لدينا قدرات كامنة يمكن من خلالها إحداث التغيير في أنفسنا وفيمن حولنا, لذلك يحتاج التغيير إلي محاولات مستمرة ولا يتوقف عند أول تجربة فاشلة بل لابد من الاستمرار وتحويل الفشل إلي نجاح, كما أري في التغيير رمزا للتواصل الصحي مع المجتمع ورمزا للعلاقات الإنسانية المزدهرة والقيم الاجتماعية المتوارثة.. فما أتعسك أيها الإنسان إن حاولت تغيير من حولك قبل أن تبدأ بتغيير ذاتك أولا, علي هذه الصفحة مقال للكاتبة فاطمة خير تحت عنوان التغيير والبدايات.. الفرد والوطن والعالم.. ذكرت الكاتبة أن التغيير هو قرار شخصي جدا, لا يمكن أن يجبر شخص علي أن يتخذ قرار التغيير طالما لم يكن نابعا من ذاته.. وذلك لأن التغيير هو عملية تحول من واقع نعيشه إلي حالة نرغب أن نكون فيها أي نتمناها, وهناك مجالات للتغيير أهمها المبادئ والقيم والفكر وينتج عنها تغيير السلوك والتعامل مع الآخرين, وأيضا التغيير الاجتماعي, والتغيير في المسئوليات والصلاحيات ومجالات التعلم وغيرها..
ولكن السؤال المهم هو هل التغيير سهل أم صعب؟ التغيير سهل من الناحية النظرية.. لكن لابد من بذل الجهد من الناحية العملية, لأن أصعب ما في عملية التغيير هو أن تكون للإنسان الإرادة الجادة والقوية نحو التغيير. إن هناك فرقا بين التغيير الذي يحصل كرد فعل والتغيير المقصود النابع من الإرادة الداخلية للشخص, حيث إن التغيير ينطلق من داخل النفس, وهناك بعض السلوكيات الضرورية التي يختاج الإنسان إلي تغييرها مثل الإحباط وفقدان الأمل, واليأس والملل, وكثرة المشاكل, والكره, وضعف الإنتاجية, والنظرة التشاؤمية للحياة.. فكل هذه السلوكيات يجب الابتعاد عنها وتركها لأنها لا تدفع الإنسان إلي التقدم والنجاح, وحين نريد التغيير فنحن بحاجة إلي أمرين هما: الإرادة الجادة القوية, والقدرة علي تقبل الجديد والتغيير, وأن نقول باستمرار لأنفسنا أنا أستطيع فعل المستحيل. لدي إرادة قوية فولاذية.
وإذا تساءلنا أيهما أهم لتحقيق التغيير فلنعلم أنها الإرادة, لأن الإنسان حين يريد الحصول علي شيء فإن إرادته تدفعه نحو توفير أدواته وتسخير إمكانياته.
إننا كثيرا ما نخلط بين القدرة والإرادة فنقول إننا لا نستطيع فعل هذا أو ذلك, بينما الحقيقة أننا لا نريده بسبب ترهل وضعف إرادتنا.
إن تفوق الشخص علي ذاته هو أعظم أنواع التغيير.. تغيير الذات.