للعام الثاني علي التوالي يأتي عيد القيامة المجيد والعالم كله مازال يئن تحت وطأة جائحة كورونا التي اجتاحت العالم كله بميادينه وشوارعه وحاراته وأزقته, ولم تترك هذه الجائحة مكانا إلا ونشبت مخالبها به مخلفة وراءها عشرات الآلاف من الموتي وملايين من الذين طالتهم مخالب كورونا.
وغير ذلك ما خلفته من أزمات هذا عددها علي المستوي العام في الدول وعلي المستوي الشخصي للأسر والأفراد.
ونحن تثق أن الذي قام من الأموات وحطم الموت وكسر المتاريس الحديد والأبواب النحاس وفتح باب الفردوس قادر أن يحطم هذا الوباء ويمحو كل آثاره ومخلفاته المدمرة ويفتح باب كنيسته التي أضيرت كثيرا من جراء هذا الأمر.
أننا نثق في الرب الذي قام من الموت وحطم جبروته أن يحطم قساوة القلوب ويكسر متاريسها ويقتحمها بنعمته ومحبته بعد درس كورونا القاسي ونثق أيضا أن هذا الوباء سوف ينقشع ويزول مثلما انقشع الموت أمام قوة قيامة السيد المسيح والتي ستعمل في قلوب الناس حتي يرجعوا إلي الرب بكل قلوبهم ويكتشفوا تفاهة الحياة وأنها لاشيء وأن الرب أعد لهم وطنا أفضل في السماء وحياة أبدية لكل من يؤمن به وبموته وقيامته.
لقد سبق الرب وحذر قديما أنه إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم يو8:24.. وها هو يرسل إنذاراته للعالم كله ليؤمن به وبموته وقيامته ويرجعوا إليه بكل قلوبهم ويحذروا من موت الخطية مثلما يحذرون من هذا الوباء لأن كلاهما يؤدي إلي الموت.
لكن الفارق الجوهري في أن خطورة موت الخطية إنه يؤدي إلي الهلاك الأبدي وهو قد جاء وتألم وصلب وقام لأجلنا ولأجل خلاصنا لينقذنا ويفتدينا من هذا الموت الأبدي,لأنه جاء ليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل ومن أجل هذا لايمنع أنه يستخدم كل تأديباته وإنذاراته حتي ولو كانت مرة وقاسية لأجل خلاصنا ومستقبلنا الأبدي.
نحن نطلب متوسلين إلي الرب حتي نستجيب لكل ما يعمله ويسمح به من إنذارات وتأديبات لتكون سبب بركة لنا لنكون مؤهلين لأن نقف أمامه ويكون لنا نصيب في ملكوته حتي إنه بدخولنا في شركة آلامه نكون مؤهلين أيضا لقوة قيامته.