في وسط دعاوى الحاقدين بضرورة النزول يوم الجمعه 29 سبتمبر للتنديد بحكم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. كان السؤال الذي تبادر إلى أذهاننا.. لماذا ننزل؟
هل ننزل لننصاع لمؤامرة كبرى من دول بعضها كنا نظنه شقيق لنا والآخر اعتقدنا أنه حليف معنا.. وتثبت لنا الأيام فيما بعد أنهم أشرس أعداءنا.. أم ننزل من أجل تحقيق مخطط التنظيم الإخواني بتحويل مصر لإمارة إسلامية تحت قيادة الخليفة الأكبر ونزوح الفلسطينين إلى سيناء الحبيبة وترك فلسطين لدولة إسرائيل.. أم ننزل لأن المقاول محمد علي باع مصر بجنيهات قليلة وصال وجال يبث سمومه عبر فيديوهات كاذبة من أجل التأثير على المصريين وتحفيزهم للتنديد بحكم السيد الرئيس. أم ننزل لأن اللجان الإلكترونية الاخوانية استغلت السوشيال ميديا وأوحت للشباب أن القادم أفضل بدون السيد الرئيس .. أم لاعتقادهم أننا صدقنا أكذوبتهم بأن الرئيس هرب وهناك انقلاب ..
أسباب كثيره اعتقدوا أن الشعب المصري سيقتنع بها ويلتقط الطعم ومن أجل هذا صرفوا ملايين الدولارات حالمين أن أم الدنيا ستقع لتحقق لهم الحلم بربيعهم الغربي.
اعتقدوا أن الشعب سينزل بسبب بعض السلبيات التي أردنا التخلص منها كسطوة الإعلام الموجه والخوف من إبداء الرأي والشعور بعدم ترحيب الدولة بالمعارضة البناءة.. وعزوف الشباب عن المشاركة السياسية وتقليص الحياة الحزبية.. مع رفع الدعم الحتمي من أجل بناء وطن قوي غير مكبل بالديون .
هؤلاء اعتقدوا أن هذه الأسباب كافيه للنزول يوم الجمعة ومن ثم يبدأ تنفيذ المخطط بخراب مصر .
هذه هي الجمعة التي أرادها العدو ولكن الشعب المصري أراد جمعة أخرى.. جمعة الوعي.. تلك الجمعة التي أدرك فيها الشعب خطوط المؤامرة كاملة. فنزل جموع المصريين، منهم من ذهب إلى عمله ومنهم من استغل الأجازة الأسبوعية للزيارات العائلية، ومنهم من أراد أن يقول للسيد الرئيس بطريقته نحن ما زلنا نؤيدك فتجمعوا في الميادين واحتفلوا بالغناء والرقص .. ومنهم من قدم روحه اليوم فداءً للغالية مصر واستشهد وارتوت سيناء بدماءه، وكأنهم يقولون لنا إننا على الحدود نحتفل مثلكم ولكن احتفالتنا بشكل مختلف ببذل دماؤنا فداءً لمعشوقتنا مصر و تدمير عدو غاشم لا يريد سوى الخراب.. وكأن الله أراد في هذه الجمعه أن تكون لمصر احتفاليتان واحدة على الأرض و الأخرى في السماء باستقبال أعظم الشهداء ..
ستظل هذه الجمعة حافرة في عقول أعداءنا ..
جمعة الوعي التي أفقدت جماعة الإخوان المسلمين أعز ما تملك، ففقدوا القدرة على التأثير سواء بالترغيب أو الترهيب.. و هي الجمعة التي أعطت الدول المتآمرة درساً لا ينسى، وجعلت العالم يدرك أن الشعب واعي ومحمي بقوة الجيش المصري ومحمي برئيس يثقوا تمام الثقه في وطنيته.. والأجمل أن الرئيس نفسه محمي بحب الشعب له.. هذه العلاقه لا تجدها إلا في مصر .. و هذه الجمعه لا تتكرر إلا في مصر .