” حقك عليا يا باشا بس فيه نصيبة حصلت وسعاتك لازم تيجي حالا ” .
اعتدت هذه الجملة منبها منذ تم نقلي الى هنا تلبية لرغبتي ، فيقظت كما العشاق علي صوت ” الصول عبد المنتقم ” الذى وكأنه عمل بالشرطة كل تلك الفترة السابقة لعهدي انتظارا لي ليس اكثر .
لم تكن اول جريمة قتل اتولى التحقيق فيها ولكنها حقا مختلفة … اذ بكل شئ نظيف من اى ادلة جنائية ، فالمنزل لم يكسر له قفل ولا زجاج وجفاف الارضية يثبت ان القتيل لم يترك بابه مفتوح في يوم يمطر راعدا ، العلها انتحارا !! ولكن هذا الجواب دليل قاطع علي انها جريمة قتل وليست انتحارا … فهل هو اخر شئ قام به القتيل لكي لا تلوث سمعته انه مات كافرا ؟! ولكن كيف لاحد ان يصف نفسه بكل هذه الشنائع ! حينها لم يبق لي سوي الجواب لاتفرسه وكانه مكتوب لي.
” سيدي المفتش …
كتبت اليك خشية مواجهتك لانك لن تصدق ان ما تراه عيناك الان ما هو إلا العدل .
جنائيا ترتكز جريمة القتل علي ثلاث الجثه وسلاح الجريمة والقاتل ، ولكنكم مخطئين فمتي سجنتم احدا لان بحماقته قتل فينا ما لا يمكن لسلاح اخر قتله … فاذا فعلتم ما كنت ستقف اليوم هنا امام هذه الجثه لانها كانت ستودع السجن منذ عشرون عاما .
عدلا فعلت هذا ، اخبرني سيدي عن مشاعرك تجاه عشيق امك الذي اهدر ما بقي لك من كرامة بعد وفاة والدك …. اجل يا سيدي ان كل هذا الفجع الظاهر في عينيك هو وقود قطاري الذي اعلن لحظة رايتهما معا علي سرير ابي انطلاقه الى وجهته الحالية عندك وكان الحياة غمرت ذلك الطفل ذو العقد بوحل الخزي والعار وها قد تطهرت منهما اخيرا بدمه .
لا تكمن اسبابي فقط في تلك الخيانة ولكن لان الماثل امامك عاش معنا في منزل ابي ما يزيد عن عامان بلا زواج منها ، هذا ما اعترفت به عشيقته وهي تلفظ انفاسها الاخيرة عذرا فلا اقوى علي نعتها بامي بعد ما حدث .
الان فقط استطيع ان اقبل العزاء في اختي الغالية التى ماتت متاثرة بنزيف حاد اثر هتك عرضها من هذا الذئب ، هي فقط من كانت تواسيني وتشاطرني خيبتي ودنيتي فكانت لي الدنيا في مدينة جديدة نزحنا اليها بحسب ما رددت امي انه هنا نستطيع ان نبدا حياتنا من جديد دون حزن وبلا سلطان للذاكرة السوداء علينا غير دارية اننا عالمين باستحالة ابقاءه في بلدة ابي دون زواج فها هم امام هذه البلدة زوجان انجبوا طفل ينكر ابوته وطفلة تكبره بعامان دوما تعتذر بما يتلفظ به اخيها مدعية انه يقول ذلك سخطا لان والدهم رفض ان ياتيه بما يشاء .
ارجوك سيدي الا تقيد هذه الجريمة ضد مجهول ذلك لانك لن تستطيع ان تقدمني للمحاكمة بل ان تقيدها ضد تلك الهامدة الميته من سنين لانه ” من اعمالكم سلط عليكم ” هي التي لطالما تركته يؤذيني ويؤذي حياتي فما استطاعت يوما ان ترد عني صفعاته لاختى التى كانت تتلقاها نيابة عني وانا احتمي فيها لكن حين ماتت مات معها كل شئ فما كان شئ او شخص يستطيع ان يصد عنه غضبي .
فالان يا سيدي وبعدما علمت بضع ما بيني وبين هذا الرجل فباسم العدل الذي تبغي تحقيقه ارجوك ان تغلق هذه القضية قصاصا لابي واختي وعشيقته .
امضاء :
ن . ”
لم ادري ما علي فعله بعد كل هذا ، فما وجدتني إلا تبريئا لي اضع هذا الجواب في مكانه السابق كما وضعته ليلة امس .