تحتفل الأمم المتحدة بالذكري الثانية والسبعين لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهي الأداة التي طُورت لمساعدة البلدان الممزقة من الصراعات على بناء الظروف المواتية للسلام الدائم ، ويأتي اليوم العالمي لحفظة السلام هذا العام تحت عنوان “المرأة في حفظ السلام” .
فى هذا الاطار قالت سونيا المالكي، ضابطة في قوات حفظ السلام التونسية، بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام، إن رغبتها في أن تكون عنصرا فاعلا في إرساء السلام العالمي هو ما دفعها إلى الالتحاق بالعمل في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، وهي قائدة فصيل بشرطة الأمم المتحدة في كانانجا بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأوضحت سونيا، ان حوالي 9000 من ضباط شرطة الأمم المتحدة من 78 دولة يعملون على تعزيز السلام والأمن الدوليين يوميا، من خلال دعم البلدان في حالات الصراع وما بعد الصراع والأزمات.وتتمثل مهامهم في بناء السلام من خلال القيام بدوريات في المجتمعات المحلية، وتقديم المشورة لخدمات الشرطة المحلية، وزيادة الامتثال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، واستعادة وتعزيز السلامة العامة وسيادة القانون.
وتؤكد سونيا ان مهامها كواحدة من افراد قوات حفظ السلام هي تنفيذ تفويض بعثة “مونوسكو” والذي ينقسم إلى جزئين: الأول هو حماية المواطنين وخاصة النساء والأطفال ، والجزء الثاني هو تعزيز إمكانيات الشرطة المحلية لوجستيا وعملياتيا وميدانيا ومعرفيا. موضحة ان وجود المرأة في المهام الميدانية ضروري جدا. فالمرأة تلعب دورا أساسيا وفعالا في إرساء السلام، وخاصة أن الكونغو الديمقراطية هي بلد خرجت للتو من أزمة سياسية وحروب سالت فيها دماء كثيرة.
إن وجود المرأة يبعث الأمان والثقة والطمأنينة في نفوس الناس، وخاصة النساء ضحايا الاغتصاب والتعنيف والتهميش، لأنهن يدركن أننا موجودات هنا لحمايتهن وإرساء السلام في بلدهن. فعندما يروننا يشعرن بالسعادة ويتواصلن معنا بسهولة وبطريقة أكثر سلاسة من زملائنا الرجال.
وتؤكد سونيا وجود المرأة فى قوات حفظ السلام يبعث على الأمل لدى فئة كبيرة من المجتمع وهن الفتيات. فالعديد من الفتيات في المعاهد أو الجامعات حلمهن هو أن يصبحن مثلي (شرطيات أمميات) لأننا بالنسبة لهن مثال وقدوة. فهن يطمحن في الالتحاق بنا من أجل هدف نبيل وسام وهو إرساء السلام في العالم.
الجدير بالذكر ان الجمعية العامة للأمم المتحدة، حددت في قرارها 57/129، يوم 29 مايو ليكون اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة. ففي مثل هذا اليوم من عام 1948، أُنشئت أول بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، وهي بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، والتي بدأت عملياتها في الشرق الأوسط. وفي هذا اليوم من كل عام.
ومنذ إنشاء أول بعثة لحفظ السلام في عام 1948، قضى أكثر من 3000 من أفراد الجيش والشرطة والموظفين المدنيين نحبهم في خدمة قضايا السلام نتيجة لأعمال العنف والحوادث والمرض. وفي 29 مايو، تحتفي مكاتب الأمم المتحدة، بمشاركة الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية، بذكرى من قضوا من حفظة السلام.