كان يوما غير عادي وغير مألوف بالنسبة لي هو ذلك اليوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي اليوم كله غير عادي وغير مألوف بداية من استيقاظي من نومي متأخرا علي غير العادة ووصولي إلي مقر عملي متأخرا ونسياني لأخذ دوائي حيث إني مريض سكر وضغط إلي اختلافي مع زملائي بالعمل وذلك نادرا ما يحدث فشعرت بأنه يوم غير عادي وغير مألوف وأنه من الأسلم لي أن أعود لمنزلي وألزمه حتي ينتهي ذلك اليوم الغريب.. وأثناء عودتي للمنزل إذ بسيارة تصدم سيارتي من الخلف فتتلفها فنزلت من سيارتي وأنا أستشيط غضبا علي الرغم من عدم تأكدي إن كنت أنا المخطئ أم الرجل ولكن الرجل بادرني وقبل أن أتفوه بأي كلمة قائلا لي أنا آسف وحقك عليا وأنا ملزم بكل التكلفة, وكدت أن أنفجر غضبا في وجه الرجل, إلا أنه قال لي يا رجل لقد قلت لك بأني آسف وحقك عليا وأنا ملزم بكل ما أتلفته وإذا بي وكأن شيئا لم يحدث بل أني تنازلت عن حقي في إصلاح السيارة وركبت سيارتي وانصرفت إلا أن اعتذار الرجل لم ينصرف ولم يغادر وجداني فكيف لكلمة أن تفعل هذا الفعل وتجعلني أرضي أن أتنازل عن غضبي وإن كان للكلمة هذا السحر فلماذا كل هذه الغلظة التي تعلو وجوهنا فالكلمة سهلة وبسيطة آسف وحقك عليا.
يا لها من كلمة فالاعتذار من أخلاق الأقوياء بل إنه علامة من علامات الثقة بالنفس فكم من بيوت خربت وكم من قضايا رفعت وكم من عداوات بنيت وكم من صداقات قطعت وكم من علاقات دمرت وما كان لها أن يحدث هذا لو أنها بدأت بكلمة آسف وحقك عليا, إنها مجرد كلمة ولكنها وكأنها السحر تزيل كل ما في القلب من غل ومن حقد ومن تشف ومن غرور, إنها كلمة وما أدراك ما الكلمة فكما قال كاتبنا العبقري عبدالرحمن الشرقاوي في روايته الحسين ثائرا, أتعرف ما معني الكلمة, مفتاح الجنة في كلمة ودخول النار علي كلمة وقضاء الله هو كلمة الكلمة فرقان بين نبي وبغي, فتعالوا نتمسك بالكلمة نتمسك أن نعتذر حين نخطئ وأن نتقبل من المخطئ, اعتذاره تعالوا نتمسك بأخلاق الأقوياء وشيم الكبار في قول وقبول الاعتذار.