أكد الدكتور محمود رشدي سالم مدرس الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة أن محور قناة السويس الذي يمثل نقطة التقاء هامة على طريق الحرير البحري سيرفع حجم التجارة بين مصر والصين من 12 مليار دولار عام 2016 إلى 15 مليار دولار مع انتهاء مشروع طريق الحرير والعمل به مما سينعش الإقتصاد المصري وذلك في محاضرته تحت عنوان “الآثار والحضارة الإسلامية بوادي فرغانة على مدن طريق الحرير”.
جاء ذلك ضمن فعاليات ندوة ” الآثار والحضارة الإسلامية فى مدن طريق الحرير وعلاقتها بمصر” الثلاثاء 20 فبراير، والتي نظمتها لجنة الآثار ومقررتها الدكتورة علا العجيزى بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة والذي شهد فعالياتها سيادة السفير أيبك عثمانوف سفير دولة أوزبكستان بالقاهرة والسيد بختيار المستشار الثقافى لجمهورية أوزبكستان.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة بأن المحاضرة أشارت إلى شبكة طرق برية وبحرية تربط محطات طريق الحرير قديمًا بطول 12 ألف كيلومتر ربطت آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لمئات السنين بروابط تجارية وثقافية ودينية وفلسفية تم من خلالها تبادل السلع والمنتجات كالحرير والعطور والبخور والتوابل وغيرها، وكذلك تبادل الثقافات والعلوم كما لعبت دورًا في تلاقي الثقافات والشعوب وتيسير المبادلات بينها حيث اضطر التجار إلى تعلم لغات وتقاليد البلدان التي سافروا عبرها وساهم التجار المسلمون الذين سلكوا المسالك المختلفة لطريق الحرير في التعريف بالإسلام ونشره
وأضاف الدكتور “ريحان” أن المحاضرة تعرضت لمشروع مبادرة “الحزام والطريق للتعاون الدولى” التي تتضمن إعادة إحياء طريق الحرير التاريخى القديم عبر طريق الحرير الجديد الذي يربط 67 دولة من آسيا إلى أفريقيا ومنها إلى أوروبا والذى أطلقها الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2013 ووافقت أكثر من 50 دولة حتى الآن على المشروع وعلى رأسهم مصر.
ويشير الدكتور “ريحان” إلى أن المحاضرة تعرضت إلى أهمية وادي فرغانة على طريق الحرير الشمالي الذي يربط شرق آسيا وحوض تاريم وتركستان الغربية وتركستان الشرقية في الصين شرقًا وبلاد ما بين النهرين والعديد من الأقاليم العربية والإسلامية غربًا كحلقة اتصال بين أكبر قوة إقتصادية وثقافية في العالم شرقًا وهي الصين وبين الأقاليم العربية والإسلامية ومنها إلى أوروبا غربًا وهى أهم مقاطعة في جمهورية أوزبكستان بمساحة 21 الف كم2 وتضم الكثير من الثروات المعدنية وقد قسمت فرغانة في الوقت الحالي بين حدود ثلاث جمهوريات ( أوزبكستان – كازاخستان–طاجكستان) وتضم 13 مدينة موزعة بين الدول الثلاثة
وتابع بأن دخول الإسلام إلى منطقة وادي فرغانة منذ عام 86 – 96 هـ وفر لها الأمان والاستقرار وزاد من انتعاش طريق الحرير في جميع المجالات وبنيت بها المساجد مثل المسجد الجامع بمدينة خوقند من عهد عمر خان عام (1233هـ / 1818م) ومدرسة مير نربوته بيه بأمر من الخان الخوقندي نربوته بيه فى عام (1214هـ / 1799م) وقصر خديار خان الذى يعد من أهم وأضخم قصور آسيا الوسطى القليلة خلال القرن 13هـ / 19م وقد أنشئ بأمر من حاكم مدينة خوقند الأمير خدايار خان في الفترة من 1280 – 1287 هـ /1863 – 1870م.