أطلقت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية، مشروع “سالموا جميع الناس” الذى تتبناه الأسقفية مع وزارة الأوقاف ومؤسسة “دياكونيا” السويدية. وتسعى هذه المبادرة المجتمعية إلى تقديم نموذج عملي للعمل على أرض الواقع من أجل دعم ونشر وتعميم وثقافة السلام في مؤسساتنا الدينية والاجتماعية والتربوية ومن خلال الإعلام والمجتمع المدني على قاعدة الإيمان والالتزام بأن العيش معاً والاعتراف بالآخر المختلف هو اختيار وثقافة وحقوق وواجبات نعيشها معاً..
ومن أجل ضمان خطوات ناجحة من هذه المبادرة لإصلاح الثقافات المغلوطة، تحركت وطني لرصد الأراء المختلفة حول هذا المشروع الوليد، وإليكم ردود الأفعال:
تأسيس لعمل جاد مشترك
قال المفكر دكتور سمير مرقص: مشروع سالموا جميع الناس جاء متأخراً في وقت كنا في أمس الحاجة لهذه النوعية من المبادرات الجادة التي تشهد وجود تعاون بين المؤسستين الإسلامية والمسيحية في رصد مشكلات الواقع وعمل مشروعات مشتركة في إطار القضايا الحياتية، وهذا شيء طيب لأن العمل الميداني المشترك هو المحك الحقيقي الذي يصنع نوعاً من التقارب بين المصريين.
وإذا كان طابور العيش لايفرق بين المصريين والمشاكل المرورية لاتفرق وكذلك المشاكل الاقتصادية،فعلينا أن نقدم من خلال هذا المشروع فكرة لعمل مشترك كنوع من التضامن لمواجهة المشكلات،وأتذكر المشروع القومي السد العالي الذي وحد الجميع وعاد بالخير علي الجميع.
وأطالب بالاهتمام بالقرى الأكثر فقراً وأقل تنمية لأنها المناطق المعرضة للعنف والإرهاب والتوترات الدينية . أما إشراك منظمات المجتمع المدني فهي نقطة إيجابية لما لها من دور قوي فعال في البناء والتنمية وتقديم حلول للمشكلات السلوكية التي تواجه المجتمع.
مدة المشروع قليلة جدا
قال دكتور جمال ترويز-استشاري الطب النفسي- المشروع يعتمد بشكل كبير علي تغيير ثقافة مجتمع،هذه الثقافة غريبة علي المصريين وقرأت عليهم بعد السبعينيات. ونحن نحاول إعادة الثقافة الأصلية للمصريين من ناحية قبول الآخر والتعايش السلمي معا ولكي يأتي المشروع بثمار يحتاج خطة ممنهجة لاتقل مدتها عن 8 سنوات لذلك أرى أن مدة المشروع تعتبر قليلة جدا لملاحظة أي تغيير في الفكر.
وخلال مدة المشروع نحتاج تعاوناً من قبل وزارة الثقافة، الهيئة الوطنية للإعلام ووزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة والكنيسة والأزهر.فالموضوع ليس مجرد تجديد الخطاب الديني، وتواجد القس بجوار الشيخ لكن الأهم تثقيف العقول وتوسيع المدارك ومع الإعلام والاهتمام برسالة التثقيف العام والتوعية نتمكن من التوعية مصر كلها وليس في 3 أماكن فقط.
رصد التغير
قالت نشوة فريد-الهيئة الإنجيلية- أثني علي المبادرة، لكن أحب أن أعرض توصية أن يتم قياس النجاح بدقة وبدون رتوش- سواء خلال السنتين أو بعد انتهاهما وبذلك نستطيع قياس النجاح الحقيقي من عدمه.
هل لوزارة التعليم دور؟
قال القس يشوع-الكنيسة الأسقفية بالزمالك- مثل هذه المبادرات أروع ما فيها العمل وسط الأطفال،لكن كنت أتساءل هل هناك دور لوزارة التربية والتعليم من خلال تلك المبادرة وكيف يمكنها أن تساهم من خلال دور في التعليم لمساندة هذا المجهود الرائع.
أين المنيا بالقائمة؟
قال القس رفعت فكري-رئيس سنودس النيل الإنجيلي- أشكر أسقفية الخدمات علي المبادرة والتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية لكني أتساءل لماذا نترك المنيا-الأشد احتياجا ونتوجه لـ 3 أماكن قد تكون أقل احتياجا لهذا المجهود الرائع؟… فالمنيا بها احتقان علي كل المستويات ونحن في مصر نحتاج أن نتعامل مع أماكن الصراعات الحقيقية حتي نحقق أهدافا واقعية .
والنقطة الثانية هناك تركيز على النصوص الدينية وهذا جميل لكني لا أحب أن منطلقنا من قبول الآخر يكون فقط من منطلق نصوص دينية لأن النصوص الدينية كثيراً ما يساء فهمها وتعزل من سياقها التاريخي والحضاري ويوجد من ينشر الكراهية من خلال النصوص الدينية.وبالتالي أطالب بالتركيز بجانب النصوص الدينية,لنشر الفكر الفلسفي ونشر التفكير العلمي وأعتقد أن كل هذا بجانب النصوص التي تحث علي الحب والتسامح يمكن أن تكون أكثر إقناعا للناس.
تقييم مرحلي
قال الشيخ محمد عبد الرحمن-مدير مكتب فضيلة الشيخ جابر طايع– برجاء عدم عمل التقييم في نهاية السنتين لكننا نحتاج تقييما مستمرا خلال مراحل العمل المختلفة حتي تكون الأمور واقعية.ويمكن أن يكون التقييم من خلال امتحان بسيط علي أرض الواقع للتأكيد من تحقيق نتائج وإن لم ننجح ربما نغير الآلية التي ننهجها.
أتذكر شيخ زميل كان يتعامل مع مجموعة مشهورة بالسرقة وتكلم معهم فترة كبيرة عن الأمانة وأهميتها، وفي يوم قرر أن يعلن عن وجود إيشارب نسيته واحدة منهم في مكان الاجتماع، وانتهى الأمر أن كلهم ادعوا أنه يخصهم، وهنا عرف أن الدرس لم يصل وبدأ يغير طريقة منهجه معهم.
المجتمع المدني له دور مهم
سيد شعبان-أمين صندوق ملتقي العقاد للتنمية- أشكر القائمين علي المشروع لاختيارهم وتعاونهم مع مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني للمشاركة في هذا المشروع, لأن المجتمع المدني هو الأجدر والأكثر احتكاكا بالمجتمع علي أرض الواقع,والرجل البسيط الذي يعيش في منطقة مهملة.
التصالح مع النفس أولا
الشيخ رضا عثمان -إمام بوزارة الأوقاف يقول:أحب أؤكد أننا لابد أن نعمل أولا على صناع السلام أنفسهم،فالسلام العادل يجب إن يبدأ من الصناع أو الرواد أولا ويجب أن نتأكد من قناعتهم برسالة السلام…وأكثر صفة نحتاج العمل عليها في صناع السلام أنفسهم هي التصالح مع النفس فالناس لديها قابلية لتستجيب وتستقبل المحبة والمودة, لكن المهم توعية الفئات المؤثرة علي المجتمع علي أهمية التصالح مع النفس.
تكاتف الجهود يأتي بثمر أكثر
الدكتور جمال زكري-خبير تنمية، وسكرتير عام خدمة الراعي وأم النور– قال السلام يحتاج إلي صناع كثيرين،لذلك أتمني أن تتيح المبادرة الفرصة لتكاتف كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية لأن تغيير ثقافة امتدت من سنين يحتاج إلي مجهود أكبر عدد من الصناع لتفرز ثمرا عظيما.فإن كان من الفئات المستهدفة المرأة والأطفال والشباب,لذلك نحتاج مؤسسة الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسة الدينية ومؤسسة الإعلام ومؤسس الشباب من خلال نوادي الشباب,وأتمني أن تكون لهذه المبادرة يد تصل لكل تلك المؤسسات ويكون هناك منتج قوي مدروس لمخاطبة الفئات المستهدفة سواء منتجا فنيا أو أنشطة رياضية أو عملا ثقافياً.
شرائح المجتمع متنوعة
دكتور محمد العقاد-عضو مجلس النواب عن دائرة مصر القديمة يقول:دراسة كل شرائح المجتمع في المناطق المستهدفة ومحاولة الوصول إلي جميع الشرائح قد يبدو لكم أن بعض الطبقات من المجتمع سهلت الوصول إليها لكن بالدراسة المتعمقة سيتبين أن الأمر معقد أكثر لأن شرائح المجتمع متنوعة جدا وكلها تحتاج جهدا كبيرا.
كرداسة تحتاج الاهتمام
دكتورة ماجدة محمود-مراسلة بالتليفزيون المصري قالت:أحب أن أسلط الضوء علي منطقة كرداسة لأنه منطقة بها 9 قري تحت خط الفقر, وتحتاج إلي مؤسسات تعمل علي رفع وعي المجتمعات فيها.
الأطفال هم الأمل
دكتور محمد إمام-إمام وخطيب بالأوقاف قال:أحب أن أبدا كلامي بالمثل:التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر والتعليم في الكبر كالرقب علي الماء…إذا أردنا أن نغير العقول علي أرض الواقع يجب أن نبدأ بالأطفال في المدارس والنوادي والمنتديات في المجتمع.
فئات الصم تحتاج معالجة خاصة
دكتور رضا العربي-خبير علوم السكان والتنمية بالمركز الدولي الإسلامي للدراسات والتنمية السكانية بجامعة الأزهر يقول:بحكم عملي في مركز تدريبي فأنني استمعت جيدا للأهداف لكني مهتم أن أعرف ماهي أدوات تنفيذ المشروع.
ومن ناحية أخري أنا رئيس مجلس إدارة جمعية خاصة بالصم في القليوبية,وهذه المحافظة بها أكثر من2500 أسرة بها أفراد صم,تلك الأسر من الفئات التي لديها انخفاض شديد في الوعي الثقافي والديني مما يعرضهم للاستغلال من قبل بعض منظمات خارجية تتعامل معهم من خلال الإنترنت لجذبهم لأفكار أخري غير سلمية, لذا أرجو من ضمن اهتمام مشروع “سالموا” أن يكون هناك برنامج يركز علي خدمة فئة الصم في هذا المجتمع.
لا للتلقين..ومرحبا بالإبداع
دكتورة صبحية شافعي قالت:الوقاية خير من العلاج فكرة تقوم عليها المبادرة وأتمني أن يكون هناك دور للتربية والتعليم ، فلو اهتمينا بالتعليم باستراتيجيات تنمي الفكر الواعي الناقد لدى الطالب، لن يلقن في مستقبله بأي فكر غريب بل سيفكر دائما فيما يقال له ويدير الأمور بحسب قناعته.. أتمنى أن يكون هناك دور للتربية والتعليم في إزاحة فكر التلقين بعيدا عن أولادنا وتطوير المعلم الذي ينمي هذا الفكر الرديء وبذلك أولادنا في المستقبل لن ينقادوا وراء أي فكر يصدر لهم.
لمعرفة المزيد حول مشروع سالموا جميع الناس يمكنكم متابعة الروابط التالية:
مشروع” سالموا “من أجل السلام الاجتماعى بين أسقفية الخدمات والأوقاف
ليس بالحب وحده يتم إرساء السلام المجتمعي.. لكن بصولجان القانون أيضا