الرحلات الروحية الكثيرة التى يقوم بها قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الى كل العالم شرقه وغربه، والى كل القارات هى جزء مهم واصيل من رسالته الدينية والرعوية، وهى رسالة روحية ليس الهدف منها النزهة او الفسحة فالرجل يعانى من بعض امراض فى عموده الفقرى ويتالم ومع ذلك يقوم بهذه الرحلات، الذين لم يركبوا الطائرات قبل ذلك وبخاصة فى الرحلات الطويلة التى تستغرق عشرات الساعات لا يعرفون مدى التعب والارهاق الذى يصاب بها المسافر فمابالك اذا كان مريضا؟!
الراعى يجب ان يرعى رعيته فى كل مكان، وزيارات البابا تحقق الكثيرفى هذا المجال، فهو يلتقى بشعبة القبطى الذى يريد ان يراه ويحاوره ويناقشه، وهو يفتتح عدة كنائس ويدشن عدة مذابح ويفتح مراكز ثقافية ، وهو يرسم شمامسة وقساوسة، ويستمع للأقباط الذين يعيشون خارج بلادهم منذ عشرات السنوات، يعرف مشاكلهم ويحاول حلها، ويطمئنهم على مصر والأقباط فى الداخل والمشاكل التى يسمعون عنها، يضع امامهم الحقائق بعيدا عن الشائعات والكتابات المغرضة الكاذبة.
الرحلتان الاخيرتان لقداسة البابا تواضروس كانا لليابان واستراليا، وهذه اول زيارة لبابا الاسكندرية لهذه الاماكن وهما ابعد دول العالم عن مصر، ويقولون ان استراليا هى سقف العالم، كانت الرحلة ناجحة بكل المقاييس وقام الراعى الحقيقى بالتعرف على احوال الرعية، وعلى الرغم من مشقة السفروتعب الطيران الطويل.
اتوقف عند سؤال احد المواطنين الاقباط لقداسة البابا فى لقاء مفتوح اتاح فيه الاسئلة للجميع:
سال المواطن قداسة البابا سؤالا اقل مايقال عنه سؤالا “بايخ” خارج عن اللياقة قائلا : قداستك حضرت هنا لتهرب من مشاكل مصر بدلا من ان تحلها؟!
وبتواضع العظماء الكبار اجاب قداسة البابا قائلا: انا لم اهرب من مصر، فمصر بخير وقد حضرت لاقوم بواجبى وادرس حالكم وحالتكم الروحية واتعرف على مشاكلكم لنضع حلولا معا لها، وانا لم احضر للفسحة او النزهة فهناك اماكن سياحية كثيرة لم ازرها ولم يكن عندى وقت حتى لا افكر فيها.. ومن الطبيعى الا يكتب صاحب السؤال اسمه لانه يعرف ان سؤاله خارج عن المنظومة الاخلاقية، وكان يمكن لقداسة البابا عدم الاجابة عليه لكنه اجاب حتى يوضح لمثل هؤلاء المغيبون عن الواقع الامور والاوضاع الحقيقية.
الكنيسة القبطية الارثوذكسية المصرية هى من اقدم كنائس العالم واقواها وبابا الكنيسة هو من اقوى البابا وات روحيا، والبابا تواضروس الثانى بالذات جاء فى وقت صعب، بين مشاكل كثيرة ويكفى انه عبر فترة “محمد مرسى” بسلام بعد ان كان يريد حرق الكنيسة والاقباط، والبابا يتسم بالهدوء ويحل بحكمته كل المشاكل، فقداسة البابا تواضروس الثانى وهو فى استراليا على اتصال دائم بمصر وقد استطاع حل مشكلة غلق الكنائس فى المنيا وافتتحت كنيستان كان عليهما خلاف كبير، وستفتتح الكنائس الباقية تباعا ان شاء الله، هنا لا استطيع ان انكر جهود نيافة الانبا مكاريوس اسقف عام المنيا وابوقرقاص الذى يقوم بواجبه خير قيام فهو رجل المواقف الصعبة واعرف عنه انه بجانب روحانياته فهو مثقف رفيع المستوى.
قداسة البابا تواضروس الثانى لم يهرب من مصر ومشاكلها الى اليابان واستراليا بل ذهب لرعاية شعبه واستطاع وهو هناك حل المشكلة الكبيرة فى المنيا وافتتحت الكنيستان بفضل حكمة البابا وجرأة وشجاعة الزعيم عبد الفتاح السيسى الذى دائما يقتحم المشاكل ويحلها، ولا فرق عنده بين مسلم ومسيحى، بل هو يؤمن بان الجميع مصريون.
تحية لقداسة البابا تواضروس الثانى وتعود الينا بالسلامة والحب الذى يجمع بيننا.