دعا الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، في خطابه الافتتاحي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها السادسة والسبعين، إلى بدء حقبة جديدة مفعمة بالوحدة العالمية في مواجهة الأزمات المتفاقمة لجائحة كورونا وتغير المناخ وانعدام الأمن.
وقال: “نحن نقف عند منعطف تاريخي، يتعين عليناأن نعمل معا “. وأكد الرئيس بايدن للقادة الحاضرين في الجمعية العامة، أن الولايات المتحدة تنوي عقد الشراكة مع حلفائها “للمساعدة في قيادة العالم نحو مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً لجميع الناس”. وأعرب الرئيس بايدن عن أسفه لوفاة حوالي 4.5 مليون شخص بسبب كورونا في جميع أنحاء العالم، مشددا على الحاجة إلى “التحرك الآن لتطعيم الناس، في أسرع وقت ممكن، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأكسجين والاختبارات والعلاجات بهدف إنقاذ الأرواح حول العالم.”
وأشار إلى إعادة انخراط الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية؛ المشاركة في مبادرة لقاح كوفاكس، بهدف تقديم لقاحات منقذة للحياة للناسفي جميع أنحاء العالم؛ إعادة الانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ؛ والاستعداد للترشح لمقعد في مجلس حقوق الإنسان العام المقبل، موضحًا أن الطائرات الأمريكية المحملة باللقاحات هبطت في أكثر من 100 دولة، مقدمة “جرعات الأمل”، مضيفا أنه سيعلن قريبًا عن التزامات إضافية بشأن توفير المزيد من اللقاحات.
كما دعا بايدن إلى إنشاء آلية صحية عالمية جديدة “لتمويل الأمن الصحي العالمي” ومجلس عالمي معني بالتهديدات الصحية بهدف التغلب على الأوبئة الناشئة. ودافع الرئيس بايدن عن قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، مشيراً إلى أن الخطوة تهدف إلى فتح صفحة جديدة من الدبلوماسية الأمريكية المكثفة.
وقال إن “استخدام القوة يجب أن يكون الملاذ الأخير، وليس الخيار الأول”، مشددا على ضرورة إعادة ضبط الأولويات بعيدا عن عقدين من الحروب في سبيل مواجهة التهديدات الناشئة حديثا. مؤكدًا أن العالم يتعين عليه أن يختار بين الديمقراطية والاستبداد، و الاختلاف الصارخ منذ سيطرة طالبان، مرة أخرى، على العاصمة كابول عكس 20 عاما من المكاسب التي تحققت بشأن الديمقراطية.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الحكومات يتعين عليها أن تواصل العمل معا بهدف البناء على مبادئ القانون الدولي من أجل “تحقيق الرخاء والسلام والأمن بصورة منصفة للجميع”، واصفاً هذا المسعى بأنه “حيوي ومهم اليوم مثلما كان قبل 76 عاما”، لحظة إنشاء الأمم المتحدة. قائلا: “اليوم، لا يمكن حل العديد من مخاوفنا الكبرى أو حتى معالجتها بقوة السلاح. القنابل والرصاص لا يمكنهما أن يحمينا من مخاطر كـوفيد-19 أو متغيراته المستقبلية”.
و شدد على أن إدارته قد تحولت من أسلوب دبلوماسية “أمريكا أولا” إلى أسلوب التعددية. موضحاً “لقد عدنا إلى طاولة المفاوضات في المنتديات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، بهدف تركيز الاهتمام وتحفيز العمل العالمي بشأن التحديات المشتركة”.
وقال، إن أزمة المناخ لا تعرف حدودا، مشيرًا إلى أن جميع الدول بحاجة إلى تقديم “أسمى طموحاتها الممكنة” إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26) نوفمبر المقبل. كما كشف عن هدف أمريكي جديد بموجب اتفاق باريس لتقليل غازات الاحتباس الحراري إلى 50 في المائة، دون مستويات 2005، بحلول عام 2030. وتحدث عن استثمارات قيد المناقشة مع الكونجرس، بما في ذلك “البنية التحتية الخضراء والسيارات الكهربائية”.
الديمقراطية أو الاستبداد
وقال الرئيس الأمريكي إن أمام العالم خياران: إما التحلي بالقيم الديمقراطية التي يتبناها الغرب أو تجاهلها لصالح الحكومات الاستبدادية، مؤكدا أن الولايات المتحدة تتجه نحو “حقبة جديدة من الدبلوماسية الدؤوبة” في وقت تتصدى فيها للتهديدات التكنولوجية الناشئة وتوسع الدول الاستبدادية.
وبينما تعهد بعدم الاستمرار في”حرب باردة جديدة، أو عالم منقسم إلى كتل جامدة”، أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعارض محاولات “الدول الأقوى للسيطرة على الدول الأضعف، وستقوم –بقيمها وقوتها- بالدفاع عن حلفائها وأصدقائها”.