت إلا بيسوع المسيح, فخارج يسوع المسيح لا نعرف ماهي حياتنا, ولا ما هو موتنا, ولا الله, ولا أنفسنا ذاتها, وهكذا لكي يحقق الإنسان ذاته, عليه أن يتصالح مع ذاته, وعليه أن يحيا من أجل الله, والآخرين, فيحيا الإنسان لله وللآخرين, كما بذل المسيح نفسه من أجل الآخرين,,
لقد كشف لنا السيد المسيح المعني الحقيقي لرسالته, ودعاهم إلي المشاركة بها من أجل خلاص العالم, وعلينا أن نجدد إيماننا, ونقبل بقلب منفتح محبة الله, ونجدد وعودنا مع الله بفضل عمل الروح القدس, نقدم محبة تجاه كل إنسان خاصة من ليس لهم سندا, وأن نقبل الحق الذي ظهر في المسيح, نعيشه ليري الناس أعمالنا الحسنة فيمجدوا أبانا الذي في السموات, في زمن ملئ بالتحديات والتغيرات والحروب والأوبئة, وأن نسمح لكلمة الله أن تدركنا, لنتعلم مشيئة الله وطرقه أنا هو الطريق الذي يقود إلي ملء الحياة,, وهذا لا يتأتي إلا بالحوار مع الله بالصلاة, التي تسمح لنا بأن نظهر إيمانا صادقا, ورجاء حيا ومحبة عاملة مع ممارسة جادة للصوم, لنحرر حياتنا من كل ما يقلها, حتي, تنال الرجاء, من خلال اللقاء السري بالله, أبي الحنان, فبعد السيد المسيح, أصبحنا شهودا لمرحلة وزمن جديد حيث يجعل الله كل شيء جديد, حتي (رو 21: 6ـ1) وأن نكون مستعدين لأن نرد علي من يطلب منا دليل علي ما نحن عليه من الرجاء (1 بط 3:15).
ترك السيد المسيح لنا بحياته معنا لي الأرض وتعايش في وسطنا, فكان مثالا للمحبة القلبية الباذلة التي لا تطلب ما لنفسها, فالمحبة تفرح في رؤية الآخر وهو ينمو, وتتألم عندما الآخر في ضيق, هي اندفاع القلب الذي يجعلنا نخرج من ذواتنا, نحو رباط المشاركة والشركة الروحية, والمحبة المسيحية الحقيقية التي نحن مدعوون إليها, لنستطيع أن تبني عالما جديدا, تغيروا عن أشكالكم بتحديد أذهانكم, من خلال الإيمان النابع من المسيح الحي, والرجاء الذي تبيحه نفحة الروح والمحبة, التي تنبع من قلب الأب الرحيم, إنها كل مراحل الحياة هي زمن الإيمان والرجاء والمحبة).
هذا الحب حتي المنتهي للسيد المسيح, الذي أحب به خاصته, هو الذي كان يشغله قبل مضيه من هذا العالم, وبسببه تجسد ولأجله مات..
فقيامة المسيح تشكل بكورة عالم جديد وأنها تخلق للإنسان بعدا جديدا لكيانه, وإطرا جديدا لحياته, الحياة مع الله ومن أجله, حياة لم تعد خاضعة لشريعة الموت, بل قائمة ما بعد ذلك, حياة جديدة مختلفة نحو الله اللامتناهي!!.
فالقيامة تعطي للحياة قيمة لأننا علمنا أننا نحو حياة أبدية خالدة, وسيقوم هذا الجسد بجسد روحاني نوراني خلاص, والروح تقوم طاهرة بلا فساد لتدخل إلي فرح الملكوت, وتتمتع بأمجاد القيامة, والجلوس في عرش الله, والتقدم نحو معرفة أعمق بشخصه المحب وروحه القدوس, فالقيامة تعطي الطبيعة البشرية قيمة خاصة, وتعطي الحياة قيمة ورسالة وعلينا أن ندرك رسالة وجودنا علي هذه الأرض, نقيمها دائما للتطوير والتغيير إلي الأفضل, فنحن مدعووين إلي نقل الرجاء, والثقة إلي الذين من حولنا, فلنرفع أنظارنا نحو الحياة, ولتسارع إلي مبادرات تعبر عن إيماننا في قدرة الإنسان إلي إحراز السلام بالعدالة, حقا ما أعجب عقيدة القيامة, ومدي أهمها لحياتنا الأرضية, وحياتنا الأبدية.!! فالقيامة انتصار الحياة واتجاه نحو النور والحق والحرية والحب, تلك هي ثمار قيامة المسيح (البعد عن الفكر الضيق المتعصب والمتطرف, والبعد عن الخوف واليأس, والقلق, وتمزيق قيود الاستعباد للأنانية, والخطايا واللامبالاة, والتحرر من سجن الشهوات العابرة, واللذات الباطلة, والنفاق والرياء,,, فقيامة المسيح هي نقطة الإنطلاق إلي عالم جديد يقوم من موت الماضي حاملا طاقة التجديد والتقدم والرقي متسامحا بفكر مستنير وبروح الخير والحب, فليتمجد مسيحنا القائم منتصرا علي الموت, ليعطينا حياة أفضل ويقيمان معه, ويجلسنا معه في السموات.