من ساعة ما مكتبة اسكندرية اتفتحت تاني فـ هاتور 6243 مصري (2002م)، وبقا لها دور كبير فـ نشر الثقافة والعلم وحفظ المخطوطات والتراث، بالمكروفيلم والوسايل الجديدة الألكتروني!
الحقيقة ان المكتبة فـ شكلها الجديد، ضافت لإسكندرية بالمخصوص، ومصر كلها كمان، حاجات كتير ساهمت فـ تطوير تفكيرنا وتصحيح صورتنا قدام الأجانب بالمؤتمرات والحفلات والمعارض والنشرات وغيرها! بس آآآه, وآآآه من قولة آآآه!
لو عرفنا سبب وجود مكتبة اسكندرية، ممكن نتخض!
لأن اللي فكر فـ بنا المكتبة، كان أول ملك لمصر من أصل يوناني، معروف بإسم بطليموس الأول، اللي سماها بإسم قائده وملكه الإسكندر الكبير!
بطليموس حكم مصر ومناطق نفوذها القديم، من العاصمة الجديدة (اسكندرية)، ولأنه عارف انه بيحكم شعب كبير وله حضارة قديمة أوي، ومهما كانت ظروف ضعفه واحتلاله فـ مسيره فـ يوم هيتغلب ع الظروف دي ويرجع يطالب بحريته واستقلاله!
بطليموس شاور الفلاسفة والمستشارين بتوعه، وكان سؤاله المباشر ليهم:
نسيطر ع المصريين ونحكمهم لأطول فترة ممكنة، اززاي؟
بإختصار من بين كل الكلام اللي سمعه عجبه بيت شعر سبق وقاله سيمونيدس (550 ق.م):
بالعربي: هزمناهم، ليس حين غزوناهم، وانما هزمناهم حين أنسيناهم تاريخهم!
بالمصري: غلبناهم، مش لما أحتليناهم، لأ غلبناهم لما نسيناهم تاريخهم!
واضح ان بطليموس عجبته حكمة وفلسفة بيت الشعر ده، ودي كانت بداية فكرة بنا مكتبة تجمع فلسفة وثقافة وعلوم اليونان عشان تواجه وتحل محل فلسفة وثقافة وعلوم مصر!
يعني بإختصار، مهمة المكتبة كانت ضرب الثقافة المصرية، بنشر العلوم والمعلومات العامة من وجهة النظر اليوناني، ومن مصدر يوناني مش مصري!
لغاية الزمن ده، زمن بنا المكتبة فـ حكم بطليموس، كان فـ مصر مصادر كبيرة وكتيرة للعلم والمعلومات، زاي مكتبة ممفيس (منف)، ومكتبة هليوبوليس (أون)، ومكتبة طيبة ومكتبة الأشمونيين ومكتبة سمنود وغيرهم، ودول مكنوش مجرد مكتبات للقراية والحفظ، دول تقدر تقول عليهم جامعات كبيرة أوي!
مع المكتبات اللي هيه جامعات (بر-عنخو), كانت لسة البرابي (المعابد) مالية مصر، وبتقوم بدورها فـ التعليم والتثقيف وتنظيم المناسبات والأعياد وحفظ رموز الهوية المصرية!
يعني رغم الضعف والإحتلال، مصر كان عندها فـ الوقت ده ترسانة مؤسسات لنشر العلوم والثقافة، مقدرتش المكتبة اليوناني تعمل أي حاجة مع كتايب ومجامع العلوم المصري دي!
بعد بطليموس التاني والتالت، كان اليونانيين البطالمة نفسهم اتمصرو، فـ بقت المكتبة عبارة عن أرشيف ساهم فـ حفظ الثقافة اليوناني، وبالمناسبة لولا مكتبة اسكندرية، مكنش فضل كتير من الأدب والفلسفة اليوناني اللي مالية العالم دلوقتي، لأن المكتبة هيه اللي كانت بتنشر وبتصدر وبتحفظ العلوم دي!
نقدر نقول أن اليوناني بطليموس الأول، محققش هدفه الأساسي من بنا المكتبة، لغاية أما نوصل لحفيدته الملكة كليوباترا، اللي أبوها وأمها وجدها كلهم اتولدو واتربو فـ مصر، فـ بقت مصرية أبا عن جد وبتحب مصر وثقافتها أكتر من أي حاجة فـ الدنيا!
بتمر الأيام وبيحتلنا الرومانيين، ودول ناس مبيهزروش، احتلال يعني احتلال، واستغلال يعني استغلال، ونهب خير البلد بالحرام والحلال!
الرومانيين اشتغلو فـ محاربة الهوية المصرية من تلات نواحي: نمرة واحد، قفلو مكتبات مصر المشهورة، ونمرة اتنين، حجمو دور البرابي وطاردو الكهنة ومنعو كتير من الأعياد والطقوس الشعبية، زاي قطع رجلين حجاج أبيدوس، وتالت ناحية رجعو مكتبة اسكندرية لدورها الأساسي (محو الهوية المصرية)، وعينو فيها كتبة (معظمهم يهود) ينسخو الكتب عشان يحشرو فيها معلومات غلط عن تاريخ وعلوم المصريين!
مكتبة اسكندرية دلوقتي بقت رمز من رموز الثقافة المصرية، ومطلوب منها تقوم بدورها الوطني فـ تصحيح وتطهير الكتب القديمة من المعلومات المحشورة فيها بالغلط! ولو بهوامش وملاحق ونشرات!
يعني مش كل معلومة مكتوبة فـ كتاب قديم من اللي بنقول عليهم كتب التراث، لازم تكون معلومة سليمة، نقد وتحليل التراث مهم دلوقتي للهوية، ومادام الحكاية لها علاقة بالهوية، يبقا لها علاقة بالحاضر والمستقبل!
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.