اتجهت الحكومة إلي تخفيف الإجراءات التي تم فرضها علي المواطنين منذ انتشار فيروس كورونا المستجد وذلك من أجل تقليل الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والنفسية فقررت عودة العمل ببعض المصالح الحكومية والسماح بفتح المولات التجارية وأيضا السماح بالتنقل بين المحافظات مع الحفاظ علي اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية التي سبق ونوهت عنها الدولة من تباعد اجتماعي وعدم الزحام والتكدس وارتداء الكمامات واستخدام الكحول وغيرها.
الحكومة راهنت علي وعي المواطنين ويبدو أنها ستخسر الرهان وسيدفع المواطنون ثمن جهلهم واستهتارهم لأن المواطنين يتعاملون مع الحظر والإجراءات الوقائية علي اعتبارها أمرا غير ذي أهمية رغم أن عدد الإصابات بفيروس كورونا شارف علي 10 آلاف إصابة أي أن أعداد الإصابات تتزايد كل يوم بشكل غير طبيعي بمعدل حوالي 500 إصابة يوميا.
إلا أننا كمواطنين مطالبون في المقابل بدور مهم جدا للقضاء علي هذا الوباء وهو إيقاظ ضمائرنا وعقولنا فليس من المعقول أن تري موائد الرحمن تقام بحي بولاق الدكرور وحفل سبوع احتفالا بمولود جديد وسط تجمعات كبيرة أدي إلي إصابة المولودة بفيروس كورونا وعمره لايتعدي الأسابيع .
فضلا عن تجمعات الشباب في بعض المناطق الشعبية بأعداد كبيرة للعب كرة القدم قبل السحور في استهتار بخطورة التجمعات الكبيرة وكأن شيئا لم يكن فهناك ممارسات يقوم بها المواطنون غير المسئولة تحدث بشكل واضح وهذه الممارسات الضارة بالآخرين فيها أذي للمحيطين وتساعد علي انتشار سريع للعدوي.
ففي ظل عدم إدراك المواطنين بتلك الأزمة نحن علي أعتاب كارثة كبيرة فيجب علي المواطن أن يعي أنه حتي الوقت الراهن لايوجد علاج في العالم كله ضد هذا الفيروس اللعين وأن كل دول العالم تتسابق لاكتشاف علاج ومثل لهذا الوباء الشرس.
ورغم أن الحكومة تقوم بدور كبير لاحتواء الفيروس من توفير وتجهيز أماكن إضافية للعزل إلا أن التزايد في الأعداد لايكفي وسوف ينفجر الوضع بالمستشفيات نتيجة الإصابات وسنجد من نحبهم طرحي في ممرات المستشفيات لعدم وجود أماكن أو أجهزة تنفس صناعي لهم ولن نستطيع حتي إلقاء نظرة أخيرة أو الصلاة عليهم أو حتي تشييعهم بشكل لائق.
فاتقوا الله في أنفسكم وفي ذويكم حتي لانلوم أنفسنا ووقتها سيتمني كل منا لو لم يتحرك من البيت.