شرعت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية بتكثيف جهود الاستجابة لكوفيد-19 في مخيم اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار، ببنجلاديش، عقب توثيق أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مخيم كوتابالونج امس الخميس، وإصابة أحد أفراد المجتمع المضيف بالعدوى.
وفي تصريحات صحفية من جنيف، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيستش، إن كلا المصابيْن بمرض كوفيد-19 توجها إلى أحد المرافق الصحية التي يديرها الشركاء الإنسانيون حيث أخذت عيّنات منهما ليتم فحصها في مختبر IEDR الميداني في كوكس بازار.
وأضاف ماهيستش: “بعد التأكد من نتيجة الفحص، تم تنشيط “فرق التحقيق السريع” للتحقيق في الحالتين، والشروع بالعزل والعلاج وتتبع الاتصالات، والحجر وفقا لإرشادات منظمة الصحة العامة”.
وتعمل مفوضية اللاجئين منذ مارس الماضي مع حكومة بنجلاديش على دعم جميع جهود التصدي والوقاية من الفيروس، ومع ظهور أول حالة مؤكدة، فقد تم تفعيل آليات التصدي للفيروس.وأشارت المفوضية إلى أن الاختبار في كوكس بازار بدأ في بداية شهر أبريل، وحتى تاريخ مايو، تم فحص 108 من اللاجئين. وأضاف المتحدث باسم المفوضية: “ثمّة مخاوف جدية بشأن التأثير الخطير والمحتمل للفيروس في مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان التي تأوي نحو 860 ألف لاجئ”.
ويعيش نحو 400 ألف من أبناء بنجلاديش في المناطق المجاورة للمخيمات، وتُعدّ هذه المجموعات من بين الأكثر عرضة للإصابة بالمرض عالميا، إذ تعاني المناطق المكتظة من بنى تحتية محدودة للصحة والماء والصرف الصحي.
ومنذ مارس، نفذت المفوضية والشركاء الإنسانيون مجموعة من تدابير التأهب والوقاية، وتم وضع إجراءات للاستجابة للحالات المشتبه بها في المجتمعات المضيفة ومجتمعات اللاجئين في كوكس بازار. وعملت المنظمات على تدريب 250 نقطة اتصال سريرية على “نظم الإنذار والاستجابة المبكرة” وتلقّى أكثر من 3000 من المتطوعين اللاجئين على التدريب والعمل في المخيمات لضمان نشر الرسائل المهمة بما في ذلك العاملون في مجال الصحة المجتمعية والحماية المجتمعية وقادة المجتمع من الأئمة ومجموعات المجتمع المدني.
وفيما يتعلق بميانمار والأوضاع التي دفعت مئات آلاف الروهينجا المسلمين إلى الفرار من ديارهم إلى بنجلاديش المجاورة، “الروهينجا قومية عرقية من المسلمين هم أقلية أمام الأغلبية البوذية ومعظم هؤلاء المسلمين هم من شعب روينجة ذوي الأصول المنحدرة من مسلمي الهند.وتعود جذور الاضطرابات الحالية إلى الماضي الاستعماري للبلاد، ففي 1826، ضمت بريطانيا الجزء الشمالي الغربي الحالي من البلاد، إضافة إلى الإقليم الذي يسكنه حاليًا من تبقى من مسلمي الروهينجا في ميانمار، وبسبب قوانين الهجرة المتساهلة التي وضعتها الحكومة الاستعمارية البريطانية آنذاك؛ تدّفق المسلمون البنغال إلى الإقليم، كذلك عيّنت بريطانيا الأثرياء من جنوب الهند ممن عُرفوا بـchettyars (كان معظمهم من الدائنين ومقرضي الأموال) كمدراء ومشرفين على الإقليم الاستعماري الجديد ليحلوا بذلك محل الفلاحين البوذيين ذوي الأصل البورمي.