ألقى نيافة الانبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا، صباح اليوم الثلاثاء، باليوم الثاني من سيمنار المجمع المقدس موضوع بعنوان “الاب الكاهن نوعيات وعلاج”، وكانت محاوره على النحو التالي :
أولاً: شروط اختيار الإكليروس: (1تي2:3-10)
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تؤمن بعصمة أحدٍ، لأن الإنسان طالما في الجسد فهو مُعرض للحروب والضعف، وسر الكهنوت المقدس وإن كان يُعطي الشخص كرامةً روحيةً، لكنه لا يعطيه عصمةً.. ولا توجد نعمة تلغي نعمة، بمعنى أن نعمة الكهنوت لا تلغي نعمة الحرية التي خُلق عليها الإنسان.
نحن نُقَّدر كرامة الكهنوت جداً، ونُقَّدر تعب الآباء الكهنة في الخدمة، ولكننا لا ننكر وجود بعض الضعفات في كل جيل وعلى كل مستوى.
ثانيًا: من هو الأب الكاهن المُشكل أو المُشكلة؟
هو الذي يُصر على الخطأ ويستمر فيه رغم النُصح والتوجيه.. كلنا تحت الضعف وتحت الخطأ.. ولكن المشكلة هي في الإصرار على الخطأ، وربما إنكار أنه خطأ من أساسه.
ثالثًا: لماذا يحدث الانحراف؟
1- غياب الهدف
السبب الأساسي هو غياب الهدف عن العين.. لابد أن يتوه أو ينحرف الإنسان، ليس للكاهن إلاَّ هدفٌ واحد هو محبة الذي أحبنا وأعطانا أن نكون خدامه ووكلائه وورثة ملكوته.. ليس لنا هدف إلاَّ خلاص النفس “نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ” (1بط9:1).. خلاص نفسي ونفس أولادي الذين ائتمني الله عليهم.. والمعروف والثابت أن الانحراف يبدأ بدرجة واحدة في البداية، وإذ لم أُراجع نفسي وأُحاسبها باستمرار، ممكن يصل إلي 180 درجة في النهاية.
2- إهمال الحياة الروحية الداخلية، إهمال حياة التوبة المستمرة، فقدان حرارة العبادة في المخدع، وربما يكون الدافع في البداية ظاهره صالح.. وهو الافتقاد، الأنشطة، حل مشاكل الناس… ومع عدم توقف الشعب عن طلب المزيد من الرعاية، يدخل الراعي (منا) في دوامة متصلة حتى يهمل أساسيات العمل الروحي.
رابعًا: العلاج
1- قبل الرسامة:
يجب على الأب الأسقف:
– التأني في الرسامة جداً.. لابد من معرفته شخصياً وفي الخدمة لمدة طويلة.. لا للسرعة.. الزمن لصالح الحقيقة. الصلاة.. مظلة الصلاة ” كيف نعمل عمل الله بدون الله ؟! “.
– معرفة زوجة الكاهن جيداً.. طباعها، مدى نجاح حياتهم الأسرية.. لا لسرعة الزواج وسرعة الرسامة..
– التأكد من سلامة العلاقة في البيت.. الكاهن يحمل الكنيسة وزوجته تحمل الكاهن الذي يحمل الكنيسة.
– التأكد من خلفية الكاهن العقيدية.. مَن تربى من صغره في كنيسة طائفية، تعليمه وروحه تنطبع وتظهر فيما بعد.
– أن يكون الكاهن شبعان.. بكل معاني الكلمة.. شبعان روحياً ونفسياً ومادياً.
– أهمية الكشف الطبي للأب الكاهن قبل الرسامة عند متخصص خادم مسيحي.
2- بعد الرسامة:
جلسات روحية متقاربة بين أبونا الأسقف والكاهن لمتابعة أحواله، والاطمئنان عليه وعلى أسرته وخدمته ومساعدته في حل مشاكله.
-أبونا الأسقف تقول عنه الدسقولية هو ” أبوكم بعد الله “.. أبونا الأسقف عليه دور كبير في علاج أي سلبية تظهر.. وفي مهدها، لا نتبع سياسة إطفاء الحرائق، بل نهتم بالشرارة الأولى..
على أبونا الأسقف أن:
– يهتم بخلاص أولاده الكهنة ومساعدتهم على علاج السلبيات.
– متابعة أبونا في انتظام اعترافاته مع أب اعترافه.
– التشجيع على الخلوات الروحية، التشجيع على قراءة كتب الآباء.
– جلسات محبة بين الأب الأسقف والأب الكاهن تخلو من الروتينية.
– زيارات أسرية من أبونا الأسقف للتقرب من الأسرة والاطمئنان عليها وحل مشاكلها، وحث الأب الكاهن على الاهتمام بزوجته وأولاده.
– المساعدة في حل المشاكل المادية.. المحبة ” لا تعود فارغة، ولا تسقط أبداً “، وهي قادرة على صنع المعجزات وتجديد الشباب الروحي وأخذ المبادرة للتصحيح الذاتي والقيام بنعمة ربنا.
3- قبل العقوبات:
دراسة الأمر بتأني وبروح وديع هادئ.. دراسة ما هو الدافع للخطأ ومحاولة علاج المرض وليس العرض.
بعد مساعدته في علاج السبب.. إذا تكرر الأمر.. نعطي نُصحاً، ثم تحذيراً، ممكن نشرك أب اعترافه أو أحد الآباء الشيوخ في الإيبارشية ليكون سنداً له ومؤازراً بالصلاة والإرشاد “لاَ تَحْسِبُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلْ أَنْذِرُوهُ كَأَخٍ” (2تس15:3).
– العقوبة مناسبة ومتدرجة:
وهدفها علاجي وليس انتقامي.
يذكر أن سيمينار المجمع المقدس يقام بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني منذ صباح أمس الاثنين.
وتدور المناقشات خلال سيمينار هذا العام حول موضوع “الأسقف والكاهن أبوةً وبنوةً” حيث تناقش عملية اختيار وإعداد الكاهن للقيام بخدمة الكهنوت وكيفية تعامل الأب الأسقف معه داخل العمل الرعوي وماذا يريد الكاهن من الأب الأسقف، إلى جانب عدد من الموضوعات الأخرى المتعلقة بالموضوع ذاته، والتي سيتم تناولها من خلال عدد من المحاضرات والحلقات النقاشية.