ألا تحتاج الشوارع في القاهرة إلي نظرة إنسانية من سكان العاصمة الغراء قبل المسئولين؟!
ألا تحتاج شوارع القاهرة إلي ترابط وانتماء سكانها في كافة أرجائها؟!
إن ذكريات سكان القاهرة عن كل شارع وكل ركن فيها لا تخبو مع الزمن!
فهذا شارع قصر النيل, وذاك شارع سليمان باشا وتلك ميادين وسط البلد: طلعت حرب ومصطفي كامل وإبراهيم باشا! وغيرهم.
كل سكان المحروسة انطبع في أذهانهم ويحملون في ذكرياتهم صورا جميلة لتلك الشوارع والميادين ومناسبات عديدة من أجازات وأعياد ومواعيد مع الأصدقاء وخاصة في أمسيات الخميس من كل أسبوع!
حيث كان كثير من الشباب والكبار يأخذون مواعيد اللقاء في أي من تلك الأماكن ليرتادوها سيرا علي الأقدام!! أو الوقوف أمام أمريكين سليمان باشا أو المكوث في جروبي قصر النيل ولاباس!
وأعرف كبار مثقفي مصر الجميلة حينما كان لهم مواعيد في البن البرازيلي بجانب سينما ميامي وأشهرهم الأستاذ أنيس منصور.
كما كان جروبي عبدالخالق ثروت لقاء الكبار من المصريين القاهريين, خاصة في حديقته المكشوفة علي رشفات القهوة ودردشة الجرائد!
ولن أنسي بار ريش العريق في سليمان باشا ولقاء الصفوة مساء كانت القاهرة جميلة هادئة رائعة!! نراها في أفلام الأبيض والأسود التي تبقت في خزانة التليفزيون المصري بعد أن هاجر معظمها تحت اسم الاستثمار في الفضائيات. والسؤال هل: نستطيع أن نفعل شيئا للقاهرة بدل التباكي علي الماضي؟
وهل يمكن أن تدهمنا النخوة علي تلك المدينة التي نمتلكها وذكرياتنا فيها؟
هل المسئول الأول عن القاهرة (السيد المحافظ المعين) لديه نفس الاحساس الذي سردت منه بعض اللمحات! أم أنه قادم للوظيفة كمحافظ من وظيفة حددت إقامته في منطقة عمله السابق فقط أو وظيفته مكافئة نهاية الخدمة؟
هل رؤساء أحياء القاهرة لديهم حس جمالي بالقاهرة القديمة؟
لو كانت الإجابة نعم!! ما كان يستطيع أن يغمض جفن هذا المسئول أمام تدهور حال وسط البلد, ما كان يغمض جفن أي وطني قاهري علي تلك القاذورات والشوارع المكسرة!! والمطبات غير الإنسانية في الشوارع!! والمناطق المظلمة, إهمال وفساد في الرؤية والذوق والحس العام!
لا يمكن أن تكون العاصمة مرتعا للنشالين والمتسولين وأطفال الشوارع..
لا يمكن أن تكون العاصمة قبيحة, سمجة الخلق, مخيفة لمرتاديها من السقوط في بالوعة مفتوحة..
لا يمكن أن يكون الشارع المصري دون رصيف وإن وجد فهو ملك للجائلين ولمفترشيه من الباعة وأي نوع من الباعة أكثرهم يبيعون الجوارب والبنس والمشابك والرابسو وآخر تقليعة يبيعون البدل والبلوفرات والفساتين المهربة من الجمارك! شيء لا يصدقه عقل قاهري عجوز مثلي.
هل وصل بنا الحال إلي عدم القدرة علي تحريك مشاعر سكان العاصمة ومسئوليها إلي أن يختشوا علي دمهم أمام عاصمة جمهورية مصر العربية (القاهرة).