يقال إن من يفهم الحياة إما يصمت إلي الأبد أو لا يتوقف عن الصياح إلي الأبد… أما أنا فأقول عن يقين إن من يفهم الحياة (بشكل صحيح) يصمت عن مجادلة الحمقي ومدعي المعرفة ولا يتوقف عن مساعدة البقية الباقية بكل السبل, بالكملة, بالفعل , بالمشاعر…. المهم أن يكون كل ما يقدمه لمن حوله صادقا ثابتا ومستمرا…
صرنا في حقبة زمنية مريبة عجيبة تتسم بكل ما هو خارج عن المألوف والمعقول والمقبول… ندرة هم من يبقون علي صورتهم الأولي حافظين العهد أولئك هم أولاد الأصول.
عالم مضطرب هائج يعج بالمتناقضات ويسبح في بحور الأفكار المرتبكة المربكة, طمست معالم الخطوط الفارقة بين الصح والخطأ, الخير والشر, الحسنة والسيئة…. طمست تلك الخطوط بفعل فاعل وهذا الفاعل خبيث جدا, متضرر من وجودها ووضوحها ومنتفع بشدة من طمسها.
الجميع ـ إلا من رحم ربي ـ كعرائس هزيلة مترهلة, دمي تحركها خيوط الشيطان بيد خدامه علي الأرض.
بؤس وانهزام في الروح, ضياع يختبئ خلف نظرة قوية ونبرة حنجورية ولغة جسد مفتعلة مقدامة محفزة متحفزة إلي اللاشيء فارغة تماما من محتوي له قيمة ملموسة حقيقية كل تلك الأقنعة تسقط في لحظة بنظرة عين من عارف خبير ينظر ويفهم ببصيرته لا بصره…
إنه عالم الضجيج الداخلي والخارجي, إنه اقتراب زمن الحصاد, إنه نهاية الأزمان المطلوب ألا تفهم لأنك إذا فهمت ستخرج من هذه الدوامة بإرادتك تماما وبأقصي سرعة وستقطع تلك الخيوط العنكبوتية التي تتحكم بك من أولياء الشيطان علي اختلاف أساميهم ومسمياتهم وأشكالهم وهذا غير مطلوب لأن العالم قد وضع في الشرير وهو يدار ببضع عقول شيطانية تلك العقول ـ ومنذ عقود مضت ـ رسمت مستقبل البشرية كيفما أرادته بخطط الشيطان الذي يعرف أن له زمنا يسيرا بعد ويريد أن يهلك كل النفوس والأرواح حتي المختارين…..
قارن الأمس باليوم.
قارن حال أجدادك وأهلك بحالك أنت وأقرنائك, معطياتهم التي من تحتهم حياة دافئة سعيدة ومعطياتنا التي حولتنا إلي آلة بلا روح.
زاد العلم وزاد التواصل وزادت الحريات وقلت السعادة وانحسر الاطمئنان وانقرض الحب….
البضاعة السيئة العفنة في كل مكان مجانا أو شبه مجانا ـ علي الأقل في البداية ـ حتي تسقط عبدا لها فتتحكم بك وتذيقك أهوال الذل والهلاك.
مخدرات نجاسة وغيره
بل بضغطة زر وأنت بداخل بيتك وحجرتك
ستسرق منك حياتك ـ شئت أم أبيت ـ مطلوب منك ألا تفهم المخطط الشيطاني وتلتقط الطعم
ستهلك ستهلك..
إن لم يكن بإدمان النجاسة فبشره المال والطمع أو إهدار ساعات وأيام عمرك المحدودة المعدودة في متابعة هذا الممثل أو تلك المغنية أو خسارة ساعات من اللا شيء في مراقبة تلك الكيانات التي تظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي لتسرق عمرك وعقلك في خبل وعته يسلب عمر المتلقي أمامه في اللا شيء والوهم.
وتمر الأيام بسرعة البرق وقد تحول اليوم إلي ساعة والأسبوع إلي يوم والشهر إلي أسبوع ـ وكل هذه الظواهر بالفعل من علامات اقتراب الساعة واليوم العظيم.
وها هو الإنسان الغبي كما هو مربوط بأصفاد الوهم المحكمة قبضتها عليه وهو مخدوع يعتقد أنه حر أن يفعل ما يشاء وقتما يشاء, مرتاح لقبول احتمالية عدم وجود خالق للكون لتسهيل تعاطيه مع عبودياته ومذلاته المتعددة المناحي للهلاك السريع.
يخفف علي نفسه قسوة وصف المعاصي بكلمة (المعاصي) ويحيلها بخبث أحمق إلي صفات لطيفة ك(الحرية) (التحضر) (التقدم) وما هي إلا أرداء شفافة فاضحة فضاحة من الذل والعبودية والضعف تكشف ـ بلا رحمة ـ عن كل تلك العورات القبيحة من تحتها ويراها العارف بوضوح رهيب في حين أن مرتديها مصاب بالعمي أو الاستعماء.
الوقت مقصر جدا والرب قريب جدا شئت أم أبيت إذا وجب علي من فهم الحياة فهما حقيقيا أن يساعد بكل طاقته أولئك المعلقين بين حيز الشك واليقين… العالقين في تلك المنطقة الضبابية الرمادية… أولئك الذين فقدت بصائرهم تمييز اتجاه النجاة علي بوصلة رحلتهم غير المتضحة المعالم
أولئك الغارقون الراغبون في النجاة ولكنهم بحاجة إلي مساعدة استثنائية سريعة.
أيها العارف المستبصر ستحاسب علي كل دقيقة من عمرك فأنت لم تخلق ولم توهب تلك العطية لتنجو بنفسك فقط بل لتنجد كل من مد يدا صادقة طالبا زورق نجاة.
صرنا في حقبة زمنية مريبة عجيبة تتسم بكل ما هو خارج عن المألوف والمعقول والمقبول