– اهتمت بالمسنين وأقامت مشروعات للفقراء
– امتدت خدمتها من أسيوط إلى بلاد كثيرة حول العالم
– ترأست حركة “يوم الصلاة العالمي” خمس سنوات
– نادت بـ “كورسات” الإعداد للزواج من السبعينيات
ولدت ماري فاضل عام 1935 لأسرة مسيحية تقية في صعيد مصر، والدها الدكتور فهيم جرجس كان مدير مستشفى الرمد بأسيوط، ووالدتها السيدة إملي متى بقطر كانت سيدة مصرية مثقفة تجيد العزف على البيانو وتتحدث عدة لغات أجنبية بطلاقة. وكان منزلهم بشارع الخزان يصدح بأعذب الألحان والترانيم الشجية بأصوات أفراد الأسرة فكلهم يقرأون النوتة الموسيقية ويعزفون آلات مختلفة ولهم أصوات عذبة كرسوها لتسبيح الرب وخدمته.
نبغت ماري بدراستها في مدرسة “بي أم أي” بأسيوط وكانت قريبة جدا من الله، وقادت الترنيم بالكنيسة واهتمت بدراسة الكتاب المقدس واجتماعات الصلاة كما انضمت لفرقة الكشافة ومارست الرياضة إلى جانب الغناء وعزف البيانو وإتقان الموسيقى الكلاسيكية.
أكملت ماري دراستها الثانوية بالكلية الأمريكية للبنات بالقاهرة، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية حيث حصلت على درجة البكالوريوس في التربية وعلم النفس عام 1958، ثم درجة الماجستير في نفس الجامعة 1978، وعملت بتدريس ألة البيانو طوال حياتها إلى جوار دراستها الأكاديمية، فأعدت جيلاً من العازفين الموهوبين المصريين والأجانب. وقامت ماري بتدريس علم النفس والفلسفة والمنطق لطلاب القسم الأدبي بمدرسة بورسعيد بالزمالك.
جمعت ماري بين التفوق في دراستها الأكاديمية والتميز في عزف البيانو
ومن خلال خدمتها قادت اجتماعات الشباب بكنيسة الملك الصالح الإنجيلية والتي رسمت فيها كأول شيخة سيدة في تاريخ الكنيسة بالشرق الأوسط. وكان زواجها من المهندس فاضل حنا مرقس عام 1954 حافزاً لها على الاستمرار في خدمتها الروحية. ورزقهم الله بثلاثة أولاد: باهر وفريد ووجيه وكان بيتهم قدوة للحياة المكرسة لخدمة الله. وعلى الرغم من انشغالها بواجباتها الأسرية ورعايتها الابن وجيه – من ذوي الاحتياجات الخاصة – إلا أنها خاضت حقل الخدمة الكنسية والإعداد للأسواق الخيرية الموسمية ورعاية إخوة الرب.
ماري كانت رئيسة رابطة السيدات العامة بالكنيسة من عام 1970 إلى 1976 وخلال حياتها كلها قدمت صورة رائعة للخدمة ولدور المرأة في الكنيسة. فكانت شعلة نشاط ومثال نادر يحتذى به في العطاء بلا حدود دون تذمر أو شكوى.. وكان سلاحها “كلمة الله” ونور حياتها هو الصلاة بلا انقطاع، ولذلك أولت اهتماماً خاصاً لحركة “يوم الصلاة العالمي” وانخرطت في اجتماعاتها ومؤتمراتها الدولية حتى تم انتخابها الرئيسة الدولية للحركة في الفترة من 1978 حتى 1982.. فزارت الكثير من بلاد العالم وتحدثت في المحافل الدولية وألهمت الكثيرات برؤيتها الحكيمة وتقيمها الروحي المبني على الإيمان المسيحي.
أما مشروع حياتها الأهم فقد كان بناء دار رعاية المسنين بمدينة نصر، حيث كان بناؤه واتمامه معجزة إلهية بكل المقاييس.. ولم يكد يقف مشروع بيت المسنين على رجليه شامخاً حتى جاء قرار الهجرة إلى أمريكا حيث لحقت ماري وفاضل وابنهما وجيه بالإبن الأكبر باهر في مدينة توليدو بولاية أوهايو الأمريكية. هناك واصلت ماري الخدمة الروحية بالكنيسة المعمدانية حيث عزفت ألة الأورغن والبيانو وقادت اجتماعات الصلاة ومدارس الأحد لذوي القدرات الخاصة بالإضافة إلى مساعدة المحتاجين من المهاجرين العرب والذين كان لهم مشاكل خاصة تحتاج إلى مشورة من أساتذة علم إجتماع..
في عام 1995 حصلت ماري على درجة الدكتوراه من جامعة توليدو وقامت بالتدريس بنفس الجامعة لعدة سنوات وكان تخصصها “علم اجتماع الأسرة” كما أسست ماري مدرسة لتعليم عزف ألة البيانو بمدينة توليدو وأطلقت عليها اسم ” Rhapsody school of music ”
ومضت سنين حتى منتصف عام 2018 حيث مرضت ماري فاضل مرضها الأخير، وعلى الرغم من آلامها الشديد واضطراب جهازها التنفسي إلا أنها لم تشتكي بل كانت كلماتها “أشكرك يا رب” وكانت تبارك وتصلي لزوارها من الأقارب والأصدقاء، بل كان تحملها للألم وابتسامتها مصدر تشجيع للأطباء وهيئة التمريض من حولها.. وكان مزمورها المفضل: “لأنه تعلق بي أنجيه، أرفعه لأنه عرف اسمي يدعوني فاستجيب له، معه أنا في الضيق، أنقذه وأمجده.. من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي” (مز 91: 14 – 16)
لوحة فنية لماري فاضل يوم زفافها – ريشة الفنان إبنها فريد فاضل
عاشوا معها وقالوا عنها:
• قالت عنها السيدة نجوى ممتاز – أحد أعضاء مركز دار المسنين – أنها كانت موضع ثقة عند الجميع ورمز للأمانة والإخلاص والصدق والاتضاع وانكار الذات.
• وروت السيدة روزيت رفقي – رئيسة رابطة السيدات العامة – أنه خلال رئاسة ماري فاضل للرابطة قدمت صور رائعة للخدمة ولدور المرأة في الكنيسة، وأعلنت عن مجد الله في حياتها وأعمالها وفي خدمتها.. وسارت تزرع الحب وتصنع السلام وتنشر الخير والجمال.
• جاءت ذكريات الطفولة في روايات السيدة جويا سابا حيث تحدثت عن ماري في أسيوط والبيت الذي نشأت فيه، حيث كان والدها الدكتور فهيم علم من أعلام الموسيقى بالكنيسة والمجتمع، وكانت ماري عاشقة للموسيقى وجسدت الفرح الحقيقي هي وأسرتها.. ماري كانت إنسانة محبة وقامت بخدمتها بكل هدوء ومحبة وحاولت اصلاح كل الأمور بسلام.. كانت إرسالية لكل من درستهم – سواء بكلية اللاهوت أو في الكنيسة أو في الحياة من حولها.
• ومن العائلة.. إبنها الدكتور فريد فاضل تكلم عن والدته وكيف كانت تحرص أن المجد يرجع لله في كل ما تعمل.. وكانت واثقة أنه عندما يسمح الله بتجربة في الحياة فهو يعطي نعمة أكثر ومحبة أكثر وقوة أكثر.. ومن كلماتها الشهيرة لنا كأولادها “رتب أولويات حياتك.. الله أولا ثم الأسرة ثم الأصدقاء”
أيضا كانت مبدأها في حياتها: الصلاة وانتظار الرب.. فقد يطول الانتظار لكن وقتها يريد الرب أن يكون الصبر له دور وعمل تام.. أحيانا لا نفهم لماذا يتوانى الرب.. الرب يريد أن يقدسنا أكثر لأن الأيام القادمة أصعب.
وأضاف فريد فاضل: أري أن قلب والدتي كان في المكان الصحيح، أهم شئ عندها كان أنها تسبح وتمجد الرب.. ولغاية أخر لحظة في المستشفى كانت تطلب مجد الرب وفي وسط آلامها كانت لا تتردد أن تصلي مع كل من يدخل عليها..
وأخر كلمة قالتها لي في آخر مكالمة بيننا كانت “أهم شئ أن نصلي من أجل بعض”.. ومن هنا لا استغرب أنها كانت من أجدر الناس لتكون مسئولة عن يوم الصلاة العالمي حيث سافرت جميع أنحاء العالم من أجل تمجيد الرب بالصلاة، وكانت تجمع الشعوب لإقامة مشروعات من أجل الصلاة الدولية للهموم العالمية – من أجل الأماكن المنكوبة وأماكن يندر بها التسامح الديني ومن أجل الفقراء أيضا حيث أقامت مشروع يخدم فيه الفقراء من هم أكثر منهم فقراً فكانوا يدفعوا قروش للتبرع.
كانت أم منصتة لنا كلنا على مستوى البيت وحتى في خدمتها.. وكانت أم مرحة ولم تعرف الوجوم أو النكد وبرغم الصعاب التي مرت بها في حياتها إلا أنها دايما كانت فرحانة وابتسامتها لم تفارق وجهها أبداً.
ماري فهيم وفاضل حنا مع أبنائهم باهر وفريد ووجيه
• صرحت أيضا ليلي فريد فاضل – حفيدة ماري فاضل – قائلة: أفتخر بجدتي وهي قدوة لنا جميعاً.. برغم من صعاب كثيرة في حياتها لكنها جاهدت وتحدت كل شئ.. دايما كانت إيجابية لأنها كانت شاخصة على الله فكان محور حياتها واهتماماتها.. وهذا ما ميزها وجعلها إمرأة عظيمة..
كانت جدة طيبة.. موجودة حولنا ومن أجلنا.. وكانت دايما تتصل بنا وتدعمنا بالصلاة وتقوينا في حياتنا.. لم تخلو حياتنا من نصيحتها أن نتمسك بربنا لكي يكون أهم حد في حياتنا.. كانت الصخرة وكنا نعلم أننا بخير لأنها كانت تصلي من أجلنا..
ماري فاضل وسط أبنائها وأحفادها
• من كنيسة الملك الصالح التي خدمت بها ماري فاضل، تكلم القس هاني ظريف: عاشت ماري حياة غنية بالمحبة وثرية بالخدمة وبكل تأكيد إنعكست هذه الحياة على كل من كان يتعامل معها فتركت أروع البصمات. نجحت وأثمرت على المستوى الأكاديمي والعملي، لم تنجح فقط بأسيوط لكنها نجحت أيضا بالقاهرة ولم تنجح في مصر فقط لكنها نجحت عالمياً ودولياً ولاسيما في فترة حياتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
القس هاني ظريف
• وسجل التاريخ نقاط هامة في خدمة ماري فاضل، من خلال أرشيف عناوين في النشرة الدورية الخاصة بالسنودس، على لسان القس إيميل ذكي ، منها:
عام 1970: اختيرت السيدة ماري فاضل رئيساً للرابطة.. فوضعت أولويات وهي المؤتمر، المجلة، النشاط العام في الكنيسة وليس للسيدات فقط.
وفي نفس العام: اقتراح بزيارة المستشفيات والملاجئ والحزانى والمرضى.. قوافل للبلاد المجاورة باسم الرابطة.. الاهتمام بالكرازة أولاً في البيت حتى تنشئ الأسرة أولاً أطفال في الإيمان.. قرار تطوع عدد من السيدات مرة أسبوعياً لتعليم الأميات.
وفي مايو 1971 امتدت فصول محو الأمية في ثلاث كنائس الأرثوذكسية والرسولية والإنجيلية..
في يوليو 1971 البحث عن عمل سوق خيري محلي في بعض الكنائس.. الرابطة تعمل مشروع مشغل حياكة وتطريز وأشغال التريكو لتدريب السيدات اللاتي يرغبن في الحصول على مهنة.
في ديسمبر 1972 منهج للأسرة لأن الأسرة هي التي تذهب بالطفل إلى الكنيسة.. تدعيم للأسرة المسيحية بعمل دورة تدريبية للمخطوبين وللمتزوجين حديثاً..
في 1973 أيضا، بيت المسنين، نظراً للحاجة الملحة لبيوت المسنين بسبب هجرة الكثيرين فقد قررت الرابطة أن تقيم بيت للمسنين.. وفي سنة 1973 جمع التبرعات للمجهود الحربي..
ماري تشترك في العمل العام في المنيا
القس إيميل ذكي
• وروى الدكتور ماجد موسى – أول مدير مقيم بالمركز منذ افتتاحه عام 1990 – قائلاً: كنت أسكن في العمارة المقابلة لمسكنها.. وكنت أرى اهتمامها بإبنها ذو الاحتياجات الخاصة، وكنت اتعجب من أسلوبها وحرصها على إسعاده، فكانت أحسن مثل تقدمه سيدة وأم للمجتمع.
أحسن شهادتين قدمتهم الدكتورة ماري فاضل، شهادة معاملة طفل له احتياجات خاصة وشهادة تغيير مفهوم خدمة المسنين في المجتمع المصري.. والحقيقة كل هذا في منتهى العظمة لأنها قدمت شهادة بعملها وشهادة بحياتها وشهادة باخلاصها بخدمتها بالكنيسة وخارج الكنيسة..
أول مقابلة معها بعد عدة شهور من استلامي لعمل بدار المسنين صارحتها إني متخوف من قلة خبرتي في مجال خدمة المسنين، فردت ماري فاضل “أنت تصلي وأنا هاصلي لك” ووقتها لم أدرك معنى وقوة الصلاة لكن مع مرور الوقت فهمت معنى أن الواحد يصلي.. فهي كانت دائما تدفعني نحو الصلاة وأننا مادمنا نصلي ونضع إيدينا على المحراث يجب أن الله يكون معنا في كل عملنا..
الدكتور ماجد موسى
• صديقة العمر ورفيقة الكفاح، مدام نوال نصيف روت لنا ذكريات: ماري فاضل زميلتي في الحياة، عشنا من مرحلة الابتدائية بالمدرسة حتى أكملنا مشروع بيت المسنين.. بدأنا حياتنا في مدرسة البي أم أي من الابتدائية كانت طفلة مجتهدة في دراستها وطاقة مشعة في حياتها الروحية.. كانت مؤثرة على الجميع وكان لديها مقدرة أن تجمعنا وتقنعنا أن نجلس معها للصلاة.. أتممنا دراستنا بالمدرسة وكل واحد سلك في حياته وهي ذهبت للقاهرة والتحقت بكلية الأمريكان هناك والتحقت بالجامعة الأمريكية وأتمت دراستها الجامعية.. وتشاء عناية الله أن نجتمع ثانية في كنيسة الملك الصالح كأعضاء للكنيسة بعد أن تزوجت أنا وأنتقلت للقاهرة. وكانت فرحة لنا أن نجتمع ثانية في مرحلة جديدة من عمرنا.
السيدة نوال نصيف – رفيقة الكفاح
خدمتها امتدت وبوركت سيرتها واختاروها رئيسة لرابطة سيدات الكنيسة الإنجيلية وكانت أول رئيسة للرابطة شابة.. ووقتها عرضت ماري فكرة إقامة دار مسنين على أعضاء الرابطة فشجعوها.. وبدأ جمع الأموال كمنحة لهذا المكان، وبدأنا في تنظيم حلقات للصلاة مستمرة لأجل المشروع حتى يرعاه الرب من كل الجهات خاصة من الناحية المادية لأننا كنا لا نريد أن نرهق الكنيسة العامة بمصاريف هذا المشروع. وتحققت المعجزات وزادت التبرعات واستجاب الشعب.
كونت ماري لجنة من متخصصين لديها رؤية للمكان ولشراء الأرض المناسبة للمشروع وبعد مجهود اخترنا هذا المكان الجميل.. ثم لجأنا لكبار المهندسين بالدولة الدكتور يوسف شفيق رئيس قسم عمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة والدكتور ميشيل باخوم رئيس قسم مدني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وقاما بالتصميم والرسم والتنفيذ على أكمل وجه.
أقامت ماري حفل موسيقي لكي تعرض للمتبرعين خطوات المشروع التي تمت حتى الأن، وكان الحضور عظيم ومن ضمنهم سيدة فاضلة اسمها عطيات وصلتنا بكونتيسا من بلجيكا – ليدي ميتشلهام، ترأس مؤسسة خيرية لتقول لها أنها قادمة إلى مصر ومحتاجة أن ترى مشاريع تقوم بها سيدات من الكنيسة، ونسقت معها لزيارة المكان.. وبالفعل حضرت الكونتيسا إلى مصر وشاهدت المشروع وكنا وقتها وصلنا لبناء الدور الثاني، وبعد سفرها أرسلت لنا تبرعات.
استمر عمل الرب في تدعيم المكان وجلب احتياجاتنا المادية، وماري كانت مثال حقيقي لنا حيث كانت تسعى في العمل وتصلي بلجاجة فكان الرب معنا..
كمل البيت وفرحت ماري بالحلم الذي تحقق، والرب أرسل الفعلة وأرسل فريق تمريض كامل والعمالة والموظفين. واضطرت ماري للسفر للخارج لكنها كانت معنا بالصلاة وبالاتصال وكانت بتفرح بأخبار البيت.. وسنبقى مستمرين ببركة صلوات ماري وكما كانت تقول “هذا بيت بناه الله..”وكلنا لمسنا هذا أيضا.
مراحل بناء دار المسنين في الثمانينات
• رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور القس أندريا زكي قال أن ماري كانت نموذج للمرأة المصرية وأول شيخة في تاريخ الكنيسة الإنجيلية.
وأكد القس أندريا زكي، أن جزء من الخلود هو أن يبقى الشخص في ذاكرة الناس.. وماري فاضل تبقى في ذاكرة الناس لأن لها خدمة متميزة.. وكما قال اللاهوتي “واتشمان ني”: نحن نتذوق العصر الآتي في عصرنا الحاضر”.. ولذلك ماري في حياتها وفي موتها تذكرنا إذا أردنا أن نصنع شيئاً علينا أن نبقى في ذاكرة الناس.. يجب أن يكون لنا بصمة في الحياة..
الدكتور القس أندريا زكي
الإبن الحبيب فريد مع والدته .. فخر كل سيدة مصرية
ماري فاضل.. ستبقى في ذاكرة كل من عرفوها
ومن أرشيف وطني أيضا نتذكر احتفال اليوبيل الفضي لدار المسنين ونشارك معكم كلام السيدة ماري فاضل نفسها عن رحلة الكفاح: