إجابة السؤال الثاني
العذراء باب الحياة وباب الخلاص
السيدة العذراء لقبها الكتاب المقدس بالباب. فقال عنها سفر حزقيال النبي إنها باب في المشرق دخل منه رب المجد وخرج (خر؟؟
فإن كان الرب هو الحياة, تكون هي باب الحياة.
والرب قد أعلن أنه الحياة في قوله أنا هو الطريق والحق والحياة (يو 14:6).. أنا هو القيامة والحياة (يو 11:25). فما دامت العذراء هي الباب الذي خرة منه المسيح, إذن تكون هي باب الحياة.
وبنفس الطريقة تكون هي باب الخلاص, لأن الرب هو الخلاص. إذ قد جاء خلاصا للعالم, يخلص ما د هلك (1 لو19:10).
وليس غريبا أن نلقب العذراء بالباب. فالكنيسة أيضا لقبت بالباب منذ أقدم العصور. إذ قال أبونا يعقوب أبو الاباء عن المكان المقدس الذي دشنه كنيسة وعرف باسم بيت إيل, أي بيت الله قال عنه ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء (تك 28:17).
إجابة السؤال الثالث:
أيليق أن نصلي للعذراء:
نحن لا نصلي للعذراء.. ولكننا نكلمها أثناء صلاتنا, نتوسل إليها أن تتشفع فينا. ونحن لا نخاطب العذراء فقط, إنما نخاطب الملائكة, ونخاطب الطبيعة, ونخاطب الناس.
وكل هذا يعتمد علي نصوص كتابية من الوحي الإلهي نفسه.. وهذه المخاطبة لا تعتبر صلاة.. فلماذا أمنا العذراء بالذات لا نخاطبها.
1ـ إننا نخاطب الملائكة في صلواتنا فنقول باركوا الرب ياملائكة المقتدرين قوة الفاعلين أمره عن سماع صوت كلامه (مز 103:20ـ21), سبحوا الرب من السموات. سبحوه في الأعالي. سبحوه ياجميع ملائكته.. سبحوه ياكل جنوده (مز 148: 1ـ12).
2ـ ونحن نخاطب الطبيعة في صلواتنا فنقول سبحيه أيتها الشمس والقمر سبحيه ياجميع كواكب النور, سبحيه باسماء السموات, ويا أيتها المياه التي فوق السموات.. سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج النار والبرد الثلج والضباب, الريح العاصفة الصانعة كلمته.. الجبال وكل الآكام (مز 148:30ـ9).
3ـ ونحن ننادي مدينة الله المقدسة أن نسبح الله, فنقول سبحي الرب يا أورشليم.. سبحي إلهك ياصهيون. لأنه قوي مغاليق أبوابك, وبارك بنيك فيك (مز 147: 12ـ13).
ونقول في مزمور آخر: أعمال مجيدة قد قيلت عنك يامدينة الله (مز 87:12) البعض يفسر هذا الكلام أنه موجه للعذراء.
4ـ ونحن في صلواتنا نخاطب الناس فنقول ياجميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا للرب ياكل الأرض (مز 46:1). هلموا وانظروا أعمال الرب التي جعلها آيات علي الأرض (مز 45). لا تتكلوا علي الرؤساء ولا علي ابن آدم, حيث لا خلاص عنده (مز 146:2). باركوا الرب ياجميع أعماله في كل مواضع سلطانه (مز 102ـ 22). ونقول في مزمور آخر سبحوا الرب أيها الفتيان.
سبحوا اسم الرب (مز 112:1). ونقول أيضا: قدموا للرب يا أبناء الله, قدموا للرب ابناء الكباش. قدموا للرب مجدا وكرامة, قدموا للرب مجدا لاسمه, اسجدوا للرب في دار قدسه (مز 28:10ـ3).
5ـ والإنسان في صلواته أيضا يخاطب نفسه, فيقول: باركي يانفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يانفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل امراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك (مز 103: 1ـ5). ونقول في مزمور آخر لما أنت حزينة يانفسي؟ ولماذا تزعجيني.؟ توكلي علي الله (مز 42:5).
وفي قطع صلاة الليل, يخاطب المصلي نفسه ويقول توبي يانفسي ما دمت في الأرض ساكنة.
6ـ بل نحن في صلواتنا نلتفت إلي الشياطين وكل قواتهم ونخاطبهم. فيقول المصلي ابعدوا عني ياجميع فاعلي الإثم. فإن الرب قد سمع صوت بكائي.. فليخر وليضطرب جدا جميع أعدائي. وليرتدوا إلي ورائهم بالخزي سريعا ـ هلليلويا (مز 6).
فهل نحن نصلي لكل هؤلاء؟ هل نحن نصلي للملائكة وللطبيعة وللناس ولأنفسنا وللشياطين.. حاشا… إنما نحن نخاطبهم أثناء صلاتنا وهذا أمر مقبول وتعليم كتابي.. ومن روح المزامير التي قال عنها بولس الرسول متي اجتمعتم, فكل واحد له مزمور (1 كو 14:26), مكملين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاب روحية, مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب (اف 5:19), معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاب روحية (1كو3:16).
ما دمنا نخاطب كل هؤلاء في صلواتنا ـ حسب تعليم الوحي الإلهي ـ فليس خطأ إذن أن نخاطب أمنا العذراء أثناء الصلاة, ولا تعتبر هذه المخاطبة صلاة.