واضح إن مذيع الكورة –اللي معرفش اسمه- من ضحايا الغزو الثقافي الوهابي!
والغزو الثقافي دلوقتي, احنا اللي بنروح له برجلينا, وندفع فيه فلوس كمان!
الناس اللي اضطرو يسافرو الخليج, رجعو هوما واولادهم بتعبيرات وأساليب فـ اللغة مبيستخدمهاش المصريين!
زمان كان التأثير فـ اللسان المصري بفرض الجيم المتعطشة الطرية بدل الجيم المصرية الناشفة الغالبة فـ لهجة المصريين, واللي بتعتبر من أساسيات لهجة ولغة المصريين!
كنت تلاقي المذيع أو المراسل وساعات كمان الضيف, يكون مصري إبن مصري, انما أول ما تيجي مناسبة يقول الجيش أو الجامعة أو الجايزة … لخ, تلاقيه نطقها بالجيم المايعة إياها!
كانت –ولسة- تعليمات فـ القنوات العربية, بفلوسهم بقا وبيفرضو شروطهم, عاوزين يظهرو هويتهم!
طب أما مذيع الكورة, يبقا مصري من ضهر مصري ومن بطن مصرية, وبيتكلم فـ قناة مصرية, متوجهة بالأساس للمصريين, وبينقل ماتشات كورة فـ الدوري المصري, مين بقا اللي فرض عليه عادات اللهجة السعودية؟
الكورة غير
الدوري غير
الصورة والصوت غير .. لخ!
واضح إن أخينا قعد شوية فـ السعودية, أو كان مع أبوه فـ الإعارة, ورجعلنا بـ الـ “غير”!
……….
بالمناسبة كلمة “غير” من جدر مصري قديم من مرحلة الكتابة بالحرف الهيروجليفي, ولسة فـ كلامنا الحالي, إنما بنستخدمها فـ مجالات خاصة بينا, يعني الواد الصوغير بيتشرط علا أمه إنه مش هيروح المدرسة من “غير” المصروف, وترد عليه أمه: خد بس إياك أشوفك تاني طالع البلكونة من “غير” هدوم .. لخ!
كمان بنسمع عبوهاب بيغنيها:
حياتي انتا مليش “غيرك”, وفايتني لمين؟
انما نسمعها واضحة أما بدارة بتغنيها:
قصقصي طيرك قصصي طيرك, يفضل طول العمر أسير
ولا يطير منك, ولا يغيب عنك, ولا يوم يشرب من قنا “غيرك”!
طبعن الأغنية دي من وحي المثل الشعبي المشهور:
قصقصي طيرك, لا يلوف علا “غيرك”!
وكررتها المطربة بدرية السيد من أغنيتها المشهورة أوي:
طلعت فوق السطوح أنده علا طيري, لقيت طيري بيشرب من قنا “غيري”!
المهم إن كلمة “غير” بتصاريفها دي: غيري وغيرك وغيرهم وغيرنا وغيركو, من الكلام المصري الأصلي, إنما لنا طريقة أو عادات لغوية فـ نطقها واستخدامها, يعني المصريين بيقولو:
كورة تانية/ دوري تاني/ صورة وصوت تاني .. لخ!
حاجات بسيطة, بس دي الحاجات اللي بتميز الهوية والشخصية الوطنية لأي شعب!
انتا ممكن تميز وتتعرف علا جنسية اللي قدامك, من كلمة أو واحدة, زاي خوش وشنو العراقي, أو زول وشافع السوداني, أو ناطر وشو اللبناني, أو يعيشك التونسي, أو لالا ولالاتي الجزايرلي, أو بزاف المغربي .. لخ!
يبقا نخلي بالنا, ونحافظ علا شخصيتنا, المذيع حر يتكلم فـ بيته زاي ما يعجبه, إنما فـ المجال العام اللي بيأثر وبيوجه وبيغير لصالح هوية معينة, لازم يكون له وقفة مع نفسه, قبل ما حد يبقا له موقف معاه!
المذيع المصري لازم يبقا عنده حس مصري, وقبل المذيع الإدارة اللي بتعين وبتشرف تتابع وتوجه وتنبه, وده موجود فـ كل قنوات الإعلام, الشخصية الوطنية لها الأولوية!
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.