قبل ساعات لاحظ مستخدمو محرك البحث جوجل تغييره لشكل اللوجو خاصته، ليضع بدلًا عنه صورة لسفينة خوفو، احتفالا بذكرى اكتشافها الـ65 ، وكما عهدنا فإن جوجل يحتفي دومًا بالأحداث والشخصيات البارزة التي شكلت تغييرًا في الحياة الإنسانية وأثرت فيها، وهذا بعينه ما استدعى أن نلقي النظر ونسلط الضوء على سفينة خوفو، عن قرب لمعرفة تاريخها واسباب اهتمام جوجل بذكراها.
سفينة خوفو :
تم اكتشاف السفينة عام 1954 على يد عالم الآثار كمال الملاخ، فعند قاعدة هرم خوفو الجنوبية كانت هناك فتحتان مسقوفتان، عُثر في إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت مصنوعة من خشب الأرز، وبلغ عدد قطع السفينة 1224 قطعة ليس منقوصًا منها شئ ،ومن ضمن اجزائها خمسة أزواج من المجاديف وعدد أثنين زعانف تجديف ومقصورة وسقالة للوقوف على الشاطئ.
وعليه فقد تم إعادة تركيب السفينة كم جديد ليبلغ طولها قرابة ال 42 متراً، وسميت بمركب الشمس أو سفينة خوفو نسبة إلى السفن الجنائزية التي كانت تذهب لتستعيد الحياة من الأماكن المقدسة، وهي معروضة في متحف مركب الشمس بجانب الهرم الأكبر ومتاح للزوار مشاهدتها.
يذكر أنه قد عُِثر في محيط الهرم الأكبر على 7 حفرات، بعضٍا منها يحتوي على مراكب ،خمسة منهم تتبع لهرم خوفو، والاثنان الباقيتان تتبعان لأهرام الملكات، وبخصوص حفرتي مراكب الشمس التابعة لهرم خوفو فقد كانتا بحالة جيدة .
كمال الملاخ مكتشف سفينة خوفو :
وكمال الملاخ كاتب وصحفي وعالم آثار ومؤسس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما فى العام 1973، وفي هذا التقرير نستعرض السيرة الذاتية للقبطي المصري كمال الملاخ.
كمال وليم يونان الملاخ الشهير بكمال الملاخ “1918 ــ 1987″، التحق بكلية الفنون الجميلة قسم عمارة وتخرج منها في 1934، ثم التحق بكلية الضباط الاحتياط، ودرس الآثار في معهد الآثار، وحصل خلال دراسته على درجة الماجستير في الآثار المصرية القديمة على يد عالم الآثار الفرنسي أيتين دريتون.
التحق كمال الملاخ بجريدة الأخبار وتولى رئاسة القسم الفني، وفي عام 1957 اصطحبه الأستاذ محمد حسنين هيكل معه إلى جريدة الأهرام، بعدما قدم استقالته من وزارة الآثار وجريدة أخبار اليوم.
ومن أهم محطات حياته عندما أعلن عن اكتشاف أحد مراكب الشمس وإخراجها إلى النور بعد أن ظلت في باطن الأرض 5000 سنة، وكان ذلك في 26 مايو 1954، التي تعود للملك خوفو، وبعدها عرف الملاخ داخليا وخارجيا، حيث أحدث هذا الاكتشاف ضجة كبيرة، وتناولته الصحف الغربية ونشرت صورة الملاخ على أغلفة أشهر الصحف الأجنبية، كما أهداه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وساما رفيعا.
وقام كمال الملاخ بتأليف العديد من الكتب منها حكايات صيف، وصالون من ورق، وأغاخان، وخمسون سنة من الفن، إلى جانب ترجمته إلى الإنجليزية كتاب “قاهر الظلام عن حياة الأديب طه حسين”، والذي ترجم إلى الفرنسية والصينية وتحول إلى فيلم سينمائي، ونال جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات عام 1972، وجائزة الدولة التقديرية بعد ذلك.