فاجأنى سؤال امك ” امامكَ ابنتاىَّ تزوج احداهن ، مَن اردت ” فوجَدتَني انظرُ اليكِ بخليطٍ من الشغف والحنين والشوق مُلَطَخين بنار اذاكي الذي يسكنني منذ عرفتكِ .
فيقظتُ بسلامٍ علي غيرُ عادتي بعقلٍ يصارعُ لحفظَ وجهُكِ في تلك الرؤيا ، ارتديتُ بَذلتي لحضور خِطبَة احدي صديقاتنا . مُنزعجاً و مضطرباً لتاخرى كنتُ منتظراً قطاري ليقلني للحفل واذ بالحفل يبدأ داخلى عند وطئ قدمك على مدخل محطة القطار ، حينها بدأ اضطرابي الحقيقي وفزعاً حولتُ وجهي عنكما كما يحول الناظر شمساً عينيه لابهارهما من وقع نوركِ وجمالَ امكِ ووجعي .
حاورتُ عقلي سائلاً هل اُسَلِم عليكما !! ام استمرُ في مَسرحيتي مكابراً كالعادة كافراً بوجود شمسٍ في المجرة . ولأول مرة طاوعني عقلي ان انسي مسرحيتي ذاهباً اليكما بما بقي لي من ابتسامةٍ واتزانٍ وكل ما لى من شوقٍ وعتبٍ وما اسميتيه يوما بحبٍ.
صافحتُ امكِ باسماً لِعلم الله بشوقي لها ، وجمعت ما بقي لي من قوى و حَدَّقتُ في قرصِ وجهكِ الضاحك كعادته باثاً نورهُ وطمأنينتهُ لعالمى وقلبي ومددت يدي لترتاح في راحتك ومَضيتُ . كفرح من تخلص من دليل جريمته اطمأنيت وكأن قلبي قد عُتِقَ من حُزنه واعلن انتهاءَ حدادهُ الكائنُ منذ اكثر من عام . وظلت عيناكما معلقتان بي بتعجب يعلو وجه امك وبسمتكِ تُعلنَ هُدنة صراعي الداخلى طاويةً يَدَكِ وكأنكِ تُبقيني ولا تدرينَ انكِ تحكمي اغلاق قبرُكِ علي جثة طفلٍ صغيرٍ قُتِلَ العام الماضي . عجباً دُفِنَ طفل حبك قبل ثلاث ايام من ذكري مولده !!