قدم أ.د/ عبدالمسيح سمعان عبدالمسيح أستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، جامعة عين شمس ومقرر لجنة البيئة والجغرافيا بالمجلس الاعلى للثقافة، ورقة بحثية تحمل رؤية تحليلية تحت عنوان “البيئة المدرسية والسعادة”، وذلك خلال مؤتمر “البيئة من اجل السعادة” الذي نظمه المجلس الاعلى للثقافة، تضمنت الورقة البحثية عرضاً حول اهمية المدارس السعيدة والمعلمين الايجابيين لانهم نقطة الارتكاز لدعم الشعور بالسعادة لحياة أفضل
وقال د. عبد المسيح سمعان: يتعلم الإنسان بصورة أفضل وهو سعيد، لذا فمن الطبيعي أن يكون الغاية والهدف الأسمي للتعليم هو سعادة الطالب، فرحلة التعليم يجب أن تكون مرتبطة بالمتعة والشغف أكثر من ارتباطها بالدرجات والضغط النفسي والتعب الاكاديمي، وتابع سمعان: “لقد أصبح من الضروري ان تكون السعادة في المدارس وسيلة للتعليم وهذا يعني أن العملية التعليمية تتم في جو من البهجة والمتعة والحرية والإبداع والعلاقات الإنسانية، لذلك فالمدرسة عليها أن تكون مكان للمتعة والسعادة وممارسة الهوايات وتفريغ الطاقات والمشاعر الإيجابية
واضاف د. عبد المسيح: ان التعليم يحظي بإجماع وطني علي أهمية دوره، فهو الاساس في تحقيق التنمية، وبالتالي ضرورة تجويده وتطوير مدخلاته وعملياته لأن موضوعه هو بناء الإنسان ولعل تعزيز الشعور بالسعادة – التي هي حالة نفسية من مشاعر الراحة والطمأنينة والرضا عن النفس والقناعة – يُعد من أهم الأولويات في بناء الإنسان، إذ تكون نظرة الطلاب إلي التعليم إيجابية أو سلبية بقدر ما يعزز التعليم لديهم الثقة والتفاؤل والشعور بالارتياح والسعادة وبالتالي تصورهم نحو الحياة
وقال مقرر المؤتمر: يواجه العديد من الطلاب مشكلات في المدرسة التي قد لا تجعلهم سعداء وتؤثر على تعلمهم. وقد تظهر المشكلات في اي قسم من اقسام البيئة المدرسية مثل الناحية التعليمية، وتشمل البيئة المدرسية الطرق المستخدمة في التدريس والتعلم والمناهج الدراسية والأنشطة الصفية والموارد التعليمية المتاحة
او تظهر في الناحية الفيزيائي، وتشمل البيئة المدرسية المباني والفصول الدراسية والمرافق الأخرى، وتشمل أيضًا الإضاءة والتهوية والحرارة والأثاث والمعدات التعليمية والتكنولوجية، او في الناحية الاجتماعية، التي تشمل البيئة المدرسية العلاقات بين الطلاب والمعلمين والإداريين والمجتمع المحيط، وتشمل أيضًا الثقافة المدرسية والأخلاقيات والقيم والتقاليد
واعتبر عبد المسيح الانشطة المدرسية هي باب الفرج للتعليم ، لما تساهم فيه من بناء الصحة النفسية والبدينة للطلاب، وتساءل عن الرحلات المدرسية، مشيرا الى ان هناك طلاب لم يزوروا الهرم رغم ان ما يفصلهم عنه ساعة زمن في المواصلات، ولفت سمعان الى ضرورة تطوير واصلاح نظم الامتحانات، باعتبارها نظم التقويم المتاحة للطلاب، وقال : “الامتحانات مش عقاب، والطلبة بيذاكروا وفقا للامتحان فاذا تم تطوير واصلاح الامتحانات باعتبارها وسيلة تقويم سيتم اصلاح العملية التعليمية كلها”
واختتم عبد المسيح كلامه قائلا إن تحسين البيئة المدرسية وتوفير بيئة مريحة وداعمة يحقق السعادة التامة للطلاب، مما ينعكس علي نمط حياتهم ومستقبلهم.