في اليوم الأول من زيارته الحاليّة إلى اليونان، قام البابا فرنسيس، مساء أمس ، بزيارة أخويّة إلى غبطة رئيس الأساقفة إيرونيموس الثاني، رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان، وذلك في مقر رئيس الأساقفة في العاصمة اليونانيّة أثينا.
وقال البابا فرنسيس في كلمته:
صاحب الغبطة،
“نِعمَةٌ وسَلامٌ مِن لَدُنِ اللهِ” (الرّسالة إلى أهل رومة 1، 7). أحيّيك بهذه الكلمات التي قالها الرّسول الكبير بولس، وهي الكلمات نفسها التي وجّهها إلى المؤمنين من أهل رومة، أثناء تواجده على أرضٍ اليونان. لقاؤنا اليوم يجدّد هذه النّعمة وهذا السّلام. عندما كنت أصلّي أمام أثار كنيسة روما، أضرحة الرّسل والشّهداء، شعرتُ بدافعٍ يدفعُني لأن آتي إلى هنا حاجًّا، باحترامٍ وتواضعٍ كبيرَين، من أجل تجديد تلك الشّركة الرّسوليّة وتغذية المحبّة الأخويّة. بهذا المعنى، أودّ أن أشكرك، يا صاحب الغبطة، على الكلمات التي وجّهتها إليّ والتي أبادلُك إيّاها بمودّة، وأحيّي من خلالك، الإكليروس، والجماعات الرهبانيّة وكلّ المؤمنين الأرثوذكسيين في اليونان.
التقينا قبل خمس سنوات في لسبوس، في حالة الطّوارئ الأكثر مأساويّة في عصرنا، وهي مأساة الكثير من الإخوة والأخوات المهاجرين، الذين لا يمكننا أن نتركهم في اللامبالاة، وننظر إليهم على أنّهم عبءٌ يجب تحمله، أو أسوأ من ذلك، أن نلقي مسؤوليته على أيٍّ كان غيرنا.
اجتمعنا معًا الآن لنتشارك فرح الأخوّة، ولننظر إلى البحر الأبيض المتوسّط الذي يحيط بنا، ليس فقط على أنّه مكان يحمل إلينا القلق والانقسام، ولكن أيضًا على أنّه بحرٌ يوحّد.
ذكرتُ قبل قليل أشجار الزّيتون المعمّرة التي توحّد الأراضي حولها. وبالتّفكير في هذه الأشجار التي تقرب بيننا، أفكّر في الجذور التي نتشاركها. إنّها تحت الأرض، مخفيّة، وغالبًا منسية، لكنّها موجودة وتحمل كلّ شيء. ما هي جذورنا المشتركة التي مرّت عليها القرون؟ إنّها الجذور الرّسوليّة.
كان القدّيس بولس يسلط الضوء عليها ويذكّرنا بأهمّيّة أن نكون “مَبنِيّين على أَساسِ الرُّسُلِ” (الرّسالة إلى أهل أفسس 2، 20). هذه الجذور التي نمت من بذار الإنجيل والمطعّمة في الثقافة الهيلينيّة/اليونانيّة، فيها بدأت تعطي ثمارًا كثيرة: أفكّر في الآباء القدامى الكثيرين والمجامع المسكونيّة الكبرى الأولى.