لم اكن اعلم شيئا من قبل عن ما يطلقون عليها (اغاني المهرجانات ) وهو اسم خادع لانه يوحي بمعان ايجابية عن الاحتفاليات عرفت
بعد البحث انه ظلام دامس ليس فيه بصيص من نور.
اول معرفتي بتلك الاغاني المزعومة كان يوم اصدرت نقابة
الموسيقيين قرارها بمنع هذه الاغاني !! وبدأت اتابع الجدل الدائر بين مؤيدي القرار وبينمعارضيه ،بين من يقول انه كان واجبا وبين من يرى انه لن يفيد شيئا في ظلاليوتيوب والانترنيت …ومن يري انه لابد من احتضان هؤلاء (المطربين)- معالاعتذار للطرب – مسارهم وتوجيههم !!
…كلام كثير واراء مختلفة اعطتني انعكاسا بانها قضية جدلية تحتمل الصواباو الخطأ..كلام كثير عن اليات العمل الفني في الاغاني مابين جيل يرتبط بفرقةموسبقية وآلات موسبقية ومؤلفين وملحنين وبين جيل لايعتمد الا علي فلاشةمسجلة وهو( يطنطت ) علي المسرح محركا شفتيه
وفي كل هذا لم اكن اتخيل حجم الكارثة الحقيقية!!
استخدمت محرك جوجل وصدمت صدمة لم تكن تخطر ببالي ..بداية من
اسماء( المطربين) شاكوش..حمو بيكا …ابو ليلة ..الديزل ..
المدفعجيه .. وكأنني دخلتفي غرزة روادها مدمنو مخدرات او دخلت في سجن للمجرمين او في حارة تأوي الهاربين من السجون !!
وكانت الصدمة الثانية في كلمات مايدعونه اغاني المهرجانات .. شبت حقا مماقرأت واخذت اغمض عينيا امتعاضا ، واضع يدي علي رأسي ألما ..وكدتاصرخ فزعا واستياء واشمئزازا..فمن قال انها كلمات هابطة؟!..ومن وصفهابالاستخفاف؟!..ومن ادعي انها ذاخرة بالايحاءات الجنسية؟!!
الحقيقة أن كل هذا الوصف لم يوفها حقها من الحقارة والاسفاف ولا اظن انناسنجد من المفردات اللغوية مايعبر عن مستوي انحطاطها ..اما عن الايحاءاتالجنسية فهي خالية منها تماما !!!لانها ببساطة تتكلم عن الجنس الصريحبدون ايحاءات او تلميحات!!
وتصف زنا المحارم بدوافعه وفعله تفصيلا
!!
كنت اظن قبل قراءة كلماتها أنه لايوجد ابشع من اسم الاغنية ( انا صاحب امكيالا) فإذا بي اكتشف ان هذا الاسم هو اهون مافي الاغنية!!
لم اجروء أن افتح اليوتيوب الذي اظهره محرك البحث جوجل لاسمع واحدة منتلك (الاغاني) !! فبعد أن تلوثت عيني وعقلي بكلماتها شعرت انني لوسمعتها صوتا سيحدث لي هبوطا في الدورة الدموية واموت حتما.
وكانت الكارثة الثالثة فيما قرأته علي محرك البحث أن متابعي فيديوهات اغانيالمهرجانات يبلغون في مجموعهم مليارات!!
اقلهم شعبية يتمتع ب١١ مليون مشاهد واكثرهم شعبية يتمتع ب٣٦٥ مليونمشاهد!!!
شئ مفزع ومخزي أن يكون لهذا الإنحطاط تلك الشعبية!!!!..انه مؤشر خطيرباننا فشلنا في تربية جيل استساغ -ماعدا قلة منه- هذا الشئ الذي لايمكنأن نطلق عليه أغنية ،بل ويدافع عنه وبتحمس له ويعلن جهرا انه يحب ( اغانيالمهرجانات)!! مؤشر مفزع لإنحطاط اخلاقي ولد وترعرع في غفلة منا ومنالزمن ..مع سماعات الاذن علي موبايل الابناء تسمع البلاوي بعيدا عنمسامعنا وينعزل الابناء الي أن ينتشر السرطان في هدوء !!
، القضية هنا ليست أذواقا ولا فرق اجيال ولا قضية فن هابط ‘ لانه لايصنف فنامن اصله انها قضية انحطاط اخلاقي وتغني بالانحراف .
لن ابالغ اذا قلت أن قرار منع تلك الاغاني ومغنيها مسألة امن قومي ، فمهماحاربنا التحرش والعنف والاتجار بالبشر ومهما صدرت القوانين المجرمة لن تفيدشئيا اذا كانت البيئة ملوثة ومشبعة بالتحفيز علي الانحراف واذا امتلأ وجدانالفتية والشبيبة بسموم تلك الاغنيات!!
تقديم فن راق وجاذب للشباب احد اوجه الحلول وان كان مداها طويلا ولكنالاجراء بالمنع من جهة نقابة الموسيقيين ومناشدتهم لادارة اليوتيوب بمنععرضها واجب مهني ووطني..لايليق بمصر أن تكون حاضنة او صانعة لهذاالشئ الذي لا اجد له مسمي.