تحتفل جوجل اليوم بذكرى ميلاد هند رستم السابع والثمانون أيقونة الإثارة في السينما المصرية غير المصطنعة, والتي قال عنها يوسف شاهين لإحدى الممثلات اللاتي أردن التمثل بها ” لن تستطيعوا لأنكم مصطنعون ”
هند رستم لم تكن رمزا من رموز الجمال فحسب بل كانت مجتهدة وموهوبة بالفطرة لتخرج موهبتها من دائرة الجمال والإثارة لدائرة تمثيل الأدوار المركبة والصعبة كما في فيلم “شفيقة القبطية” والأدوار الكوميدية كما في فيلم “ابن حميدو” بل واشتركت في أدوار ثانوية في أفلام مثل “إشاعة حب” لتحتل بدورها الذي لم يتعد بضع دقائق صفوف أبطال الفيلم . انتقلت بسلاسة في شكلها لتمثل دور الشابة اليافعة والمرأة القوية وأحيانا الضعيفة بل والمسنة في عز شبابها.
حسب موقع ويكيبديا ولدت هند رستم في حي محرم بك بالإسكندرية شمال مصر وكان والدها ضابط في الشرطة، وعائلتها من أصول شركسية، قدمت طوال مشوارها الفنى أكثر من 74 فيلماً سينمائياً, درست هند بمدرسة (سان فانسان دي بول)، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1946، حيث ساقتها الصدفة إلى مكتب شركة الأفلام المتحدة كي تعمل في دور صغير مع يحيى شاهين في فيلم (أزهار وأشواك)، وقامت بعدها بعدة أدوار صغيرة فظهرت عام 1949 في أغنية «اتمخطرى يا خيل» لمدة دقيقتين كـ«كومبارس» تركب حصانًا خلف ليلى مراد في فيلم “غزل البنات”، ثم توالت بعد ذلك الأدوار الصغيرة حتى التقت بالمخرج حسن رضا الذي تزوجها لاحقا، وبدأت رحلة النجومية في السينما، ولقد اشتهرت بأدوار الإغراء في السينما المصرية في خمسينيات القرن العشرين، وعرفت بألقاب عدة منها «ملكة الإغراء» و«مارلين مونرو الشرق» لشبهها الظاهر بالممثلة مارلين مونرو بشعرها الأشقر المعروف إلا أنها لم يرق لها هذا اللقب والذى اطلقه عليها الاعلامى مفيد فوزى وكانت ترى ان جمالها ليس المهم فى التمثيل ولا يمكن الاعتماد عليه وكانت تفضل لقب “ريتا هيوارث مصر”.
عملت مع الكثير من المخرجين الكبار بخلاف حسن اﻹمام ومنهم عاطف سالم وفطين عبدالوهاب وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وحسام الدين مصطفى ومحمود ذو الفقار وأحمد بدرخان .
وعن حياتها الخاصة فتزوجت من حسن رضا وتزوجت أيضا بالطبيب المعروف محمد فياض ولها بنت واحدة هى بسنت حسن رضا والتي صرحت في إحدى لقاءاتها مع لميس الحديدي أنه بعد وفاة والدها حسن رضا دخلت هند رستم في حالة اكتئاب، وحسب كتاب ذكرياتي ل هند رستم قالت عن والدها: “أحببت الوفد وعشقت زعماءه خاصة مصطفى النحاس باشا، وفؤاد باشا سراج الدين”.. متأثرة بوالدها بسبب تعصبه لحزب الوفد، كما أن والدها علمها ركوب الخيل وحب الكلاب وكانت علاقتها به علاقة طيبة رغم انفصاله عن والدتها وهي طفلة.
وقال عنها الصحفي أيمن الحكيم الذي كان من القلة المحظوظة التي عرفت هند رستم عن قرب، وسمع آراءها الجريئة في الفن والحياة والسياسة، وسجل ذكرياتها الممتعة والمدهشة بأمانة أنها استاءت من إطلاق لقب “نجمة القرن” على الفنانة فاتن حمامة، موضحًا: “هند كان تمتلك كبرياءً عظيمًا، وكانت ترى نفسها أنها قدمت ما يجعلها في الصفوف الأولى”.
واستطرد: “كانت تحترم فاتن حمامة ومعندهاش مشاكل معاها، لكن لقب (نجمة القرن) كانت تراه ثقيلا واعترضت عليه، وأخبرتني أنها إذا كانت بصحتها لهاجرت من مصر”.
وحصلت الفنانة هند رستم على العديد من الجوائز والأوسمة، منها الآتي:
شهادة تقدير عن فيلم “نساء فى حياتى” من مهرجان فينيسيا 1957، جائزة النقاد عن فيلم “الجبان والحب”، تم تكريمها من قبل جمعية العالم العربي بباريس، كما تم تكريمها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 1993 م، تقديرا لأعمالها المتميزة في السينما .
وقدمت آخر أعمالها في عام 1979 خلال فيلم «حياتي عذاب» حيث قررت بعده اعتزال الفن نهائيا بسبب موقف من إحدى الزميلات وانتظرت هند رستم لمدة ساعتين في البلاتوه لكي تأتي وقالوا لها سننتظر ساعة أخرى لكي تعمل هذه الفنانة مكياج ولكنها قررت الرحيل عن البلاتوه وقالت لن أهين تاريخي، وحاول الكثيرون إقناعها بالعدول عن القرار إلا أنها رفضت نهائيا كان لديها من العزة بالنفس وبتاريخها القيم الذي تعاملت فيه مع جيل منضبط جدا الدوافع الكافية لعدم العدول عن القرار ، ومع تطور المجتمع صرحت في أواخر أيامها أنه يستوقفها الشباب والشابات وطريقة لبسهم غير الأنيقة طلتهم السريعة والتي تعتمد غالبيتها على الجينز تجعلها تشعر وسطهم بأنها أميرة في زمن البشاوات، لحفاظها على إطلالتها الأنيقة من الشباب إلى الكبر، فكانت رستم بحق ممثلة بارعة وأيقونة فى الجمال والموضة كانت كثيرا ما ترتدى الفساتين الضيقة الطويلة عند الركبة والتى كانت تظهرها بشكل انثوى يليق معها كما اعتمدت على الاكسسوارات كثيرا وتنوعت ما بين ارتداء المعدن والنحاس والورود احيانا أما شعرها الذهبى فكان يتراقص فى خفة ليطل منسدلا او غجريا غير منظم واحيانا ترفعه لاعلى لتظهر بمظهر المرأة الناضجة . توفيت هند رستم في 8 أغسطس 2011 عن عمر يناهز 82 عامًا إثر أزمة قلبية حادة.