برزت مع بدء نشوب الحرب الروسية الأوكرانية ، الكلام عن نظام ” سويفت المالى ” التابع لـ ” جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “، والذى تأسس من قبل البنوك الرائدة في العالم .., يُمكن أن تستخدمه القوى المعارضة لتوجه ” بوتن ” فى أوكرانيا ، إذ يُعد نظام ” سويفت ” نظاماً لتبادل المعلومات المالية تديره شركة خاصة منذ العام 1973 ، يقع مقر في بلجيكا بـ ” لا هولب “، ولهذا جاء طالب الرئيس الأوكراني بفصل روسيا عن هذا النظام ..
حيث كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ” نطالب باستبعاد روسيا من نظام سويفت وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ” .. وناقش الزعماء الأوروبيون هذا الإجراء في قمتهم الطارئة الخميس كخيار محتمل. وأشار مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحافيين إلى أن الإجراء سيُوقف على الأرجح احتياطيًا لجولة مستقبلية من العقوبات، إذا احتاج الاتحاد الأوروبي إلى تصعيد العقوبة.
روسيا والصين .. ونظامين بديلين
ورغم أن الحرمان من نظام “سويفت” ستكون له آثار مدمرة على روسيا، فإن هناك نظاما بديلا، يعرف باسم CFPS، أنشأته روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014. كما أن الصين هي الأخرى أنشات نظاما موازيا يعرف باسم CIPS ، ويرى مراقبون أن طرد روسيا من ” سويفت ” يؤدى إلى تعزيز التقارب مع الصين، يُقوى الفكرة الصينية التى تسعى لتخليص النظام المالي العالمي من هيمنة الدولار الأمريكي .. وأشار تقرير لـ “بلومبرج” أن أكبر خصمين جيوسياسيين لأمريكا يسعون لربط أنظمتهما الشبيهة بالـ “سويفت”، وهي لعبة لن تساعدهما كثيراً إذا طُردت روسيا من “سويفت”، حسبما يواصل السياسيون الأمريكيون التهديد، ومن الصعب تخيّل اصطفاف مشتري الهيدروكربونات الروسية للانضمام إلى ” CIPS ” أو ” SPFS ” للدفع بالروبل أو الرنمينبي.
واعتباراً من عام 2018، استخدم حوالي نصف جميع المدفوعات عالية القيمة عبر الحدود في جميع أنحاء العالم شبكة سويفت،وفي عام 2015، ربطت SWIFT أكثر من 11000 مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة وإقليم، والذين كانوا يتبادلون ما يزيد عن 32 مليون رسالة يومياً (مقارنة بمتوسط 2.4 مليون رسالة يومية في عام 1995).
طرد إيران من الـ ” سويفت ”
فلقد حظر المجتمع الدولي بالفعل بلدًا من استخدام خدمة سويفت. في عام 2012، طردت الشركة 30 مؤسسة إيرانية من خدماتها، بما في ذلك بنكها المركزي، تماشيًا مع عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد الجمهورية الإسلامية وبرنامجها النووي، بعد توقيع الاتفاقية النووية الإيرانية في العام 2015، أعيد ربط طهران بالنظام، ثم انفصلت مرة أخرى عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة في عهد دونالد ترامب في العام 2018.
ويمكن للبنوك الروسية أن تعتمد على النظام الوطني للتبادلات المصرفية في البلاد. ومع ذلك، سيكون لديهم صعوبات كبيرة على الصعيد الدولي، فالتأثير الاقتصادي سيكون خطيرًا وفوريًا. في العام 2014، تم التلويح بالتهديد بهذه العقوبة بعد غزو شبه جزيرة القرم وقدر وزير المالية الروسي في ذلك الوقت تأثير مثل هذا الإجراء بنسبة 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.
” سويفت ” .. مراقبة المعاملات المالية
على الرغم من استخدامها على نطاق واسع، فقد انتُقدت SWIFT في عام 2018، حيث أشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن التحويلات كثيراً “تمر عبر عدة بنوك قبل الوصول إلى وجهتها النهائية، مما يجعلها تستغرق وقتاً طويلاً ومكلفة ، لكن SWIFT أدخلت منذ ذلك الحين خدمة محسّنة تسمى “ابتكار المدفوعات العالمية” (GPI ، واجتذبت SWIFT أيضاً الجدل لتمكين حكومة الولايات المتحدة من داخل أوروبا، وفي بعض الحالات التدخل فيها.
الجدير بالذكر أن الدول لا تستطيع أن تشارك في نظام “سويفت” التعامل مالياً مع الخارج ، وهذا هو أساس أن العقوبات الدولية والأميركية على إيران جعلتها غير قادرة على التجارة أو التعامل مالياً مع الخارج لحظرها من نظام “سويفت”، وهو ما تهدد به الولايات المتحدة والغرب روسيا ، إذ إن حظر روسيا من نظام ” سويفت ” سيعني عدم قدرتها على تصدير منتجاتها من النفط والغاز وغيرهما أو التعامل مالياً مع العالم.