كل سنة وحضراتكو طيبين, إحنا دلوقتي فـ أقدم موسم أعياد فـ الوجود, اللي معظم ثقافات العالم بتحتفل فيه بيوم الإنقلاب الشتوي, أقصر يوم وأطول ليلة فـ السنة, خلال أيام 23 و24 و25 ديسمبر, وبالرسمي بداية موسم البرد والشتا.
ميلاد السيد المسيح, حسب الكنيسة الغربية, وميلاد كريشنا وميلاد بوذا وميلاد زرادشت وقبل كل المقدسين المحترمين دول قيامة أوزوريس وميلاد حورس.
يعني العالم كله من بدري أوي بيحتفل باليومين دول!
اللي يهمنا -كمصريين- إن فـ الأيام دي جدودنا كانو بيحتفلو بارضو, بس إحتفالات كبيرة وكتيرة, لمدة أربعتاشر يوم فـ موسم الحج لأبيدوس, من يوم خمستاشر كيهك (24 ديسمبر) ليوم 28 كيهك (6 يناير).
الحج لأبيدوس, ولفظه من الجدر اللغوي المصري اللي فـ الصورة “حجي”!
بيبدأ الحج بعيد الشجرة, اللي إسمها البنورة, من الجدر اللغوي المصري “بنرا”, شجرة خضرا شبه شجرة الصفصاف, بيزيونها وينوروها فتلاقوها بالفعل منورة زاي البنورة – شوف جدر الكلمة فـ الصورة!
كل أيام الحج أعياد وإحتفالات, إنما اللي يهمني فـ البوست الصوغير ده, عيد يوم 18 كيهك, يعني يوم 27 ديسمبر, إسمه عيد الندور, ندور الربات, وإسمه بالتحديد من الجدر اللغوي المصري “نترت” اللي فـ الصورة!
الربات المقدسات “نترت”, حاميات, ورئيستهم -رئيسة الديوان- إيزيس!
إحنا لسة لغاية دلوقتي بنندر, وبنوفي الندور للأوليا والقديسين, وواضح إن الأصل والبداية كانو من أبيدوس فـ المناسبة دي, مناسبة الندور أو نذور الربات!
نطلع من الكلام عن المناسبة للكلام عن اللغة, والأدق عن كلمة “نتر” اللي عملت خلاف كبير بين علمات المصريات, وسببت سوء فهم كبير لحياة جدودنا, أما اتهموهم بالوثنية وتعدد الآلهة, بسبب ترجمة وتفسير غلط لكلمة “نتر”, والحقيقة إن تصريف “نتر” لو انتبهنا لترجمة عيد “نترت”, اللي لسة فـ كلامنا منها الندر والنذور, والمنذر والمنذرين, يعني تفسيرها ببساطة زاي تفسير معنا الآية “إن أنا إلا نذير” ..
النتر يا جماعة عبارة عن كائن مقدس, رمز له مهمة أو مهمات محددة, ومنها إنه “نذير” ومنها كمان تصريفة “ناظر” يعني مشرف مسئول!
جدودنا المصريين كانو ناس طيبين مبدعين, مؤمنين بالخالق المبدع العظيم!
رع وأتوم وحورس وأوزوريس وفتاح وغنوم وإيزيس وحتحور ..لخ, كلهم مجرد رموز, مسئولين ومشرفين, نظار ومنذرين, زاي الأوليا والمقدسين!
جدودنا المصريين لا كانو بيعبدو بقرة ولا شمس ولا قمر, كلها رموز بتلخص حكمة الوجود, وهوه إنتا لما تحترم عناصر الطبيعة والوجود تبقا بتعبدها؟!
آدي فرصة وجت م السما, نحتفل وننبسط كل سنة .. ناخد الحكمة م اللي فات, ونزرع الأمل أمنيات وتمنيات.
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.