(الله لا يأخد الإنسان إلا وهو في أفضل حال) تلك هي أخطر مقولة علي الإطلاق هي خدعة مهلكة وحيلة خطيرة من أحاييل الشيطان, الكداب وأبوالكداب.
جرت العادة أن يتجدد الشيطان ويتلون مع متطلبات كل زمان ومستجدات كل زمن هو دائم التحديث الذاتي التلقائي لنفسه وأسلحته ليواكب تطورات البشر جسديا وفكريا ونفسيا وروحيا.
حاد الذكاء, يحترم ذكاء الإنسان جدا وهذا ما يجعله سريع التحديث لتقنيات إسقاطه للنفس البشرية وإهلاك روحها والفوز العظيم بها.
ومن صفات الشيطان منذ الأزل أنه يستطيع تحمل كل وأي شيء إلا (الاستعداد) لا يتحمل مجرد فكرة أن يري روحا كانت تائهة وصارت تائبة توبة حقيقية مستعدة فعلا للقاء الله, لأنه وببساطة شديدة سيخسرها وستنفلت من براثنه الخبيثة وهذا معناه فشله.. والشيطان الذي تحدي الله كيف له أن يفشل؟!!
فماذا يفعل؟
كانت أول وأعظم خدعة اندلف من خلالها الشيطان ـ وحصد بها عددا ليس بهين من أرواح البشر ولازال يحصد المزيد ـ هي (إقناعهم أنه (الشيطان) لا وجود له.. وقد فعل ذلك عن طريق نشر الإلحاد مستخدما فلسفة العالم الباطلة وقشور العلم المستأصلة من جذورها ـ والتي تؤكد حتمية وجود الله ـ فقط ليخدم غرضه.
وطبعا وجد ملايين البشر المستعبدين (لمذلات) أجسادهم, والتي أسماها لهم (ملذات), يهرعون كالمدمن المجذوب الذي يهرع وراء مخدر أدمنه وأخيرا سمع من مروجه أنه أمان لا يسبب الهلاك وكم كان في احتياج لسماع ذلك حتي ولو لم يكن حقيقيا ليخدر ضميره.
استغل الشيطان حزن الناس علي منتقليهم (أمواتهم) وطبيعتهم البشرية في ذكر محاسن موتاهم…. فرسخ في الأذهان معتقدا خبيثا ألا وهو أن الله لا يأخذ الإنسان إلا وهو في أفضل صورة وأحسن حال… وأن الله ينتقي التائب المستعد بدقة ويترك غير المستعد حتي يستعد.
وكنتيجة طبيعية لهذا السم المدسوس في العسل يبدأ الإنسان الضعيف الإيمان الخائف من المجهول مما وراء الموت في تجاهل الاستعداد والجدية في التوبة حتي لا يكون من أولئك الذين استحسنهم الله فطلب استرداد ودائعهم المضيئة النورانية.
يا أحبائي الحقيقة العارية بلا تجميل أن الجميع يرحل, غير المستعد قبل المستعد, ولكننا كبشر يحزن للفراق لا نذكر إلا محاسن موتانا وبالتالي لن نسمع إلا كل الخير عن كل من انتقل, كم من شاب في مقتبل العمر وعنفوان الصحة انتهت حياته في لحظة ولم يكن مستعدا برغم وجوده ببيت الله أغلب الوقت؟!
كم من شاب عائد من رحلة أو إجازة ترفيهية ممتلئة بلهو يغضب الله وانقلبت به سيارته في طريق عودته لتنتهي حياته في لحظة ويستقبل جحيما أبديا يلقنه الدرس بعد فوات الأوان؟
كم من شاب لفظ أنفاسه وأسلم روحه بجرعة مخدرات؟
كم من مجرم شقي انتهت حياته بطلقة نار أو طعنة سكين في مشاجرة أو في مطاردة من رجال الأمن؟.
وعلي الصعيد الآخر كم من عظيم تائب صالح عاش حتي بلغ من العمر ما لم يبلغه الكثيرون من البشر وشارف علي الثمانين والتسعين والمائة حول وأفاض بصلاحه وبركته وقداسته وعطاياه علي كل شخص وكل مكان وكل شيء حوله لعقود طويلة؟!!
الموت يأتي كاللص, لا يعلم أحد موعده ولا ملامحه, ولا حتي مقدمات قدومه فتلك هي سمات اللصوص, اللص لا يأتي أبدا وأنت في أحسن حال ولا يستأذن ولا يعطيك وقتا لتستعد لاستقباله بل يأتي كخائن غادر لذا وجب الاستعداد له في كل لحظة وبكل الطرق والسبل والأسلحة حتي لا نسمع ذلك النداء القاسي.
(أيها الغبي الليلة تؤخذ نفسك منك)
الشيطان لا يألو جهدا للوصول إلي هدفه ولا يوجد هدف له سوي إهلاك أكبر عدد ممكن من الأرواح.. فلا تتعجب حينما تراه يستخدم كلمات وآيات من الله ويرتل تراتيل سمائية حلوة عذبة يسخرها طوعا بخبث ودهاء ومكر لأهداف شريرة يوظفها في مكان ليس مكانها علي الإطلاق ليهلك إن أمكن حتي المختارين (الانتقال) أو مجازا الموت هي لحظة محتومة مكتوبة لن يغيرها فلسفة كلام ولا مال ولا صحة ولا تمسك بالحياة ولا استعداد ولا عدم استعداد ولا توبة ولا عدم توبة.
ولكن سيغير كل شيء بعدها استعدادك المتجدد لها.. ومن له أذنان للسمع فليسمع ويفهم حقيقة تلك (الخدعة).
يا أحبائي الحقيقة العارية بلا تجميل أن الجميع يرحل