كتبت إعلانا علي النت أطلب فيه سكرتيرة للعيادة, وحضرت أكثر من فتاة طلبا للعمل وكان الاختيار في النهاية علي فتاة تجتمع فيها كل المواصفات المطلوبة من علم وأدب ولباقة في الحديث وخبرة في التعامل مع المرضي,وأثناء حديثي معها علمت منها أنها متزوجة حديثا وهنا توقفت…وقلت لها أنا لا أحبذ العمل مع سيدة متزوجة فقالت: إنها في أشد الاحتياج إلي العمل وسألتني عن سبب الرفض فقلت لها السبب هو الرجل المصري ففي أول خلاف مع زوجته لايجد إلا جملة واحدة وهيمن النهاردة مفش شغل وهو غير مبال بالطرف الآخر أو عمله أن يتوقف أو لا وإن كانت الزوجة لاتعمل فتكون الجملة الأخريمفيش مرواح عند أهلك أومفيش مصروف الشهر ده وأنا إللي هامسك المصروف ومفيش ومفيش ومفيش….أي مفيش وخلاص!!وكأن الرجولة هي التحكم وإثبات المقدرة.. وفرد العضلات.
فلا ياعزيزي الرجل أنت بذلك ذكر وليست رجلا وما تفعله هو قمة الضعف.
فالرجولة هي المقدرة علي الإقناع دون المساس بالثوابت أو الحقوق ودون إحراج للزوجة أمام زملائها في العمل أو أمام عائلتها أو حتي أمام أولادها بل إنه ليس من الرجولة إحراج الزوجة أمام نفسها, فالرجولة أن تحتويها لا أن تمحيها ولا أن تقهرها بسبب عملها أو بسبب مصروف بيتها أو عائلتها,فكن رجلا واعلم أن الرجولة هي أن تشعر المرأة معك بالأمان حتي في غيابك عنها فما بالك بما يجب أن تشعر به في وجودك الرجولة أن تشعر بأنك كل الأهل والأحباب بل أنك الدنيا كلها الرجولة ألا تشعر المرأة بأنك مجرد حافظة نقود من الممكن أن تنتزع منها وقت أن تعضبك الرجولة أن تجدك بجانبها كل وقت وحين فلا داعي لأن تأخذك العزة بالإثم وإن كنت تستطيع أن تغير أمرا ما في أمك أو أختك فغيره بعد ذلك في زوجتك.
واعلم أن المرأة هي نصفك الآخر,فكن رجلا واعلم أنها تنتظر حنانك لا أموالك,كن رجلا واعلم إنها تنتظرك سندا لا قيدا,كن رجلا وأعلم تنتظرك عونا لها لا عبئا عليها كن رجلا وأعلم أنها تنتظرك أبا وأخا وزوجا وأحيانا ابنا فلا تخيب ظنها فيك,وأما أنت يا من تطلبين العمل فأنا مازلت عند رأي أنا أسف لرفضي عملك معي, فأنا أرفض أن يتحكم زوجك في عملي لأنك إن لم تحسني صنع طعامه يوما فسوف يطلب منك عدم الذهاب للعمل فأنا أسف ليس لدي عمل لمثلك.
وإن كنت أسأل هل سيأتي اليوم الذي تنصف فيه المرأة ولا أجد سببا لرفض العمل معها وهل سيأتي اليوم الذي يعلم فيه الرجل بأن الله خلق كل شيء من ذكر وأنثي؟! فهي شريكة له في الحياة والعمل ولها ماله من حق الاحترام والتواجد والاعتراف بأنها النصف الآخر الذي لن يكتمل إلا به.
د.كامل حسين كامل
استشاري جراحة الوجه والفكين وأديب وطبيب
[email protected]