بعد حياة حافلة الروحانيات و النسك و القداسة و إنكار الذات، ودعت الكنيسة القبطية اليوم مثلث الرحمات نيافة الانبا رويس الاسقف العام والذي له في الأسقفية نحو ٤٣ عاما وفي الرهبنة نحو ٥٧ عاما وفي الحياة ٨١ عاما.
و في أحد التسجيلات للمتنيح نيافة الأنبا صربامون أسقف و رئيس دير الأنبا بيشوي عن المتنيح نيافة الأنبا رويس الذي يصغر عامين عن نيافته.. يقول “ترهب الأنبا رويس في دير السريان باسم الراهب متياس السرياني في عام ١٩٦٣، وكان من أسرة غنية جدا، و ترك كل غنى العالم ومجده، وكان راهبا تقيا نقيا وناسكا”.
و أضاف في تسجيله أن الانبا رويس قد هرب من رتبة الأسقفية أكثر من مرة، وتم اختياره أب اعتراف دير ابي سيفين للراهبات فكان أب اعتراف المتنيحة تماف اريني رئيسة الديرة.
يذكر أن المتنيح الانبا صربامون أقدم من الأنبا رويس في الرهبنة بنحو أربعة سنوات وهو الذي استقبل نيافته وصارت تربطهما صداقة قوية جدا، لدرجة ان نيافة الأنبا رويس قام ببناء قلاية خاصة بالانبا صربامون بجوار قلاينه، و يذكر في أحد الليالي رأى أنبا صربامون رؤية وهي أن أبونا متياس السرياني يرتدي برنس الأسقف ويجلس على كرسي صغير في مكان هادئ، ولما استيقظ قابل ابونا متياس -نيافة الأنبا رويس- وقال له “اسمع يا ابونا متياس انا شوفت ليك حلم وتفسيره انك هتترسم أسقف وهتشرف على منطقة صغيرة وهتكون خدمتك مثمرة وهادئة وفعلا تحقق هذا الحلم وأصبح أسقف وكانت حياته هادئه”.
و من قداسته و حبه للنسك يعرف ان نيافته عندما رسم راهبا عام ١٩٦٣ بدير السريان بيد الأنبا شنوده وقت أن كان أسقفًا للتعليم تم انتدبه بعد ذلك مع قداسة البابا كيرلس السادس سكرتيرًا ومشرفا للاكليركية، وفى عام ١٩٦٩ هرب من رسامته أسقفًا لدمياط واعتزل بالدير ثم بعد الحاح عاد مرة اخرى مشرفا للإكليريكية، وبعد تجليس قداسة البابا شنودة اختارة سكرتيرًا لقداستة وأخيرًا سيم أسقفًا عامًا في عيد العنصرة عام ١٩٧٧ و بهذا قضى الانبا رويس ٥٧ عام فى الخدمة والرعاية وانكار الذات.
انه حقا الأسقف الهادئ .. الناسك .. الايقونة الحية …