قيامة المسيح هي أسمى تعبير للبشر عن محبة الله الأبدية، وهي أعظم مصدر للرجاء لهذا العالم المملوء بالاضطراب والخوف وخيبة الأمل.. فإن كانأعظم ما في المسيحية هو الإيمان والرجاء والمحبة، فالقيامة هي الرجاء. والمسيح
المقام أعطانا المثال الحي لما يعنيه هذا الرجاء عمليًا.. فبعد قيامتهكان كل حديثه عن الحب والمغفرة والمصالحة، ولم ينطق بكلمة واحدة تشير إلىرغبته في الانتقام ممن قاوموه وطعنوه وقتلوه. وكالعادة، يتجدد في مثل هذا الموسم الجدل حول الشهادة التاريخية للرسل الذين عايشوا الحدث، وشهدوا للعالم عن حقيقة موت وقيامة المسيح.
والغريب أن هذا الجدل في مجمله لا يعطي اهتمامًا كبيرًا لحقيقة هامة أخرى، وهي أن أولئك الذين شهدوا لحقيقة القيامة في فجر المسيحية قد ماتوا جميعًا من أجل إيمانهم بالرب المُقام.. تُرى أي منطق أقنعهم بأن يضحوا بحياتهم بشجاعة وثبات من أجل ما يدعي البعض أنه كان خدعة أو وهمًا؟ يقول »تشارلز كولسن«، المفكر المسيحي الذي رحل عن عالمنا منذ بضعة أعوام: ”بينما يمكن أن يموت البعض من أجل كذبة يعتقدون أنها حقيقة، لا يجرؤ أحد على الإطلاق أن يموت من أجل اعتقاد يعرف أنه كذبة!“
أعرف كأب أن مسؤولية الأسرة عن التربية ترتبط في الواقع العمليبمتطلبات واحتياجات الحياة اليومية الملحة.. فما بين تحديات توجيه سلوكالأبناء، والمحاولات المستمرة لتشجيعهم على استذكار دروسهم.. بالإضافة إلىضغوط العمل خارج المنزل، ومسؤوليات شؤون البيت في الداخل من إعدادالطعام، وغسل الملابس، والدواء الذي لابد أن يؤخذ في الميعاد، ومثل هذهالمهام والأنشطة اليومية التي لا تنتهي في كل بيت؛ يزدحم جدول الحياة بمايشغلنا عن المعاني العميقة للرجاء المسيحي الذي تعطيه لنا حقيقة القيامة، وشهادتنا الشخصية عنها! التحدي هو كيف نأخذ أولادنا إلى حواريستكشفون من خلاله أن العيد ليس مجرد يوم خاص تميزه الملابس الجديدةووفرة الطعام، بل هو وقفة لنعايش فيه من جديد ما تعنيه القيامة بالنسبة لنا،وكيف يمكننا أن نتبع مثال المسيح الحي المقام، ونخبر بموته وقيامته كما فعل رسله وكل المؤمنين به عبر التاريخ؟
ويبقى السؤال هل يمكن أن تجد الأسرة أملاً في المستقبل من مجرد إنجازالمتطلبات الحياتية، سواء من الآباء أو الأبناء؟ وماذا عن تطبيق ما قاله بولسالرسول في (١ كورنثوس ١٥: ١٩): “إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء فيالمسيح، فإننا أشقى جميع الناس”؟ أحيانًا ترتبط بعض النصوص الكتابيةبمناسبات معينة، بينما فهمها في سياق ما قيلت فيه يُعطينا تطبيقًا عمليًاأعمق جدًا لها. وأحد الأمثلة على ذلك هو هذه الآية السابقة