يطل علينا عيد الميلاد هذا العام والعالم كله يئن تحت وطأة جائحة كورونا وما خلفته من آثار سلبية علي الأفراد والجماعات والدول بل وكل بلاد العالم. وصارت الخليقة كلها تئن وتتوجع (رو8:22) والكل يتساءل بعد مرور عام علي ظهور هذا الوباء…
هل من خلاص من هذا المرض؟! كيف ومتي؟!
ويذكرني هذا بأيام ميلاد السيد المسيح يوم كانت الخليقة كلها تترنح تحت أنين الخطيئة والشر والفساد الذي استشري في جسد البشرية ودخل الموت إلي العالم بجسد إبليس الذي سيطر علي العامل وصار رئيسه (ير 14:30), وظلت الخليقة كلها تنظر الفادي والمخلص الذي يخلصنا من نار عبودية إبليس ومن الشر والفساد والخطية ويحولها من الظلمة إلي النور وإلي حرية مجد أولاد الله (رو8:21).
وهكذا ظهرت رحمة الله التي بما أفتقدنا المشرق من الغلاء. ليضيء علي الجالسين في الظلمة وظلال بميلاد الفادي يسوع الذي جاء لكي يخلص شعبه من خطاياهم (متي 1:21). وبميلاده عم الفرح جميع أرجاء المسكونة وظهرت الملائكة من السماء تبشر بفرح عظيم يكون لجميع السحب أنه ولد في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب (لو 2:11,10).
والعالم اليوم الذي يحتفل فرحا بميلاد هذا المخلص والفادي يصرخ إلي الرب ويقول, أعبر إلينا وأعنا (1ع 16:9) وينتظر الفرح بالخلاص من هذا المرض وهذه الجائحة التي أصابت الحياة بالشلل.
ولكنني أقول إن هذا المرض الذي قتل كثيرون ومازال ينشر الرعب والذعر في كل مكان ليس بأقل ضراوة ووحشية من مرض الخطية التي طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياء. (أم 7:26) مما جعل ابن الله نفسه يأتي إلي عالمنا متجسدا لينقلنا من الموت إلي الحياة ويخلص شعبه من خطاياهم (متي 1:21).
لهذا ونحن نمر بهذه الظروف الصعبة التي تواكب إشراقة عيد الميلاد المجيد ليتنا نعي هذا الأمر جيدا ومثلما نحترس ونحذر من وباء الكورونا بأشد الحرص وبكل الوسائل المتاحة حرصا علي سلامتنا وحياتنا. نتعامل مع وباء الخطية المدمر للروح والنفس والجسد بنفس الأسلوب مع الوضع في الاعتبار أن هذا الوباء أعظم وأخطر بما لا يقاس مع وباء كورونا لأن الأخير قد يحرمنا من حياتنا في هذا الدهر ولكن الخطية تفصلنا عن الله في هذه الحياة وفي حياة الدهر الآتي ولا سبيل للنجاة منها إلا بالتوبة والرجوع إلي الله الذي أن اعترفنا إليه بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم (1 يو 1:7).
إن بشارة الرب لنا في هذا العيد رغم كل الأخطار التي تحدق بنا وعلي رأسها الأمراض والأدنبة إلا أنه مازال يطمنا ويقول لنا لاتخافوا أنا أبشركم بفرح عظيم (لو 2:21) نعم يارب نحن منتظرينك حسب دعوتك وكلنا ثقة في مجيئك وفي عملك من أجلنا وأن شعره واحدة من رؤوسنا لن تسقط بدونك (لو 21:18) (د 31:27) وما أسهل عليك هذا الأمر البسيط أن تخلصنا من أي مرض وأي ضعف حسب تحننك (مر1:41) (لو7:13). لكننا نرجو حسب وعدك في ميلادك أنك تخلصنا من خطايانا (مت 1:21) كيما إن كنا نستعد لمجيئك الأول في ميلادك نكون دائما مستعدين لمجيئك الثاني لتحملنا معك علي السحاب فنفرح ونسر بك إلي الأبد حيث تملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكك نهاية (لو 1:3).
* * *