هناك أرقام ترمز إلي الكمال, مثل: 3, 7, 10, ولكن رقم 3 من بينها يرمز إلي كمال الكيان, أو كمال الوجود.
الرقم 3 يرمز إلي الكيان:
كثير من الكيانات يحددها الرقم 3, لا يكون لها وجود دونه, وسنذكر أمثلة:
1- الزمان يحدد كيانه ثلاثة, فكيان الزمان هو من ثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل.
2- والضمائر كيانها في ثلاثة: المتكلم والمخاطب والغائب, أي أنا وأنت وهو, وفي الجمع نحن وأنتم وهم.
3- ومن الناحية العددية كيان الأشخاص في ثلاثة: مفرد ومثني وجمع, سواء في الضمائر أو الأشخاص.
4- وكيان الأسرة هو أيضا من ثلاثة: الأب والأم والأبناء.
5- الأحجام أيضا تتكون من ثلاثة: الطول والعرض والارتفاع أو العمق, ودون هذه الثلاثة لا يمكن أن نحصل علي أي حجم.
6- كذلك أي شكل لا يمكن تحديده إلا بثلاثة خطوط: فالخط الواحد لا يكون شكلا, ولا الخطان يكونانه.
7- كذلك أي فعل أو حدث.. لابد لكيانه من ثلاثة: فعل وفاعل ومفعول به أو مفعول فيه.
8- الوضع نفسه في كل مقارنة يحكم كيانها أيضا الرقم ثلاثة: إما مثله وإما أفضل وإما أسوأ, وهكذا في كل منافسة أو مباراة: إما غالب وإما مغلوب وإما متعادل. الرقم 3 نفسه هو هو.
9- أنواع الكائنات تحكم الثلاثة كيانها: فهي إما حيوان أو نبات أو جماد, والحيوان ثلاثة: ما يطير في السماء وما يدب علي الأرض وما يعيش في البحر أو تحت الأرض.
10- والمواد أيضا يحكم كيانها ثلاثة: فهي إما صلبة أو سائلة أو غازية.
11- والإنسان يحكم كيانه ثلاثة: فهو يتكون من جسد ونفس وروح (1تس5:23).
12- والجنس يحكم كيانه ثلاثه: إما ذكر وإما أنثي وإما نوع لا هو بالذكر ولا الأنثي ولا عمل للجنس فيه.. كطبيعة الملائكة.
الكيان الثلاثي نجده أيضا في المجال الديني.
في المجال الديني:
13- الله تبارك اسمه: الآب والابن والروح القدس, وهؤلاء الثلاثة هم واحد (يو5:7), الذات الإلهية, وعقل الله الناطق, وروح الله القدوس, ونجد تطبيق هذا في الثلاثة تقديسات, كما في تسبحة السارافيم (إش6).
وفي أمور دينية كثيرة نجد الرقم ثلاثة كائنا يحكم كيانات:
14- ففي المسحة المقدسة: نجدها بالنسبة إلي ثلاثة من البشر: يمسح بها الملك والكاهن والنبي.
الملك مثل شاول (1صم10), وداود (1صم61), والكاهن مثل هارون (مز132:2), والنبي مثل إليشع (1مل19:16), وقد مسح بها السيد المسيح (إش61:1), إذ في كيانه اجتمعت الثلاث رسالات.
15- ونجد أيضا الكيان الثلاثي في تقدمة المجوس ذهبا ولبانا ومرا (مت2:11), وكانت هذه التقدمة الثلاثية تمثل كيان عمل المسيح: ملكه بالذهب, كهنوته باللبان, آلامه الفدائية بالمر.
16- والشريعة التي تركها الله للناس, كيانها في ثلاث:
الشريعة الأدبية, وهي التمييز الطبيعي الداخلي بين الخير والشر, وتكمن في الضمير الصالح. والشريعة المكتوبة وهي الكتاب المقدس, والشريعة التي تسلمها العالم شفاها من الأنبياء والآباء, أو التي تركت لنا عمليا في حياة الكنيسة.
+ وشريعة العهد القديم كيانها في ثلاث:
وهي الناموس والأنبياء والمزامير (لو24:44).
17- أما عن الفضيلة فقد ركزها الرسول في ثلاث: الإيمان والرجاء والمحبة وأعظمهن المحبة (1كو13:13).
18- كذلك في كيان الخطية ومحبة العالم.
ذكر القديس يوحنا الرسول أنها في ثلاث: شهوة الجسد, وشهوة العين, وتعظم المعيشة (1يو2:16).
+ ولعل من أشهر الأمثلة لعمق الخطية:
كان في نكران بطرس الرسول,إذ أنكر الرب ثلاث مرات (مت26:75), ولذلك وبخه الرب ثلاث مرات بعد القيامة, بأن سأله ثلاث مرات أتحبني؟ (يو21:15, 17). والمجدلية أيضا شكت في القيامة ثلاث مرات, مدعية ثلاث مرات أنهم أخذوا سيدها ولا تدري أين وضعوه (يو20:15, 13, 2).
19- أما عن أعداء الإنسان في حياته الروحية: فقد ذكر الآباء أنهم ثلاثة: العالم والجسد والشيطان.
20- والقديس لوقا الإنجيلي تحدث عن ثلاثة أمثلة للضالين في (لو15).
الابن الضال, والخروف الضال, والدرهم المفقود.. الثلاثة ضاعوا وكانوا رموزا.. الابن الضال رمز لمن أضاعته نيته وشهوته الشريرة, والخروف الضال رمز لمن أضاعه جهله, والدرهم المفقود رمز لمن احتاجه غيره, ومع ذلك كان هناك خلاص لكل هؤلاء ورجاء.
21- وإقامة الأموات تمثلت أيضا في الرقم 3: ثلاث معجزات لإقامة الأموات في العهد القديم: إقامة إيليا النبي لابن أرملة صرفة صيدا (1مل17:20-23), وإقامة إليشع النبي لابن الشونمية (2مل4:32-35), وإقامة ميت لمس عظام إليشع (2مل13:21).
وثلاث معجزات ذكرت للسيد المسيح في إقامته للموتي: إقامة ابنة يايرس (مر5:41), وإقامة ابن أرملة نايين (لو7:15, 16), وإقامة لعازر (يو11:43, 44).
إنها ثلاثة أنواع تمثل كيان إقامة الأموات..
أ إقامة ابنة يايرس وهي في بيت أبيها, تمثل الذين أدركهم الموت الروحي بالخطية وهم داخل الكنيسة, لم ينفصلوا عنها.
وهذا هو أخف الأنواع, لذلك قال الرب عن تلك النفس إنها لم تمت ولكنها نائمة وأقامها معطيا رجاء لهذا النوع.
ب أما إقامة ابن أرملة نايين, وقد خرج جثمانه من بيته, وأمه تبكي عليه في الطريق, فيمثل الذين خرجوا من الكنيسة وهي تبكي عليهم, وقد أقام السيد المسيح هذا النوع ودفعه إلي أمه (لو7:15), أي أعاده إلي حضن الكنيسة معطيا رجاء لهذا النوع أيضا.
ج أما إقامة لعازر وهو ميت دفن في القبر, وطال به الوقت وقيل قد أنت, ويئس منه أقرباؤه, حتي أخته (يو11:39).
فيمثل -روحيا- الذي انفصل عن الكنيسة مدة طويلة, ويئست الكنيسة من خلاصه..
وحتي هذا النوع أقامه الرب, معطيا رجاء حتي للذين أنتنوا في خطاياهم!!..